بينما كان رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون يدردش بسعادة خلال إحدى فعاليات الحملة الانتخابية لحزبه في رابطة النساء الريفيات (Country Women's Association) في مدينة ألبوري الأسترالية الثلاثاء 7 مايو/أيار 2019، حاولت امرأة ضربه ببيضة من الخلف، وفقاً لما نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية.
وكانت هذه المرة الثانية التي يتعرض فيها سياسي أسترالي بارز لهجوم بالبيض؛ فكانت المرة الأولى عندما كسر شابٌ بيضةً على رأس السيناتور الأسترالي فريزر أنينغ بعد مدة وجيزة من تصريحاته التي ألقى فيها باللوم على الهجرة، على اعتبار أنها السبب في الهجوم الذي تعرض له مسجدان في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية.
في تلك المرة، سُكب صفار البيضة على رأس أنينغ شبه الحليق، وحينها تعامل عدد من أنصاره مع مُلقي البيضة وطرحوه أرضاً وأمسكوا به.
لكن هذه المرة البيض لم تصب رئيس الوزراء الاسترالي
ومع ذلك، لم تُكسر بيضة أمس الثلاثاء 7 مايو/أيار 2019 التي أُلقيت على رأس رئيس الوزراء، بل طارت فوق رأسه كما لو أنها كرة تنس.
ويبدو أن المرأة التي أرادت كسر البيضة اختارت بيضة فاسدة.
في الشجار الذي أعقب الحادث، لم تكن المرأة التي ألقت البيضة هي التي طُرحت أرضاً، بل امرأة كانت قريبة وتبلغ من العمر 70 عاماً. خضعت هذه المرأة مؤخراً لعملية جراحية وكانت قلقة من تعريض نفسها لإصابة أخرى.
وفي حديثها إلى هيئة الإذاعة الأسترالية Australian Broadcasting Corp، قالت المرأة السبعينية، واسمها مارغريت باكستر: "كان شاغلي الرئيسي أن أمسك معدتي لأتأكد أنها لن تتعرض لأذى".
ونشر موريسون تغريدة عبَّر فيها عن قلقه بشأن باكستر التي ساعدها على الوقوف واحتضنها.
وجاء في التغريدة: "يضطر مزارعونا أن يتهاونوا مع نفس هؤلاء الحمقى الذين يغزون مزارعهم ومنازلهم".
وكان هناك توترات حدثت مؤخراً بين نشطاء نباتيين ومزارعي تربية الحيوانات في أستراليا، وإن لم يكن مرجحاً لبيضة أن تكون سلاحاً للنباتيين.
وبالرغم من أن موريسون ألقى باللوم على ما يبدو في سقوط باكستر على المرأة التي ألقت البيضة، أوضحت وكالة The Associated Press أن باكستر قالت إن مصوراً هو مَن أسقطها في الحقيقة بعد أن دفعها أثناء الشجار.
الشرطة ألقت القبض على الفاعلة
وأُلقي القبض على امرأة تبلغ من العمر 24 عاماً، وقالت وكالة The Associated Press إن اسمها أمبر هولت. واُتهمت بحيازة مخدرات والاعتداء العام، بعد أن قالت الشرطة إنها عثرت على القنب في حوزتها عند تفتيشها.
قالت شرطة نيوساوث ويلز في بيانها أمس: "واجهت امرأة اتهامات بعد هجوم مزعوم على رئيس الوزراء ببيضة خلال فعالية بألبوري في وقت سابق من اليوم. اعتقل الفريق الأمني لرئيس الوزراء المرأة بسرعة. وخلال الحادث، سقطت امرأة سبعينية على الأرض. ولم يُبلغ عن أي إصابات".
ولم يكن الدافع وراء أفعال هولت واضحاً على الفور، بالرغم من أنها ستمثل أمام المحكمة في 27 مايو/أيار.
"فتى البيضة" يعود إلى الواجهة من جديد
في أعقاب اللقطة التي انتشرت لضرب أنينغ بالبيض، سُرعان ما مُنح الفتى الذي ألقى البيضة، واسمه ويل كونولي، لقب "فتى البيضة". وجمعت حملة تبرعات عشرات الآلاف من الدولارات لدفع المصاريف القضائية المحتملة، بينما عبَّر كثير من النقاد عن غضبهم استجابة لتصريحات أنينغ حول هجوم كرايستشيرش، وغضبوا لأنه رد على إلقاء البيضة على رأسه بلكم الفتى في وجهه.
قررت السلطات لاحقاً عدم توجيه أي اتهامات للسيناتور الأسترالي، وقالت إن أفعاله: "اُعتبرت دفاعاً عن النفس". أما كونولي، فقد تلقى "تحذيراً رسمياً".
وفي الوقت الحالي، اندفع البعض على مواقع التواصل الاجتماعي لمنح الفتاة التي حاولت إلقاء البيضة على رأس موريسون لقب "فتاة البيضة". ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت ستحظى بنفس الشهرة التي اكتسبها "فتى البيضة" أم لا.
وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية أن زعيم المعارضة بيل شورتن قال إنها أظهرت "سلوكاً مروعاً ومشيناً".
وأضاف شورتن: "إذا كانت هذه المُحتجة تعتقد أنها سوف تحظى بالتعاطف أو الدعم من جانبي، فهي مخطئة تماماً".