سيطلب وزير الخارجية الياباني من المؤسسات الإعلامية الدولية استخدام اسم العائلة أوّلاً عند كتابة الأسماء اليابانية، مثلما هي العادة في اللغة اليابانية، وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
وقال تارو كونو -أو ربَّما يكون كونو تارو- إنَّ وسائل الإعلام الأجنبية يجب أن تتبع الأسلوب نفسه الذي تستخدمه عند النشر بشأن بلدان آسيوية أخرى، حيث يُذكر هناك اسم العائلة أوّلاً، ثم يأتي متبوعاً باسم الشخص الأوّل. مثال على ذلك، قال إنَّ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ينبغي أن يُكتب اسمه في المُستقبل آبي شينزو.
ويرى البعض هذا الطلب جزءاً من حركة يقودها آبي المحافظ، للتعبير عن ثقة متنامية في ثقافة اليابان وتاريخها، في الوقت الذي تستعد فيه لأن تكون تحت الأضواء العالمية لفترة تفوق العام، أوّلاً بانعقاد قمّة مجموعة العشرين، وتليها كأس العالم للعبة الرغبي في الخريف، ثمّ دورة الألعاب الأولمبية لعام 2020.
المنظمات الإعلامية يجب أن تتبع قواعد اللغة اليابانية
واقترح كونو أن يجري اتباع هذا التغيير بالتزامن مع قمّة مجموعة العشرين، المقرر انعقادها في أوساكا، في أواخر يونيو/حزيران، التي ستشهد حضور قادة مثل الرئيس الصيني شي جين بينغ، ونظيره الكوري الجنوبي مون جيه-إن، الذين تُكتب أسماؤهم بالإنجليزية بالترتيب الذي تُقرِّه لغاتُهم الأصلية؛ اللقب أوَّلاً.
وقال كونو متحدثاً للمراسلين: "أُخطِّط لمطالبة المُنظَّمات الإعلامية الدولية باتِّباع ذلك"، مُضيفاً أنَّ وسائل الإعلام المحلّية التي تُقدّم خدمات باللغة الإنجليزية يجب أن تفكِّر أيضاً في اعتماد هذا التغيير.
ولاقى نهج كتابة الأسماء الأولى أوّلاً قبولاً واسعاً في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حين تطلَّعت اليابان إلى أوروبا، في سعيها لتحديث اقتصادها وجيشها.
اقتراع في اليابان بشأن مقترح تغيير كتابة الأسماء
وتاريخياً، كان اليابانيون مُنقسمين بشأن المقترح؛ ففي اقتراع أجرته الهيئة المعنية بالشؤون الثقافية عام 2000، فضَّل 34.9% من المشاركين في الاستطلاع الترتيب الياباني لكتابة الأسماء، في حين أنَّ 30.6% كانوا يُفضّلون الترتيب الغربي، و29.6% لم تكن لديهم تفضيلات.
ولم يُخفِ كونو، الذي يتحدَّث الإنجليزية بطلاقة وتلقَّى تعليمه في الولايات المُتحدة الأمريكية، رغبتَه في الدفع بالتغيير، إذ قال في وقت سابق من هذا العام، إنَّ وزارة الخارجية تدرس تطبيق ترتيب الأسماء على النهج الياباني في الوثائق الرسمية، ويُكتب على بطاقة التعريف الشخصية الخاصّة به "كونو تارو".
ووزير التعليم ماساهيكو شيباياما من بين الذين يدعمون التغيير، وقال في تصريح له خلال الأسبوع الجاري، إنَّ الوزارة ستوصي بالاتِّساق مع النظام الياباني في الهيئات العامّة والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام.
تغيير كتابة الأسماء يعكس احترام التنوع الثقافي
وبحسب ما أوردته صحيفة yomiuri shimbun اليابانية، فقد استشهد شيباياما بتقرير صادر عن المجلس القومي للغات في الوزارة عام 2000، يوصي بهذا التغيير، قائلاً إنَّه يعكس "احترام التنوّع الثقافي" بين مُختلف الدول.
واعترف كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيد سوجا بأنَّ التغيير قد يكون أمراً إشكالياً، وقال: "علينا التفكير في عوامل كثيرة".
وفي حين أنَّ نهج اللقب الأول أصبح شائعاً في الكتب المنشورة باللغة الإنجليزية لتلاميذ المدارس المتوسطة، فقد يواجه اقتراح كونو مقاومةً من الشركات اليابانية، التي تحظى بوجود قوي على الساحة العالمية، فقد اعتمدت شركات مثل UNIQLO وHonda وRakuten ترتيب الأسماء الغربية في إصداراتهم.
والشهر الماضي، اعتمد خبراءٌ لأول مرة على الأدب الكلاسيكي الياباني، لإلهامهم في تحديد اسم للعصر الإمبراطوري الجديد Reiwa (الانسجام الجميل)، مُحطِّمين بذلك تقليد تحديد العصور بالاعتماد على الأدب الصيني الكلاسيكي.
وقال آبي في ذلك الوقت إنَّ اسم ذلك العصر "يرمز إلى الثقافة العامة العميقة لأمتنا وتقاليدنا المديدة"، مضيفاً أنَّه لا ينبغي السماح للقيم اليابانية "بالتلاشي".