منظمة الصحة العالمية تكثف جهودها لاحتواء تفشي حمى لاسا

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/16 الساعة 17:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/17 الساعة 07:56 بتوقيت غرينتش
منظمة الصحة العالمية تكثف جهودها لاحتواء تفشي مرض حمى لاسا

تكثف منظمة الصحة العالمية جهودها لاحتواء تفشي مرض حمى لاسا، الذي ينتشر في غرب إفريقيا؛ بعدما قتل 59 شخصاً بالفعل هذا العام (2019).

وقد زادت أعداد المصابين بالحمى النزفية، التي تسبب أعراضاً مشابهة لمرض الإيبولا، بدرجة أعلى بكثير من المعدلات المعتادة في نيجيريا و4 بلدان أخرى، حسب صحيفة Daily Mail البريطانية.

مرض حمى لاسا من الأمراض الفتاكة

برغم أنَّ تفشي الأوبئة يحدث سنوياً في الفترة بين ديسمبر/كانون الأول ومارس/آذار، يهدد هذا المرض، ذو الأعراض الفتاكة، بأن يستمر فترة أطول.

يمكن أن يتخطى هذا الوباء وباء العام الماضي، وهو الأسوأ في نيجيريا، إذ قتل 171 شخصاً.

تعكس المخاوف القلق من تكرار أزمة مرض الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والذي أودى بحياة 517 شخصاً حتى الآن.

وقد تأكد وجود ما لا يقل عن 275 حالة مصابة بحمى لاسا، وضمن ذلك 42 حالة وفاة، في نيجيريا وحدها منذ بداية العام.

يمثل هذا العدد تقريباً نصف إجمالي الحالات المصابة العام الماضي (2018)، حين عانت نيجيريا أسوأ تفشٍّ لحمى لاسا.

جهود الصحة العالمية في نيجيريا/ DAILY MAIL
جهود الصحة العالمية في نيجيريا/ DAILY MAIL

وبدأ تفشي المرض في نيجيريا يناير/كانون الثاني 2019

أعلن مركز نيجيريا لمكافحة الأمراض (NCDC) تفشي الوباء في 22 يناير/كانون الثاني 2019.

منذ ذلك الحين، توفيت 59 حالة من الحالات المؤكدة إصابتها بالمرض، 57 منها في نيجيريا، وبلغ معدل الوفيات من المصابين 20.7%.

قال إبراهيما فال، مدير الطوارئ الإقليمية بمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا: "نشعر بالقلق من العدد الكبير من الحالات المصابة في وقتٍ مبكرٍ من موسم حمى لاسا، التي من المتوقع أن تستمر 4 أشهرٍ أخرى".

وأضاف فال: "تعمل منظمة الصحة العالمية مع السلطات الصحية في البلدان الخمسة المتضررة من أجل ضمان قدرة العاملين بالمجال الطبي على اكتشاف الحالات، ونراقب الانتشار الإقليمي للمرض".

وتابع قائلاً: "تواصل منظمة الصحة العالمية تقديم المشورة إلى جميع البلدان في نطاق الإصابة بحمى لاسا، لتعزيز قدراتها على الاستعداد والاستجابة، خاصةً فيما يتعلق باكتشاف الحالات في وقت مبكر، والتأكيد المعملي، والتعامل مع الحالات في إطار العزل الموصى به، والتحذير من المخاطر، والمشاركة المجتمعية".

وبرغم حدوث الإصابات خلال موسم حمى لاسا، تشعر منظمة الصحة العالمية بالقلق من "سرعة تفشي الوباء".

 ووفقاً للسلطات النيجيرية، فقد أصيب 9 من الطاقم الطبي، وتوفي أحدهم.

جهود الصحة العالمية في نيجيريا/ DAILY MAIL
جهود الصحة العالمية في نيجيريا/ DAILY MAIL

لم يتوقف المرض على نيجيريا فحسب بل انتقل إلى دول أخرى

على الرغم من أن نيجيريا هي بؤرة تفشي المرض، حيث سُجلت حالات إصابة بالوباء في 19 ولاية من أصل 36 ولاية نيجيرية، فقد تأكدت إصابة 12 حالة في 4 دول أخرى بغرب إفريقيا: بنين، وغينيا، وليبيريا، وتوغو.

توفي شخصان خارج نيجيريا، ويجري التحقق من عدد أكبر من الحالات المشتبه فيها.

دفع هذا الوضع منظمة الصحة العالمية إلى توسيع نطاق جهودها في مساعدة السلطات الصحية بهذه البلدان عن طريق متابعة المخالطين للمرضى وتوفير الموارد.

كما بدأت جهود الوقاية في 6 بلدان أخرى معرضة للخطر، هي: بوركينا فاسو، والكاميرون، وغانا، ومالي، والنيجر، وسيراليون.

لكن، ليس من السهل إنقاذ الأرواح، لأن ما يقرب من 4 من بين كل 5 أشخاص مصابين بالفيروس، لا يعانون أعراض المرض، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ينصب الجانب الأهم من التركيز على الاكتشاف المبكر للمصابين، والتأكد من الحالات المشتبه في إصابتها.

جهود الصحة العالمية في نيجيريا/ DAILY MAIL
جهود الصحة العالمية في نيجيريا/ DAILY MAIL

وأدت حمى لاسا إلى وفاة 170 شخصاً في 2018

في عام 2018، تسببت حمى لاسا في وفاة 171 شخصاً بـ23 ولاية بنيجيريا، من أصل 633 حالة مؤكدة ونحو 3500 حالة مشتبه فيها.

يسبب مرضَ حمى لاسا فيروس نزفي ينتمي إلى الفصيلة نفسها التي تضم الفيروس المسبِّب لمرض ماربورغ، والفيروس المسبِّب لمرض الإيبولا.

ينتشر الفيروس من خلال تناول الغذاء أو ملامسة الأدوات المنزلية الملوثة ببول أو براز الجرذان، أو بالملامسة المباشرة لسوائل جسم مريض مصاب بالعدوى.

يمكن الوقاية من المرض عن طريق تحسين النظافة العامة، وتجنب الاتصال نهائياً بالفئران. تَنتُج أكثر من 80% من حالات حمى لاسا بسبب انتقال العدوى من القوارض إلى الإنسان.

في أماكن أخرى، يتعرض مسؤولو الصحة لضغوط هائلة، للسيطرة على تفشي فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والذي يهدد بالوصول إلى البلدان المجاورة في جنوب السودان وأوغندا ورواندا.

حتى 13 فبراير/شباط 2019، سُجل إجمالي 823 إصابة بالمرض، منها 762 حالة مؤكدة و61 حالة محتملة، بمعدل وفيات 61%.

وقد دمر تفشي الوباء، وهو ثاني أسوأ حالة تفشٍّ لوباء بالتاريخ، البلاد منذ أن أكد المسؤولون عودة الفيروس في أغسطس/آب 2018.

علامات:
تحميل المزيد