حتى الموت ارتفعت أسعاره.. تونسيون غاضبون من زيادة ثمن القبور.. والبلدية تقترح بديلاً قيمته دينار واحد

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/05 الساعة 19:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/05 الساعة 19:52 بتوقيت غرينتش
Old historic Muslim cemetary in Nazareth in the Galilee region of northern Israel

هل نتوقف عن الموت؟ بهذه الكلمات عبَّر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن اعتراضهم على قرار زيادة أسعار القبور في تونس.

وكان المجلس البلدي بمحافظة نابل شمال شرقي تونس قد قرَّر رفع سعر القبر من 40 دولاراً إلى 83 دولاراً للقبر الجديد، مقابل 33 دولاراً للقبر القديم.

القرار أثار غضباً كبيراً في صفوف سكان المنطقة، وجدلاً واسعاً بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، بين متهكِّم وساخر ومستنكر.

زيادة أسعار القبور في تونس تُفجِّر موجة من الغضب

خبر رفْعِ أسعار القبور أثار غضبَ سكان المنطقة حال صدور القرار، واستنكره بقية التونسيين الذين لَطالما اشتكوا من ارتفاع الأسعار والمعيشة وتردّي المقدرة الشرائية، وسرعان ما انتشرت التعليقات، والتوعد بين صفوف نشطاء التواصل الاجتماعي.

فعندما تُقرّر الدولة الزيادة في أسعار الخضر والغلال واللحوم وغيرها يعتبر الأمر طبيعياً نوعاً ما، بما أنه يطال "الأحياء".

أما أن تصل الجباية والزيادة في الأسعار وإثقال كاهل المواطن حياً وميتاً فتلك مسألة اعتبرها التونسيون استفزازية.

بل إن البعض رأى في زيادة أسعار القبور في تونس قلة احترام للمواطن حتى بعد وفاته.

"سنُحنّط موتانا"

خبر تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة، نظراً لغرابته، وقد انتشرت المنشورات الساخرة، فكتبت نورة ساخرة "الحمد لله أوصيت أهلي بدفني في السودان" وعلقت سامية مستنكرة "نبطل نموت يعني".

وقال طه "في قادم الأيام سنُحنط موتانا بعد هذا القرار"، وكتب نجيب "هل أصبح الموت تابعاً للمقدرة الشرائية؟".

وعلّقت سمية "حتى في موتنا لم نسلم من الزيادات"، وكتب عبدالقادر "لم يعد للتونسي شيء لم يدفع ضريبة عليه سوى التنفس".

وقال صلاح "حتى الموتى لم يسلموا من الزيادات في هذا البلد… الموت حق لا هروب منه، ويجب أن يكون مجاناً".

وكتب الإعلامي مُعز الباي بتهكم "الترفيع في أسعار القبور، صدق الشاعر: حتى على الموت لا أخلو من الحسد!".

ووصل الأمر إلى تنظيم وقفات احتجاجية

قرار الترفيع في سعر القبور أجَّج غضب أهالي منطقة نابل، ودفعهم لتنظيم وقفات احتجاجية على ما سموه بالجباية المجحفة، يقول المواطن محمد من جهته "قرار يجب أن يوقف فوراً".

تؤيد كلامه فاطمة، وتقول غاضبة "ماذا بعد… فقرونا أحياء وأمواتاً" يقاطعها جارها سالم مضيفاً: "أين حق إكرام الميت الذي أوصانا به الرسول الكريم، ولو فرضنا جدلاً أن الميت ليس له أهل ليدفعوا عنه هل ستُلقى جثته هكذا؟"

ويعلق نزار، ناشط في المجتمع المدني، وأحد سكان المنطقة قائلاً "قرار متسرع من جمعية صيانة المقابر، وكان على البلدية الاعتراض على هذا القرار خلال جلسة المجلس البلدي، لكن الأخيرة لم تحرك ساكناً، وهو ما يؤكد دعمَها لقرار زيادة في أسعار القبور".

والبلدية تفسر سبب الزيادة وتطرح بديلاً يكلف ديناراً واحداً فقط

تجدر الإشارة إلى أن عمال بناء المقابر طالبوا في وقت سابق الحكومة بزيادة أجورهم، تزامناً مع موجة الغلاء والضرائب التي تطال جميع القطاعات في البلاد، وبالتالي ستزيد تكلفة الدفن بصفة آلية في جميع البلديات، إلا أنها زيادة أقل بكثير مما أقدمت عليه بلدية نابل.

وخلال مداخلة إذاعية قالت سمية ورفلي، عضو بالمجلس البلدي لمدينة نابل، إنّ تكفل البلدية بحفر القبر غير إلزامي، بمعنى أنّ المواطن بإمكانه التكفل بحفر وبناء القبر، ويكفي أن يدفع ديناراً واحداً للحصول على الرخصة.

البلدية فسرت زيادة أسعار القبور/Istock
البلدية فسرت زيادة أسعار القبور/Istock

وقالت إنّ قرار الزيادة لم يكن اعتباطياً، بل جاء بعد عقد اجتماعات مع جمعية البيئة والمحيط.

وأضافت قائلة إن مبلغ الـ250 ديناراً (83 دولاراً) لا تحول إلى خزينة البلدية، بل إلى الجمعية المذكورة التي تتكفل بعملية الحفر والبناء، والتي تتولى أيضاً الإشراف على نظافة المقابر.

وأشارت عضو المجلس البلدي إلى وجود اتفاقية بين البلدية والجمعية منذ سنة 2005، وقد أعيد النظر في بنودها، وتقرّر زيادة سعر القبر، لأنّ أسعار جميع المواد شهدت ارتفاعاً مؤخّراً".

وأكّدت أنّ هذه الخطوة تأتي أيضاً بهدف تنظيم القطاع غير المنظم، حسب تعبيرها.

تحميل المزيد