في عام 2016 بثّت الحلقة الأولى من مسلسل The Crown "التاج" الذي يحكي قصة الملكة إليزابيث الثانية منذ زواجها من الأمير فيليب في 1947 وحتى هذه اللحظة.
كثيرٌ من الناس حول العالم يتتبعون بشغف حكايات العائلة الملكية البريطانية المشوقة، إلّا أن تفاصيل بعض تلك الحكايات بقيت مكتومة وبعيدة عن وسائل الإعلام.
مسلسل The Crown.. كيف التقت الملكة إليزابيث الأمير فيليب؟
وفق موقع History vs. Hollywood الأمريكي، فإن القصة الحقيقية لمسلسل The Crown أنَّ اللورد مونتباتن، خال الأمير فيليب، اللورد، هو من رتب اللقاء الأول بين فيليب وإليزابيث عام 1939.
وذلك حين كانت الأسرة الملكية في جولة في الكلية البحرية الملكية.
وكان الأمير المنفي فيليب أمير اليونان والدنمارك حينها في الـ18 من عمره ويؤدي الخدمة في البحرية الملكية البريطانية.
أما إليزابيث فكانت في الثالثة عشرة، وأصبحت متيّمة بالشاب فيليب، الذي بدوره أعجب بها على الفور.
بدأ الزوجان تبادل الخطابات، واستمرت المراسلات بينهما طوال الحرب العالمية الثانية.
وفيليب من أصحاب الدم الملكي، ويحمل قرابة بعيدة بإليزابيث؛ إذ إنّهما أبناء عمومة من الدرجة الثالثة من خلال الملكة فيكتوريا، ومن الدرجة الثانية من خلال الملك كريستيان التاسع ملك الدنمارك.
وقد ولدت كل من والدة فيليب وجدته في قلعة ويندسور.
وتقدَّم فيليب لخطبة إليزابيث عام 1946، وتزوّجا في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1947.
هل تزوَّجت إليزابيث فعلاً بفستان زفاف اشترته بكوبونات ملابس؟
في العام 1947، كانت بريطانيا لا تزال في طور التعافي من الحرب العالمية الثانية، وكانت في مرحلة من التقشف الاقتصادي.
كان فستان إليزابيث الأبيض العاجي المصنوع من قماش الستان، من تصميم نورمان هارتنيل، وكان مرصعاً بعشرة آلاف لؤلؤة.
أثناء تقصينا للحقائق التي وردت في مسلسل The Crown، اكتشفنا أنَّ إليزابيث جمعت كوبونات شراء الملابس لاستخدامها لشراء القماش الذي صُنع منه الفستان.
وأرسلت النساء من جميع أنحاء البلاد ما لديهن من كوبونات الملابس لها أيضاً، غير أنّها ردتها إليهن بلباقة، رغبة منها في عدم استخدام كوبونات فربما يكون هناك من هم في حاجة إليها أكثر منها.
هل كان الملك جورج السادس يحب فعلاً إلقاء الفكاهات النابية؟
كان جورج السادس معروفاً باستخدام لغة بذيئة وفقدان السيطرة على أعصابه.
وهي صفات ظهر بها أيضاً في فيلم The King's Speech للممثل كولين فيرث عام 2010.
أما في المسلسل الذي أطلقته شبكة Netflix، يظهر الملك جورج السادس (يلعب دوره الممثل غاريد هاريس) وهو يفقد أعصابه على خادمته الخصوصية أثناء محاولة الأخيرة بقوة تعديل ياقة قميصه.
ولكي يلطف مرافقه بيتير تاونسند الأجواء، شاركه فكاهة قذرة، ليرد عليه الملك جورج بمثلها.
