كشف علماء، الإثنين 13 مايو/أيار 2019، خبراً مقلقاً، مفاده أن القمر الطبيعي المحبوب ينكمش، وفقاً لدراسة جديدة. ويتسبَّب هذا الانكماش بدوره في "الزلازل القمرية"، التي لم تُكتَشف إلا منذ فترة قريبة.
صحيفة USA Today الأمريكية، أوضحت أن نيكولاس شمير، المشارك في تأليف الدراسة، وأستاذ الجيولوجيا في جامعة ميريلاند الأمريكية، قال لصحيفة USA TODAY الأمريكية في رسالة بريد إلكتروني إنه ليس أمراً يدعو للقلق.
زلازل تضرب القمر الذي يتعرض للانكماش
وقال: "فيما تنخفض درجة حرارة القمر تقلَّص حجمه الكلي، أو تضاءل بمقدار حوالي 100 متر على مدى الـ4.5 مليار سنة الماضية، ولهذا السبب نقول إنه ينكمش، ويتسبَّب ذلك في الضغط على قشرته".
وأضاف قائلاً: "وإذا بلغت قوة الضغط على القشرة حداً معيناً، يمكن أن تتصدع القشرة، مما يؤدي إلى وقوع الزلازل القمرية".
ولحسن الحظ، لا تتغير كتلة القمر، وقال شيمر: "والتغير في محيطه ضئيل، وبالتالي فإن تأثيره على الأرض بالغ الضآلة، ولن يؤثر على المد والجزر أو يؤدي لاختفاء القمر".
وللكشف عن الزلازل القمرية، استعرض الباحثون البيانات التي جمعها رواد فضاء برنامج أبولو في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي، إلى جانب معلومات جديدة مأخوذة من مستكشف القمر المداري (LRO)، التابع لوكالة ناسا الفضائية الأمريكية، وهو مسبار فضائي آلي يدور حول القمر.
وإليكم ما يجري هناك وفقاً للدراسة
مثلما تتجعد قشرة العنب فيما يتقلص حجمه ليصبح زبيباً، يتجعد القمر أثناء انكماشه. وعلى عكس القشرة المرنة التي تغطي العنب، فإن قشرة سطح القمر هشة، لذلك تتصدع هذه القشرة والقمر آخذ في الانكماش، مما يؤدي لتكون "الفالق"، الذي يندفع فيه جزء من القشرة ليعتلي جزءاً مجاوراً له.
وقال مؤلف الدراسة توماس واترز، من متحف الطيران والفضاء الوطني التابع لمؤسسة سميثسونيان: "يقدم تحليلنا أول دليل على أن هذه الفوالق لا تزال نشطة، ومن المحتمل أن تؤدي إلى وقوع زلازل قمرية اليوم فيما يتواصل انكماش القمر وانخفاض درجة حرارته تدريجياً. وبعض هذه الزلازل يمكن أن تكون قوية إلى حدٍّ ما، بقوة خمس درجات على مقياس ريختر".
فقد كشفت عن أمر "مثير للإعجاب"
ويقول العلماء إن الأمر المثير للإعجاب هو أن البيانات التي جمعها برنامج أبولو منذ عقود لا تزال تفيد الباحثين اليوم، إذ يقول واترز: "إنها شهادة كبيرة على الفوائد المستمرة لبرنامج أبولو، إذ تساعد البيانات المتعلقة بالزلازل التي جُمعت منذ أكثر من 40 عاماً على تأكيد احتمال وجود نشاط تكتوني في القمر اليوم".
وقال شمير، الخبير الجيولوجي بجامعة ميريلاند، إن النتائج "تؤكد أيضاً أننا بحاجة إلى العودة إلى القمر. لقد علمنا الكثير من بعثات أبولو، لكنها لم تتعمق كثيراً".
وأضاف: "مع وجود شبكة أكبر من أجهزة قياس الزلازل الحديثة، يمكننا أن نخطو خطوات كبيرة في فهمنا لطبيعة القمر الجيولوجية. وهذا سيوفر للعلم بعض الأهداف الواعدة السهلة لبعثة مستقبلية إلى القمر".
نُشرت دراسة يوم الإثنين 13 مايو/أيار 2019، في دورية Nature Geoscience البريطانية، التي تخضع لمراجعة الخبراء.