وفق تقرير شبكة CNN الأمريكية، حدث اللقاء بين الطيارين وشركة Boeing في نوفمبر/تشرين الثاني، أي بعد أسابيع قليلة من الحادث الذي وقع في شهر أكتوبر/تشرين الأول، عندما تحطَّمت طائرة 737 ماكس تابعة لشركة الطيران الإندونيسية Lion Air، في بحر جاوة، وقبل 4 أشهر من تحطم طائرة 737 ماكس تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في إثيوبيا.
مضمون التسجيل الصوت
ويُسمع مسؤول Boeing في التسجيل الصوتي وهو يُخبر الطيارين أن تغييرات برمجية سوف تأتي ربما خلال ستة أسابيع، لكن الشركة لم ترغب في تسريع العملية.
وأشار الطيارون إلى أنهم لم يكونوا على دراية ببرنامج الثبات المحوسب في الطائرة بوينغ ماكس 737، المعروف بـ "نظام تعزيز خصائص المناورة (MCAS)".
سُمع طيارٌ وهو يقول: "نستحق بكل وضوح أن نعرف ماذا يوجد في طائراتنا".
وأجاب مسؤول بوينغ مجهول الهوية: "لا أختلف حول ذلك".
وكان طيار آخر يقول: "هؤلاء الأشخاص لم يعرفوا حتى النظام اللعين الذي كان في الطائرة"، مشيراً على ما يبدو إلى شركة الطيران الإندونيسية Lion Air. وأضاف: "ولم يعرف كذلك أي شخص آخر".
فيما يقول مسؤول بوينغ في التسجيل: "لا أعرف أن استيعاب هذا النظام كان من الممكن أن يغير نتيجة هذا. في ملايين الأميال التي ربما ستحلق عبرها بهذه الطائرة، ربما ستشاهد هذا الأمر في مناسبة واحدة فقط".
ونشرت صحيفة Dallas Morning News وصحيفة New York Times تقارير في وقت سابق من هذا الأسبوع، حول الاجتماع الذي عُقد في 27 نوفمبر/تشرين الثاني بين طياري الخطوط الجوية الأمريكية وشركة Boeing، مشيرة إلى التسجيلات الصوتية للقاء. وأوردت الصحيفة أن الطيارين كانوا محبَطين من أن بوينغ لم تكشف عن وجود نظام MCAS.
لم تردّ شركة Boeing فوراً على طلبٍ مُقدَّم من شبكة CNN للتعليق على التسجيل الصوتي.
وقد فُرض حظر على طائرات بوينغ 737 ماكس 8 و9 في جميع أنحاء العالم، بعد حادث تحطُّم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية في مارس/آذار. إذ توفي 346 شخصاً في حادثي تحطم طائرة Lion Air الإندونيسية وطائرة الخطوط الجوية الإثيوبية.
وأشارت التقارير الأولية في الحادثين إلى تورُّط نظام تحكم في الطيران، صممته بوينغ ليعمل في الخلفية، مما يجعل الطائرة 737 ماكس تطير مثل النماذج السابقة من الطائرة القوية. أدى وجود تشابهات كافية بين الطائرات إلى تجنب برامج تدريب الطيارين المكلفة، وهي حقيقة وصفتها شركة Boeing بأنها ميزة ترويجية.
لكن برنامج الثبات المحوسب MCAS تلقَّى قراءات خاطئة لأجهزة الاستشعارات في كلتا الطائرتين، ودفع أكثر من مرة مقدمة الطائرة إلى الأسفل، ودفعها في النهاية إلى هبوط حاد. فشلت محاولات الطيارين لتجاوز الأمر، ونظراً إلى أنها ممارسة اعتيادية، لم تُلق التقارير الأولية اللوم عليها في كلا الحادثين.
لم تُحدَّث تحديثاً أساسياً منذ الستينيات
قالت شبكة CNN مؤخراً إن إجراءات الطوارئ الجوية، التي تقول بوينغ إن الطيارين كان عليهم الاعتماد عليها عند حدوث عطل في الأنظمة، لم تُحدَّث تحديثاً أساسياً منذ الستينيات، وتخضع الآن لمراجعة إدارة الطيران الفيدرالية. لكن شركة Boeing اعترفت بأن برمجياتها كان من الممكن تطويرها، لكسر ما وصفته بترابط تسلسلات الأحداث التي انتهت بتحطّم الطائرتين.
وأشارت CNN إلى أن الشركة لم تجر اختبار طيران للسيناريو الذي تتعطل فيه الأنظمة.
وكشفت الشركة مؤخراً عن أنها في 2017 -أي قبل عام من كارثة Lion Air- كانت على دراية بأن مؤشراً مرتبطاً بالمستشعرات لم يكن يؤدي وظيفته في كثير من طائرات 737 ماكس. وخطَّطت الشركة لتنفيذ إصلاح في التحديث البرمجي المقرر دورياً.
أخبر شخص مطلع على المسألة شبكة CNN، الأسبوع الماضي، أن الشركة لم تنفذ الإصلاح، حتى بعد تحطُّم طائرة Lion Air.
أفادت صحيفة The New York Times أن أحد طيّاري الخطوط الجوية الأمريكية، الذين حضروا اجتماع 27 نوفمبر/تشرين الثاني، واسمه تود ويسينغ، أخبر الشركة قائلاً: "أتمنى أن تكون هناك أولوية لوضع تفسيرات حول الأشياء التي يمكن أن تقتلك".