وتلك الفكاهة التي أطلقها الملك في المسلسل من بنات أفكار المخرج ستيفين دالدري وفريق الإنتاج. Mashable.com
هل خضع جورج السادس لجراحة في الرئة داخل القصر بدلاً من المستشفى؟
أجل، أثناء البحث في القصة الحقيقية لمسلسل The Crown، وجدنا أنَّه في عام 1951، خضع الملك جورج لجراحة استئصال جزء من رئته على أضواء الشموع في قصر باكينغهام، وليس في المستشفى.
احتشد الجموع خارج القصر في انتظار الأخبار عن صحة الملك عقب الجراحة.
وكان التدخين الشره قد أسهم في إصابة الملك بسرطان في الرئة.
هل كانت الملكة إليزابيث فعلاً تعمل ميكانيكية سيارات إبان الحرب؟
ظهر في قصة مسلسل The Crown أنَّ إليزابيث ساعدت في إصلاح سيارتها المتعطلة في كينيا، وتشير في هذا الصدد إلى أنَّها كانت ميكانيكية في الجيش إبان الحرب العالمية الثانية.
وبالبحث في أصول القصة، عرفنا أنّ هذا حقيقي بالفعل؛ إذ كانت الملكة عضواً في فريق الخدمة الأرضية المساندة وتلقت تدريباً على قيادة المركبات العسكرية وإصلاحها.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّها السيدة الوحيدة في الأسرة الملكية التي خدمت في القوات المسلحة.
هل صحيحٌ أن الأميرة إليزابيث علمت بوفاة والدها وهي تكتب له رسالة في كينيا؟
أجل، تشير القصة الحقيقية وراء ما رواه مسلسل The Crown إلى أنّ هذه هي الطريقة التي عرفت بها الأميرة إليزابيث بوفاة والدها في 6 فبراير/شباط 1952.
وقد كانت إليزابيث وفيليب في رحلة إلى أستراليا تمر بكينيا.
وكما حدث في المسلسل، كانا قد عادا لتوِّهما إلى فندق ساغانا بعد أن قضيا ليلتيهما في فندق تريتوبس في منتزه أبيردار الوطني بكينيا.
حمل لها فيليب الخبر بينما كانت تكتب رسالة لوالدها الملك جورج السادس، الذي كانت وفاته إيذاناً باعتلاء إليزابيث العرش على الفور.
لم تكن إليزابيث حينها تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها، وعادت إلى بريطانيا لتجد نفسها "الملكة إليزابيث".
توِّجت إليزابيث ملكة لبريطانيا في 2 من يونيو/حزيران 1953، وكان ذلك من منطلق الاحترام لوفاة والدها أكثر من كونه مخططاً من رئيس الوزراء المسِّن وينستون تشرشل ليضمن قضاء مزيدٍ من الوقت في السلطة.
هل أحدث الأمير فيليب ضجة فعلاً حين طُلب منه أن يركع أمام ملكته أثناء تتويجها؟
هذا أمرٌ بعيد الاحتمال. فيما يتعلق بهذا المشهد الحاد، فقد صرح الخبير كريستوفر ويلسون لصحيفة The Daily Mail البريطانية:
"أشك أنَّ الأمير فيليب تفوّه بهذه الكلمات لزوجته، لأنّه انحدر من أسرة ملكية استعارت كثيراً من البروتوكولات والطقوس من العائلة الملكية البريطانية. وكان على علم تام بما هو متوقع منه أمام الناس، ومستعداً للتكيف معه".
ولا يوجد ما يبرهن على صحة ما ورد في مسلسل The Crown. أمرٌ واحدٌ فقط في هذا السياق هو أنّ تتويج الملكة إليزابيث كان أول تتويج يذاع على التفاز.
كل كانت الأميرة مارغريت على علاقة عاطفية ببيتر تاونسند؟
أجل، كان الفريق بيتر تاونسند ضابطاً في سلاح الجو البريطاني وأصبح مرافقاً للملك جورجالسادس ثم لابنته الملكة إليزابيث من عام 1952 إلى عام 1953.
