العلماء يكشفون لغز عيش الديدان التي ليس لها فم أو أمعاء

نجح العلماء في كشف لغز كيفية تمكُّن الديدان الصغيرة التي ليس لديها فم ولا أمعاء من النمو والاستمرار على قيد الحياة.

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/09 الساعة 14:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/09 الساعة 14:51 بتوقيت غرينتش
ديدان أرض/ istock

نجح العلماء في كشف لغز كيفية تمكُّن الديدان الصغيرة التي ليس لديها فم ولا أمعاء من النمو والاستمرار على قيد الحياة.  

إذ على عكس التوقعات، فإنَّ هذه الكائنات، المعروفة باسم ديدان التربلاريا Paracatenula، وتعيش في مياه المحيطات الدافئة في أنحاء العالم، تتغذى جيداً.      

ويكمن السر هنا في البكتيريا التي تعيش داخل أجسادها، وتزودها بمخزون منتظم من العناصر المغذية الكيميائية.

ويعتقد الخبراء أنَّ هذه العلاقة مستمرة منذ ما لا يقل عن 500 مليون سنة، وعلى مدى هذه الفترة فقدت الديدان حاجتها للغذاء، نقلاً عن صحيفة The Independent البريطانية.     

وفي الوقت نفسه، فإنَّ البكتيريا -المعروفة بالمُتكافّلات- تخلصت من مادة غير ضرورية من شريطها الوراثي (الجينوم)، حتى تحتفظ فقط بالحمض النووي الضروري للقيام بوظائفها الجوهرية.   

دراسة حديثة لفهم العلاقة بين البكتيريا والديدان!

وفي دراسة حديثة، فحص فريق بحثي، بقيادة معهد ماكس بلانك لعلم الأحياء الدقيقة البحرية في ألمانيا، هذه الكائنات بعمق غير مسبوق لفهم طبيعة الشراكة بين البكتيريا والديدان.

وفي نتائج الدراسة، التي نُِشَرت في دورية Proceedings of the National Academy of Sciences، يقول الفريق إنه بالرغم من التركيب الجيني البسيط للبكتيريا، فإنها قادرة على توفير الحصة الكاملة من الدهون والبروتين والسكريات وجميع العناصر الغذائية الأخرى التي تحتاجها الديدان للبقاء.         

وقال قائد الفريق البحثي، الدكتور هارالد غروبر-فوديك: "لم نشهد شيئاً مماثلاً في أي مُتكافّلات أخرى؛ إذ بالرغم من الجينوم البسيط، تستطيع البكتيريا الواحدة إنتاج مواد عديدة مختلفة وتوفرها للكائن المُضِيف".

وتتمتع هذه البكتيريا بالقدرة على استخدام غاز ثاني أكسيد الكربون لإنتاج مجموعة من المركبات، مستخدمة في ذلك الطاقة الناتجة من مركب كبريتيد الهيدروجين (أو سلفيد الهيدروجين) الموجود في الرواسب في المياه.  

في أغلب الشراكات التي تتكون بين مثل هذه الكائنات، يهضم الكائن المُضيف البكتيريا التي تعيش بداخله ليستخلص منها مواد مفيدة.  

إلا أنَّ ديدان التربلاريا والبكتيريا التي تعيش بداخلها وصلتا إلى ترتيب أكثر توازناً؛ إذ تقدم لها الميكروبات الطعام في صورة قطرات معقولة.             

وقال الدكتور غروبر-فوديك: "الأمر يشبه قليلاً حديقة الفاكهة. تحمل البكتيريا باستمرار ثمار الفاكهة، وتحصدها الديدان. أما في المُتكافلات الأخرى، فالأمر يشبه حصاد حقل ذرة، إذ يُقضى على البكتيريا تماماً لأنَّ الديدان تهضم غالبية خلاياها.

ومن هنا يتأكد كيف يمكن أن تكون التحليلات الإشعاعية المفتاح لفهمٍ أعمق لفسيولوجيا التفاعلات بين البكتيريا والحيوانات".       

علامات:
تحميل المزيد