ذكر تقريرٌ للأمم المتحدة أن الضرائب يمكن أن تشجع الناس على اتباع نظام غذائي نباتي، وتقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومكافحة تناقص الحياة البرية.
يدرس تقرير التوقعات العالمية للموارد لعام 2019 (The Global Resources Outlook 2019)، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، اتجاهات الموارد الطبيعية وأنماط استهلاكها المقابلة، منذ سبعينات القرن الماضي، نقلاً عن صحيفة The Daily Mail البريطانية.
ويمكن أيضاً أن يساعد تصنيع اللحوم معملياً على تقليل الاعتماد على الأبقار والماشية، التي يعود إليها استخدام 77% من الأراضي الزراعية حول العالم.
الأمم المتحدة تحذر من استهلاك اللحوم الحمراء
يحذر تقرير الأمم المتحدة من أن البشر يستنفدون موارد العالم من خلال تضاعف استهلاكنا للمواد الحيوية ثلاثة أضعاف منذ عام 1970.
فيما توصَّل التقرير إلى أن معدل استهلاك الفرد بالدول الأغنى في العالم عام 2017 وصل إلى حوالي 9.8 طن من المواد، التي تشتمل على النفط والغاز والطعام والأخشاب .
وقد أدى نهوض البنية التحتية وارتفاع مستوى المعيشة في البلدان النامية والبلدان التي تمر بمرحلة انتقالية، وخاصة في آسيا، إلى تفاقم المشكلة.
بحلول 2060 قد لا يكون هناك وجود للعديد من البشر
ويقول خبراءٌ إن اقتصادنا يحتاج إلى تحوُّلٍ كبيرٍ على المستوى العالمي، للحدِّ من الانبعاثات والتأثيرات "الخطيرة" للاحتباس الحراري.
يتنبأ التقرير، الذي يستخدم بياناتٍ تعتمد على المؤشرات التاريخية، أن الموارد الطبيعية ستنمو بنسبة 110% بين 2015 و2060.
وجاء في التقرير أن ذلك سيؤدي إلى تضاؤل مساحة الغابات بأكثر من 10% وتقليص المساكن الطبيعية الأخرى مثل المراعي العشبية بنحو 20%.
وصل الاستهلاك العالمي للموارد لحوالي 92 مليار طن، ومن المنتظر أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2060، ويتوقع التقرير أن يتسبب ذلك في زيادة غازات الاحتباس الحراري بنسبة 43%.
وحذَّر بأن هذا المعدل من استهلاك الموارد هو السبب الرئيسي في تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
وأضافوا أن استهلاك المياه والمعادن والوقود الأحفوري تضاعف ثلاث مرات منذ عام 1970.
وقالت المديرة التنفيذية للأمم المتحدة للبيئة بالنيابة، جويس مسيو: "يشير تقرير توقعات الموارد العالمية أننا نستهلك الموارد المحدودة لهذا الكوكب، كما لو لم يكن هناك غد، مما يتسبّب بالضرورة في تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي".
وأضافت: "في الحقيقة، قد لا يكون هناك مستقبل للعديد من البشر إذا لم نتوقف عن ذلك".
خلال العقود الخمسة الماضية زاد الاستهلاك العالمي للمواد بأكثر من الضعف
خلال العقود الخمسة الماضية، تضاعف عدد سكان العالم وزاد الناتج المحلي العالمي أربع مرات.
وتوصَّل التقرير إلى أنه خلال نفس الفترة زاد الاستهلاك العالمي للموارد من 27 مليار طن إلى 92 مليار طن.
إذا استمرت هذه المؤشرات، فسيتضاعف هذا الرقم مرةً ثانيةً ليصل إلى 190 مليار طن في غضون 40 سنة.
وجاء في التقرير: "يُسبب استخلاص ومعالجة الموارد والوقود والطعام حوالي نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وأكثر من 90% من فقدان التنوع البيولوجي وندرة المياه".
تزايد النمو في معدلات الاستهلاك منذ عام 2000 إلى 3.2% سنوياً، مدفوعاً إلى حد كبير باستثمارات ضخمة في البنية التحتية.
تزايد استخدام الوقود الحفري من 6 مليارات طن في عام 1970 إلى 15 مليار طن في عام 2017.
التقرير يوصي بمخطط استدامة
ويقول التقرير: "إننا نحتاج إلى التحول من الأسلوب الخطي إلى الأسلوب الدائري، من خلال مجموعة من دورات حياة ممتدة للمنتجات، وتصميم ومعايرة منتجاتٍ ذكية يُعاد استخدامها وتدويرها وتصنيعها".
يعزز مخطط "نحو الاستدامة" تدابير لتقليل تزايُد استخدام الموارد.
يقولون إن هذا سيؤدي إلى خفض الضغط على إمدادات الغذاء والماء، وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي بنسبة 8%.
إذا نُفِّذَت التدابير الموصى بها، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تسارع النمو الاقتصادي، مما يفوق التكاليف الاقتصادية الأولية للتحول إلى النماذج الاقتصادية المتوافقة مع ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية هذا القرن.
يهدف التعهد الدولي بموجب اتفاقية باريس إلى الحد من الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل من 2 درجة مئوية (3.6 درجة فهرنهايت)، أو 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) إذا كان ذلك ممكناً.