كشفت صحيفة Daily Mail البريطانية، أن زلزالاً بقوة 5.8 ريختر ضرب تركيا في صيف عام 2016، واستمرَّ لمدة 50 يوماً، ولكن لم يشعر به أحد، بحسب دراسة جديدة.
وبخصوص هذه الظاهرة، قالت صحيفة DailyMail البريطانية إن تلك التغيرات التكتونية، المعروفة باسم الانزلاق البطيء، أو الزلزال البطيء، حدثت على بُعد كيلومترات قليلة جنوبي مدينة إسطنبول، في غفلة تامة من السكان.
الزلزال حدث في مدينة إسطنبول
تحدُث الزلازل بشكل شائع في هذه المنطقة، بسبب وقوعها على خط صدع نشط للغاية، ذي تاريخ في إنتاج الهزات الأرضية القوية، وتحدث عند انزلاق صفيحتين تكتونيتين في اتجاهين متضادين على طول خط الصدع، ثم تنزلقان فجأة.
بينما تحدث الزلازل البطيئة في مناطق أكثر استقراراً حول الصدع، ويمكنها أن تنتج كميات متساوية من الطاقة على فترات طويلة.
وبعكس الزلازل "النموذجية"، فإن الانزلاقات البطيئة تتضمن حركة تدريجية جداً على طول الصدع.
لا تنتج تلك الانزلاقات أي من الموجات الزلزالية المدمرة التي قد تتوقعها عادةً، مما يعني أنها لا تُنتج هزات، وبالرغم من ذلك فإنها تسبب اضطرابات في سطح التربة، من الممكن دراستها.
بالتحديد تحت بحر مرمرة
انزلقت الصفائح على طول صدع يمر تحت بحر مرمرة، في عام 2016، مما تسبَّب في حدوث زلزال بطيء.
سجلت أدوات قياس تخص مجموعة من الباحثين، كانت موجودة بالصدفة في التوقيت المناسب، عن غير قصد، الزلزال الذي استمر لمدة شهرين.
استخدمت الدراسة، التي قادتها مارتينيز غارثون وفريقها العلمي، آباراً في بحر مرمرة، ملأوها بمقاييس الإجهاد، التي التقطت ذلك التوتر السطحي.
حدّدت مقاييس الإجهاد التشوه البطيء الذي حدث للصخور المحيطة.
لكنه كان "هزات خفيفة"
قالت باتريشيا مارتينيز غارثون، المشرفة على الدراسة، والباحثة في علم ميكانيكا الأرض بمركز البحوث الألماني لعلوم الجيولوجيا GFZ، لمجلة National Geographic: "يمكنكم أن تسموها الهزات الخفية".
بمجرد أن عرف العلماء ما الذي يبحثون عنه اكتشفوا انزلاقات بطيئة تحدث بالقرب من مناطق الاندساس في كل أنحاء العالم.
قالت لوسيل بروهات، الباحثة في فيزياء الزلازل بمدرسة الأساتذة العليا "إيكول نورمال سوبيريور"، في باريس، لمجلة National Geographic: "حوادث الانزلاق البطيئة شائعة للغاية، وهي غير ضارة أغلب الوقت".
وأضافت: "أُقرِّب الصورة لكم بشخص يمشي على أرضية خشبية في الطابق الأعلى".
وقالت أيضاً: "لا يمكننا أن نراه، ولكن يمكننا أن نتعقَّب حركته عبر أصوات طقطقة الخشب".
اكتُشفت حوادث الانزلاقات البطيئة في منطقة اندساس كاسكاديا، بالولايات المتحدة الأمريكية، عبر سجلات يعود تاريخها إلى أوائل الألفينات.
سُجل أطول انزلاق بطيء في ولاية ألاسكا الأمريكية، وأنتج هزة بقوة 7.8 ريختر، استمرت لمدة تسع سنوات.
يقول البحث إن هذه الأنواع من الحوادث يمكنها أن تساعد في التكهن بالهزات الأكثر تدميراً في المستقبل.
قد تتسبب الانزلاقات البطيئة في انطلاق زلازل كبيرة بعد فترة وجيزة من حدوث الانزلاق البطيء، في نفس المنطقة.
بدأ أعنف زلزال سُجل في اليابان، الذي تبعه تسونامي عام 2011، بانزلاق بطيء حدث في نفس المنطقة. يفترض الخبراء أنه قد يكون سبب انطلاق الزلزال.
سُجلت النتائج في نشرة Earth and Planetary Science Letters.