زراعة الأخطبوط في المياه الساحلية حول العالم عمل «غير أخلاقي»

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/12 الساعة 13:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/12 الساعة 13:51 بتوقيت غرينتش
Octopus to Dry in Leros Island, Greece

استنكرت مجموعةٌ دولية من الباحثين خطط زراعة الأخطبوط في المياه الساحلية حول العالم. ويقولون إن هذه الخطوة لا مُسوِّغ لها على الصعيد الأخلاقي، وخطيرة على البيئة، وناشدوا الشركات الخاصة، والمؤسسات الأكاديمية، والحكومات عرقلة تمويل هذه المشاريع.

يقول الباحثون حسب صحيفة The Guardian البريطانية، إن زراعة الأخابيط ستتطلَّب اصطياد كمياتٍ هائلة من الأسماك والمحار لإطعامها، وهو ما يزيد الضغط على الحياة البحرية المُهدَّدة بالفعل.

تقول المجموعة، التي تقودها الأستاذة الجامعية جينيفر جاكيت من جامعة نيويورك، إن الأخابيط كائنات فائقة الذكاء. وزراعتها بغزارة غالباً ما تتسبَّب في عددٍ كبير من الوفيات، بسبب التوتر. قالت جاكيت لصحيفة The Observer البريطانية: "لا يمكننا أن نرى سبباً -في القرن الحادي والعشرين- لنجعل من حيوان معقد مثل هذا أحد مصادر الأغذية ضخمة الإنتاج". وأضافت: "تتغذى الأخابيط على الأسماك والمحار، وتوفير كمية مناسبة لإطعام أعداد كبيرة منها يشكل ضغطاً على السلسلة الغذائية. إنه مشروع غير مستدام. مزارع الأخابيط ليس لها أيُّ مسوّغ أخلاقي أو بيئي".

هناك نحو 300 فصيلة من الأخطبوط وكثير منها يتصرَّف بطرقٍ معقدة على نحوٍ مفاجئ. على سبيل المثال، أظهر بعضها قدرةً على استخدام الأدوات. وفي إحدى التجارب، لاحظ العلماء أن الأخابيط تبني ملاجئ من قطع قشور جوز الهند. وقال الباحثون في ورقة بحثية نُشرت بمجلة Issues in Science and Technology العلمية: "بمجرد أن تعرف الأخابيط حل مشكلة، تحتفظ به في ذاكرة المدى الطويل".


محاولة لاستبدال النقص بالصيد

لكن الأخطبوط أيضاً أحد الأطباق الشهية. يمسك الصيادون بنحو 350 ألف طن سنوياً لتُقدَّم في المطاعم من إسبانيا إلى تشيلي، ومن المكسيك إلى أستراليا. لكن تفيد تقارير بأن أماكن اصطياد الأخابيط الآن في تدهور، وأصحاب المزارع السمكية يتوجهون إلى تربية الأخابيط، في محاولة لاستبدال النقص بالصيد. يسمح الصيادون للأخابيط الذكور والإناث التي أمسكوا بها بالتزاوج، ويربون البيض المخصب، في حاويات حتى تبلغ وتباع بالأسواق حول العالم.

جهود تربيتها بأماكن مصنوعة صار أمراً صعباً

لكن هذه الجهود ذهبت أعماق المحيط، لأن صغار الأخطبوط لا تأكل سوى طعام حي، وهو ما جعل إطعامها صعباً ومكلفاً. واتضح أن الحفاظ على الصغار في مياه ذات درجة ملوحة ودرجة حرارة مضبوطة بحذر هو الآخر أمر صعب.

أعاقت هذه العيوب مزارع الأخطبوط من التقدم، حتى وقت قريب. تعلم مربّو الأحياء المائية أن صغار بعض فصائل الأخطبوط أقل تطلُّباً فيما يخص الغذاء، واستخدموا هذه الفصائل كأساسات للتربية. وحدثت بعض الطفرات أيضاً في طرق السيطرة على البيئة التي تعيش وتربى فيها الأخابيط.

ونتيجة لهذا، قالت عديد من الشركات إنها ستكون مستعدةً قريباً لبيع أخابيط المزارع. ومن بين هذه الشركات شركة Nissui اليابانية للمأكولات البحرية، التي صرَّحت بأنها تمتلك بيضات أخابيط، وأنها فقست، وتتوقَّع أنها ستكون جاهزةً للطرح في الأسواق بالعام القادم. وأفادت شركاتٌ أخرى في المكسيك وأستراليا بأنها ستبيع تشكيلاتها الخاصة في المستقبل القريب.


مُبرِّرات زراعة الأخابيط ضعيفة

لكن مُبرِّرات زراعة الأخابيط ضعيفة في رأي جاكت ورفاقها. فالأسواق الأساسية لهذه الحيوانات هي الولايات المتحدة، وأوروبا، واليابان والصين، وكلها مناطق لا تفتقر إلى الغذاء. فالأخطبوط هو أحد أشكال الرفاهية في الغذاء، ولا يستحق أن يكون محور زراعة مكثفة.

يقول بيتر غودفري سميث أحد المشاركين بالورقة البحثية من جامعة سيدني، إنه في الوقت الحاضر ما زالت هذه المزارع في مرحلة التطور. وأضاف: "هذا يعني أن النشطاء ليست لديهم منتجات معينة ليستهدفوها. لكن عندما تفكر الجامعات والمؤسسات البحثية في دعم هذه المشاريع، وهذا ما بدأ يحدث الآن، سيكون الاعتراض منطقياً. لماذا يجب أن ننفق أموال البحث العلمي في دعم مشروع سيكون له كثير من المشاكل التي لا يمكن تجنُّبها على البيئة والصالح العام، عند توسع هذا المشروع؟".

علامات:
تحميل المزيد