وكما يظهر في مسلسل The Crown، وقع بيتر في حب الأميرة مارغريت، التي كانت تصغره بخمسة عشر عاماً، وطلق زوجته بعد أن أصبحت إليزابيث، شقيقة مارغريت، ملكة لبريطانيا.
ثم تقدم لطلب يد مارغريت حين كانت ابنة 22 عاماً في العام التالي، غير أنَّ البرلمان والكنيسة البريطانية رفضا إقرار زواج الأميرة برجل مطلِّق. وكما حدث ما عمّها، مُنحت اختيار أن تتنازل عن المزايا والدخل الملكيين، وهو ثمنٌ لم تكن مستعدة لدفعه.
وقد كتب تاونسند في مذكراته التي نُشرت عام 1978 وحملت عنوان Time and Chance:
"لم يكن بوسعها أن تتزوجني إلا إذا تنازلت عن كل شيء: منصبها، ومكانتها الاجتماعية، وحافظة نقودها. وأنا لم تكن لدي القدرة لأعوضها عن ذلك كله. كنت أعرف ذلك".
وضعت مارغريت نهاية لقصة الحب الملتهبة عام 1955، وتمت خطبتها بعد ذلك لأنطوني أرمسترونغ.
وذلك بعد فترة وجيزة من معرفتها بخطبة تاونسند لماري لوسي (وهو ما يرى فيه البعض إشارة إلى أنَّ مارغريت لم تتجاوز خيبتها في حبها لتاونسند).
كان أرمسترونغ مصوراً، ونصبته الملكة إليزابيث أيرل لسنودون.
انتهى زواج مارغريت المضطرب بأرمسترونغ بطلاق على إثر فضيحة عام 1978.
هل كانت علاقة الملكة إليزابيث الثانية بونستون تشرشل مضطربة؟
غير صحيح؛ إذ يبدو أنّ ونستون تشرشل واحدٌ من أكثر الشخصيات التي أساء المسلسل تقديمها.
في الواقع، كان تشرشل أقل حدةً، وأكثر بشاشة، كما كان محل إعجاب الشعب ومحبته.
ولم تكن علاقته بإليزابيث مشوبة بالتوتر كما ظهر في معظم أجزاء الموسم الأول من مسلسل The Crown.
بل اشتهرت العلاقة بين الاثنين على أنّها جيدة بشكل خاص. وفي السنوات اللاحقة، سُئلت إليزابيث عن رئيس الوزراء المفضل لديها؛ فكان ردها: "ونستون بالطبع، وجدت الكثير من المرح في صحبته".
وكان ونستون أيضاً صديقاً مقرباً لوالدي إليزابيث، وربطته بهما علاقة عمل قوية.
ولا أحد يفهم على وجه الدقة لماذا اختار صُناع المسلسل إعادة تصويره بهذه الطريقة السلبية إلى حد ما.
هل عرض مسلسل The Crown دقة تنازل الملك إدوارد الثامن عن العرش؟
ليس تماماً؛ إذ تركز رواية المسلسل في معظمها على جانب واحد فقط من القصة، وهو أنّ دوق وينزر (الملك إدوارد الثامن سابقاً) تنازل عن العرش بحيث يتمكن من الزواج بوليس سيمبسون المطلقة مرتين.
ولم يعرض المسلسل كم كان الملك إدوارد الثامن محبوباً من الشعب، لا سيما الفقراء، وأنّ التخلص منه كان برغبة من المؤسسة الملكية والبرلمان.
الذي لم يكن يرغب في وجود ملك تصعب السيطرة عليه في معظم الأحيان؛ الملك الذي كان يتجاهل بوضوح الأعراف الدستورية العريقة.
وقد كانت رغبة إدوارد في الزواج من سيمبسون ذريعة استخدمت للتخلص منه.
ويكشف فيلم King Edward VIII الوثائقي كيف أُشير إلى هذه العملية بـ "الانقلاب البريطاني".
