استيقظ طالبٌ كان قد نام وهو يستمع إلى الموسيقى بسماعات الأذن، فاقداً السمع كلياً في إحدى أذنيه.
ويقول المسعفون، حسب صحيفة The Daily Mail البريطانية، إنَّ إحدى السماعتين وقعت من أذنه وهو نائم، وإلَّا كان سيُصاب بصممٍ في كلتا أذنيه.
من حسن الحظ، تلقَّى الطالب بالسنة الجامعية الثانية -لم يُفصَح عن اسمه- العلاج في وقتٍ مناسب، للحيلولة دون وقوع أي ضررٍ دائم، واستعاد سمعه تدريجياً بعد 5 أيامٍ قضاها في مستشفى آسيا الجامعي بمدينة تايتشونغ في تايوان.
وحذَّر الطبيب تيان هويجي، رئيس قسم طب الأنف والأذن والحنجرة بالمستشفى، الناس بألَّا يستخدموا سماعات الأذن في أثناء نومهم.
كذلك نُصح هؤلاء ممَّن يعانون مشكلاتٍ بالأذن بالحصول على المعونة الطبية بأقصى سرعة ممكنة، لمنع حدوث أية أضرار دائمة.
ممارسة الفعل ذاته ليلاً أمرٌ أكثر خطورة
وأشار الخبير الطبي إلى أنَّه ومع أنَّ الناس يستمعون إلى مستوياتٍ عالية من الصوت عبر سمَّاعاتهم في أثناء النهار دون أن يصيبهم صممٌ مفاجئ، فإنَّ ممارسة الفعل ذاته ليلاً أمرٌ أكثر خطورة.
شرح هويجي هذا الأمر، متحدثاً مع موقع OMG Taiwan، قائلاً إنَّ الدورة الدموية بجسم الإنسان تتباطأ في أثناء النوم.
وهذا يعني أنَّ خلايا الشعر في آذاننا تتلقَّى سرياناً أقل من الدم الذي يساعدها في التعامل مع الأصوات العالية، وهو ما يؤدي إلى الصمم المفاجئ.
ووفقاً للخبير، فإنَّ سماعات الأذن خطيرة بشكلٍ خاص؛ إذ إنَّها تمنع تسرُّب أي صوت، بخلاف سماعات الرأس التي تسمح بتبدُّد بعض الصوت.
وفي العام الماضي (2018)، زعم ويليام شابيرو، وهو أستاذٌ مساعد بالطب السريري في مركز لانغون بجامعة نيويورك، أنَّ الشباب يتجاهلون النصائح المُسداة إليهم ويسبُّبون ضرراً دائماً بسمعهم وهم يستمعون إلى الموسيقى بصوتٍ عالٍ، مستخدمين سماعات الرأس.
وقال شابيرو في حديثٍ له، في يناير/كانون الثاني 2018، إنَّ واحداً من بين كل 5 مراهقين يعاني نوعاً من فقدان السمع، نتيجة التعرض للضوضاء.
وإذا ما لحق ضررٌ بخلايا الشعر في الأذن بأية طريقة كانت، نصاب على أثرها بفقدان السمع أو اختلال التوازن.
قوقعة الأذن
يوجد في كل أذن، وتحديداً بالأذن الداخلية المسماة قوقعة الأذن -التي تستقبل الأصوات في صورة ذبذبات- 15 ألف شعرة. خلايا الشعر الدقيقة الاستشعارية تلك لها دورٌ حيوي لمساعدتنا في التعرُّف على موجات الصوت، إلَّا أنَّها رقيقة وضعيفة كذلك.
لا تتجدَّد خلايا الشعر هذه؛ ومن ثم فإن أي ضررٍ يحدث لها هو ضررٌ دائم، وهو سببٌ شائع بين من يعانون بعض أنواع فقدان السمع.
وأخبر شابيرو موقع Business Insider الأمريكي، بقوله: "توضَع سماعة الأذن داخل الأذن بطبيعة الحال، وكلما كانت أقرب إلى طبلة الأذن ارتفع مستوى الضغط المُحتَمل أن يضر سمعك".
وأضاف: "إذن، أنت بذلك توقِع ضغطاً على الشعيرات الموجودة في قوقعة الأذن، وتمزّقها وتضرُّها. وبهذا فإنَّ رفع مستوى الصوت من 3 إلى 6 وحدات ديسبل فقط يضاعف حدة الصوت".