"شعرت بالعار، حتى الآن يوجد بشر لا يأكلون"، تُعد هذه العبارة واحدة من العبارات المحفورة في عقول السوريين والعرب، الذين عرفوا الفيلسوف والمعارض السوري طيب تيزيني، الذي توفي أمس السبت 18 مايو/أيار 2019 عن عمر ناهز 85 عاماً.
ونعى سوريون المفكر السوري الذي ولد في مدينة حمص عام 1934، وتوفي بعد صراع طويل مع المرض، وقالت إذاعة مونت كارلو إنه برحيل تيزيني "فقد العصر الحديث أحد كبار المثقفين والمفكرين العرب".
وناهض تيزيني نظام بشار الأسد الذي واجه احتجاجات منذ العام 2011، لكن المفكر السوري أبى الرحيل على غرار العديد من المعارضين، وكان يعتبر أن تنظيم "الدولة الإسلامية" صنيعة الغرب، والواقع العربي محكوم بما يسميه قانون الاستبداد الرباعي، أي الاستبداد بالثروة والاستبداد بالإعلام والحزب المهيمن والاستئثار بالسلطة.
وبكى تيزيني مراراً على الواقع الذي عاشته سوريا خلال السنوات الثماني الماضية، وعلى السياسات الأمنية والعسكرية التي اتبعها النظام ضد معارضيه.
وفي لقاء سابق له على قناة "الغد" كان تيزيني يتحدث عن فض اعتصام "ساحة الساعة" في حمص في أبريل/نيسان 2011، وحينها تجمع المحتجون وقرروا الاعتصام، إلا أن الأخير انتهى بطريقة مأساوية بعد الهجوم عليه من قوات الأمن، وبكى تيزيني في اللقاء وهو يقول إن الهجوم قتل 1300 شاب وشابة.
ونعى الائتلاف الوطني السوري المعارض، تيزيني، وقال إنه "رغم التهديدات، ومحاولات إسكات هذا الصوت المتميّز، وما له من تأثير في أجيال متعاقبة، كان له فضل تعليمها في الجامعات السورية، وغيرها، ظلَّ وفيَّاً لقناعاته، ومبادئه، متواضعاً كأي عالم يدرك موقع الإنسان وقيمته".
ولم يكن اهتمام تيزيني مقتصراً على سوريا فقط، وشارك في ندوات عن الربيع العربي، ويظهر في مقطع فيديو خلال ندوة في تونس عام 2016، وقد بكى عندما تحدث عن رجل مسن شاهده في الطريق يتسول، وقال عبارته الشهيرة: "شعرت بالعار، حتى الآن يوجد بشر لا يأكلون".
وسبق أن تم اختيار تيزيني عام 1998 واحداً من أهم مئة فيلسوف عالمي، بحسب مؤسسة كونكورديا الفلسفية الأوروبية.
ودرس تيزيني الفلسفة في جامعة دمشق، وانتقل منها إلى تركيا وبريطانيا وألمانيا التي حصل فيها على دكتوراه الفلسفة عام 1967 في أطروحة "تمهيد في الفلسفة العربية الوسيطة"، ليعود مرة أخرى إلى جامعة دمشق أستاذا في الفلسفة.
وتحولت أطروحته للدكتوراه إلى كتابه الأول بعنوان "مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط"، ومن أبرز مؤلفاته:
– "الفكر العربي في بواكيره وآفاقه الأولى".
– "مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر" (ستة أجزاء).
– "من التراث إلى الثورة – حول نظرية مقترحة في التراث العربي" 1976.
– "مشروع رؤية جديدة للفكر العربي منذ بداياته حتى المرحلة المعاصرة" (12 جزءاً) 1982.
– "الفكر العربي في بواكيره وآفاقه الأولى، مشروع رؤية جديدة للفكر" 1982.
– "من يهوه إلى الله" مشروع رؤية جديدة للفكر العربي" 1985.
– "دراسات في الفكر الفلسفي في الشرق القديم" 1988.
– "فصول في الفكر السياسي العربي" 1989.
– "من الاستشراق الغربي إلى الاستغراب المغربي – بحث في القراءة الجابرية للفكر العربي وفي آفاقها التاريخية" 1996.
– "من ثلاثية الفساد إلى قضايا المجتمع المدني" 2001.
– "من اللاهوت إلى الفلسفة العربية الوسيطة" 2005.