ويبدأ سرد الأحداث في مسلسل Netflix من مرحلة ما بعد التنازل عن العرش.
ولم يأتِ على ذكر أنَّ إدوارد كان على علاقة بسيمبسون قبل خمس سنوات من اعتلائه العرش لمدة لم تزد على 326 يوماً (في أقصر فترة حكم لملك في تاريخ إنجلترا).
بدأت بوفاة والده، الملك جورج الخامس، في 20 يناير/كانون الثاني 1936.
وفي حين وقف البعض مساندين لاختيار إدوارد بالتنازل عن العرش لأجل الحب، كان إدوارد أيضاً معروفاً بعلاقاته الغرامية مع نساء متزوجات.
وأخبر والده، الملك جورج الخامس، آخرين أنّه كان يدعو الله أن يرث ألبرت (جورج السادس) وابنته إليزابيث العرش في نهاية المطاف (من المفارقات أن إليزابيث ورثت العرش وأصبحت أطول الملوك جلوساً عليه في تاريخ إنجلترا).
هل كان دوق ودوقة وينزر يطلقان الألقاب فعلاً على أفراد الأسرة الملكية؟
أجل، حين تنازل الملك إدوارد الثامن عن العرش في 11 ديسمبر/كانون الأول 1936 ليتزوج الأمريكية المطلقة مرتين واليس سيمبسون، أحدث هذا دون شك شرخاً داخل الأسرة الملكية.
وبالفعل كان الدوق والدوقة يطلقون بعض الألقاب على أفراد الأسرة الملكية. وفي خطاب نُشر عام 1998، أطلقا على الملكة الأم "Cookie" أو "The Scottish Cook" وأطلقا على الملكة إليزابيث شيرلي تيمبل، كما أطلقا على ونستون تشرشل "Cry Baby".
وحين عرف الملك بقطع مصروفه الشخصي بعد وفاة أخيه، الملك جورج السادس، نعت الملكة ماري والملكتان إليزابيث بـ "العاهرات ذوات الدم البارد".
وحين عاد إلى إنجلترا مرة أخرى عام 1953 بعد وفاة والدته الملكة ماري، كتب إلى زوجته ليوضح لها مدى المرارة التي تشوب علاقته بالأسرة الملكية.
وقال لها: "يا إلهي، لا أصدق كيف أن أقاربي عبارة عن كتلة من البشر المغرورين المقززين، ولم تشهدي أبداً كيف أصبحوا جميعاً عجائز متهالكين مهلهلين".
هل التمست الملكة إليزابيث فعلاً النصح من عمها، الملك إدوارد التاسع؟
لا. لم يثبت هذا أبداً. وفي مسلسل The Crown، تطلب الملكة النصح في أمور تتعلق بفترة حكمها من عمها، دوق ونزر، الذي تنازل عن العرش ليتزوج الأمريكية واليس سيمبسون.
ليلقي بوالد إليزابيث، الملك جورج الخامس، في براثن دور لم يرغب أبداً في لعبه.
والمشهد الذي تظهر فيه الملكة مع عمها محض خيال؛ إذ تقول المؤرخة الملكية كارولين هاريس:
"من المستبعد أن الملكة لجأت إلى عمها الملك السابق لطلب النصح في كيفية القيام بدورها كملكة".
هل كان تشرشل يطلب من سكرتيراته قراءة الخطابات له من خلف الباب وهو يستحم؟
أجل، وأثناء تقصي القصة الحقيقية التي استند إليها المسلسل، تأكدنا أنَّ رئيس الوزراء ونستون تشرشل فعل ذلك فعلاً.
رغم أن المشهد الذي دفع فيه بعبث موجة من الماء لتنصب إلى خارج حوض الاستحمام أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة.
هل ماتت مساعدة تشرشل فينيشا سكوت بعد أن صدمتها حافلة فعلاً؟
غير صحيح، ربما تدفعك مشاهدة مسلسل The Crown إلى تصديق أنّ مساعدة تشرشل المتحمسة فينيشا سكوت (كيت فيليبس) ماتت بعد أن صدمتها حافلة.
وذلك في حادث دفع تشرشل إلى تغيير موقفه من "الضباب الكبير" الذي ضرب لندن عام 1952 والنهوض لإنقاذ المدينة.
ووفقاً لموقع Radio Times البريطاني، فإنّ السكرتيرة الجميلة التي حفظت مذكرات تشرشل محض خيال، وفينيشا سكوت لم يكن لها وجود أبداً على أرض الواقع.
هل وقع الضباب الكبير في لندن فعلاً؟
أجل، وبتقصي حقائق الأحداث التي وردت في المسلسل، انتهينا إلى أنَّ الضباب الدخاني الكبير حدث بالفعل عام 1952.
إذ اجتمع إعصار مضاد بفترة من الطقس البارد وغياب الرياح ليخلق طبقة سميكة من الضباب الدخاني الكثيف الذي استمر في لندن لعدة أيام.
بدءاً من الجمعة 5 ديسمبر/كانون الأول، وحتى الثلاثاء 9 ديسمبر/كانون الأول.
وتشير التقديرات إلى أن 3500 إلى 4000 شخص قضوا كنتيجة مباشرة للضباب الدخاني، ولم تستطع المستشفيات مواكبة الحدث.
وتشير الأبحاث التي أجريت بعد ذلك إلى أن الآثار طويلة الأمد للضباب الدخاني أدت إلى عدد كبير من الخسائر في الأرواح، تراوح بين 6000 و12000 شخص.
ورغم أنّ الحدث كان مدمراً، حوله مسلسل The Crown إلى أزمة سياسية بقدر أكبر مما كان عليه بالفعل في واقع الأمر.
إذ في الواقع كان الحادث مأساوياً، ولكنه لم يكن بهذا القدر الذي صوره المسلسل.
ولم يسبب أبداً حالة هلع بالغ؛ ويعود ذلك جزئياً إلى أنَّ سكان لندن كانوا معتادين على جودة الهواء السيئة ومروا بحالات من "الضباب" في الماضي، رغم أنها كانت أقصر وأقل حدة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الآثار طويلة المدى للدخان الكبير لم تتكشف إلى بعد مرور أسابيع أو ربما سنوات على حدوث.
هل كان فيليب مستاءً فعلاً من أنّ أطفالهم لن يحملوا اسمه؟
أجل، فقد نصح موظفو البلاط ومسؤولو الحكومة إليزابيث بعدم منح أطفالها اسم عائلة فيليب "مونتباتن".
بسبب قلقهم من أن يمنح هذا عائلة مونتباتن مكانة على عائلة وزنزر. وكما حدث في المسلسل، عارض فيليب الأمر وقال إنّه سيكون الرجل الوحيد الذي لا يحمل أطفاله اسمه.
وكان لخال فيليب، اللورد مونتباتن تأثيرٌ بالغ عليه؛ إذ عاش مع أسرة مونتباتن مذ كان صبياً في السابعة.
(بعد أن شُخصت والدته بالإصابة بمرض الفصام وأرسلت إلى مصحة عقلية، وهجر والده، الأمير أندرو -أمير اليونان والدنمارك- الأسرة وذهب إلى مونت كارلو بعد نفيه من اليونان).
ورغم إعلان إليزابيث عام 1952 أنَّ أولادها سيستخدمون لقب "ونزور" (كما حدث في المسلسل)، غيّرت دون أن يشعر أحد عام 1958 الاسم إلى "مونتباتن ونزور".
ويُعتقد أنها فعلت ذلك لحل إشكال كان يكدر صفو فيليب.
هل جمعت صداقة قوية بين الملكة إليزابيث وبورتشي؟
أجل، بورتشي، أي اللورد بورشستر (المولود باسم هنري هيربيرت)، كان صديق طفولة الملكة إليزابيث.
جمعت الاثنان صداقة مقربة في الحياة الواقعية أيضاً، ورحبت الملكة إليزابيث بإدارته لسباقات الخيل الخاصة بها عام 1969.
خمّن البعض وجود علاقة عاطفية بين الاثنين، ووصل الأمر إلى القول إنّ بورتشي هو الأب الحقيقي للأمير أندرو، ولكن لا يوجد دليل على وجود علاقة عاطفية بين الاثنين، ونعت المؤرخة هذه الإشاعة بأنّها "تدليس".
وكذلك فإن المشهد الذي تواجه فيه إليزابيث فيليب بشأن غيرته من بورتشي (والذي تتهمه فيه أيضاً بأنّه على علاقة بنساء أخريات) محض خيال.
لا شك أن هناك من يعتقد أن فيليب قد عارض الصداقة الأفلاطونية بين زوجته وبورتشي، ولكن إن حدث هذا، فإن هذه المعارضة لم تخرج للعلن أبداً.
وكما في المسلسل، تزوّج اللورد بورشستر (الذي أصبح لاحقاً أيرل ارنارفون) في نهاية المطاف الإنجليزية من أصول أمريكية جين مارجريت والوب، وأنجب منها ثلاثة أبناء.
هل كانت زيجة إليزابيث وفيليب مشوبة بالخلافات والتوترات التي أظهرها المسلسل؟
في معظم الأحوال لم تكن كذلك، أو هكذا يرى المؤرخون الذي قالوا إنه ما من دليل على أن زيجة الملكة مرت بالصعوبات التي صورتها دراما Netflix.
ويشمل هذا تصوير الأمير فيليب على أنّه زير نساء، أو تصوير صداقة إليزابيث باللورد بورتشي على أنّها كانت أشبه بالعلاقات اللاأخلاقية.
ويقول كاتب السير الملكية فيليب زيجلر:"لم يمر بي أي شيء أشار إلى أن الزيجة شهدت توتراً حقيقياً في أي لحظة. وصداقة الملكة باللورد بورتشي كانت أفلاطونية وشخصية، نظراً لما جمع بينهما من شغف بالخيول".
ولم يكن المسلسل محقاً سوى في تصوير غضب الملكة إليزابيث الشديد عندما ألقت مضرب التنس على فيليب مما أدى إلى فراره إلى خارج الشاليه الذي كانا يقيمان فيه في أستراليا عام 1954.
هل قضى فيليب أوقاتاً صعبة بعد أن أصبحت إليزابيث ملكة؟
أجل، فبالإضافة إلى أنّ إليزابيث لم تحمل اسمه، ماونتباتن، قدم الأمير فيليب تضحية بالتخلي عن مهنته في البحرية بمجرد أن أصبحت إليزابيث ملكة.
وقبل فيليب بدور ثانوي رغم أنه يحمل دماً ملكياً أكثر من إليزابيث نفسها.
وحاول القائمون على البلاط الملكي إجهاض طريقته العصرية في إدارة الأمور وإبعاده عن شؤون الملكة.
وفي الأيام الأولى، كان يُكثر الشراب في أماكن سيئة السمعة مثل "نادي الخميس" الذي يظهر في المسلسل، وهو تجمع مقتصر على الرجال للترفيه عن أنفسهم.
كانت تصرفاته البهلوانية محل ملاحظة من الجميع، وبدت وكأنها طريقته في الهروب من صعوبات الحياة الجديدة كزوج ملكة إنجلترا.
هل طلبت الملكة من سكرتيرها المفضل مارتن تشارتيريز أن يحل محل تومي لاسيلس بعد تقاعده؟
من غير المعروف ما إذا كان هذا صحيحاً أم لا.
ويظهر المسلسل أن الملكة (تلعب دورها الممثلة كلير فوي) تحاول ترقية مارتن (هاري هادين-باتون) ليكون سكرتيرها الخاص بدلاً من مايكل أديني الذي كانت الترقية من حقه.
غير أن ما نعرفه أن تشارتيرز كان السكرتير الخاص المفضل للملكة، ووفقاً للمراسل الملكي السابق جيني بوند.
أخبرها تشارتيرز أن الملكة كانت تريده أن يصبح سكرتيرها من البداية.
تراجعت الملكة في المسلسل وقبلت بأديني بعد أن حذرها لاسيلس من الحيد عن الطرق التقليدية لتسيير الأمور.
وفي الحقيقة، اضطر تشارتيرز الانتظار لعشرين سنة أخرى ليصبح سكرتير الملكة الخاص، وهو منصب احتفظ به منذ عام 1972 حتى تقاعده عام 1977.
وقبل هذا، كان مساعد السكرتير الخاص وعمل مع أديني وإدوارد فورد، رغم أن هذا الأمر لم يحظَ بتأكيد في المسلسل.
هل التمست الملكة الأم أثناء حزنها في اسكتلندا الكشف عن تمثال زوجها عام 1953؟
غير صحيح، في الحقيقة تمت رحلة الملكة الأم إلى اسكتلندا عام 1952، ولم يُكشف عن تمثال الملك جورج السادس إلا في عام 1955.
وقد تلاعب القائمون على المسلسل بالخط الزمني للأحداث بهدف إضافة لمحة درامية عليه.
هل أحرقت زوجة تشرشل اللوحة المرسومة له فعلاً؟
في الأغلب أن هذا حدث فعلاً. فقد كره ونستون تشرشل وزوجته كليمنتين اللوحة التي رسمها غراهام سوثيرلاند لتشرشل عام 1954.
والتي قدمت إلى تشرشل في البرلمان بمناسبة عيد ميلاده الثمانين في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1954.
وكانت كليمنتين قد شاهدت اللوحة بالكامل قبل الكشف عنها.
وبخلاف ما ظهر في المسلسل، التقطت صورة لتشرشل واللوحة خلفه.
حاول تشرشل أن يرفض اللوحة قبل المراسم، غير أن البعض حثه على الكشف عنها، بحيث لا يتسبب في إزعاج المتبرعين الذين سددوا ثمنها.
وأثناء العرض، علق تشرشل كما حدث في المسلسل أن اللوحة "مثال مميز للفن الحديث".
بطبيعة الحال حظيت اللوحة بإعجاب منتقدي تشرشل، في حين استهجنها محبوه باعتبارها إهانة مقززة.
وبعد ذلك، اصطحب تشرشل اللوحة إلى تشارتويل ولم ترها عين إنسان بعد ذلك، إذ أخفيت في صندرة في منزله، حتى طلبت كليمنتين من سكرتيرتها جريس هامبلين أن تتخلص منها.
وبسبب ثِقل اللوحة، طلبت هامبلين من أخيها ("الذي كان يعمل بستانياً أو شيئاً من هذا القبيل") إخراج اللوحة سراً من المنزل خلال الليل.
وضعاها في شاحنة أخيها واقتاداها إلى منزله على بُعد أميال قليلة. ووفقاً لهامبلين، أشعلا ناراً ضخمة وألقيا فيها اللوحة بعيداً عن الأعين.
هل شاركت الأسرة الملكية في صنع مسلسل The Crown؟
لا، أصدر المكتب الصحفي الملكي البيان التالي: "مسلسل The Crown عمل خيالي.
والأسرة الملكية لم تشارك فيه بأي صورة من الصور".
والمشاهد التي حدثت خلف الأبواب الموصدة وبعيداً عن أعين الناس محض خيال وقائمة في معظمها على تخمينات.
إذ إنّ الملكة إليزابيث والأمير فيليب يشتهران بقدرتهما على الحفاظ على سرية حياتهما الشخصية والالتزام بالآراء المحايدة عند الحديث أمام الناس.