قال موقع VOA الأمريكي إن بعض العلماء المهتمين بظروف المياه والجفاف ربطوا للمرة الأولى بين التغيُّر المناخي وتدفقات الهجرة الجماعية، التي أعقبت الربيع العربي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط قبل بضع سنوات.
فوفقاً لعلماء من المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية في النمسا، ساهمت ظروف نقص المياه والجفاف في صراعات الربيع العربي، لاسيما في سوريا، التي لا تزال غارقة في حربٍ أهلية، حسبما نشر موقع VOA الأمريكي
عجز المواطنين عن الزراعة دفعهم للهجرة ما أثر على المناخ
قالت ريا المطرق من جامعة إيست أنجليا في بريطانيا: "بدأ الناس لا يكونون قادرين على إنتاج المنتجات الزراعية، وكانت تلك بداية الهجرة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، التي كانت مزدحمة للغاية بالفعل. وكانت الموارد في المناطق الحضرية نادرة كذلك، لذا في ظل هذا النوع من التوتر حدث القتال للحصول على الموارد المحدودة، والأهم الاستقطاب الإثني في سوريا. وبالتالي فإنَّ الأمر هو مزيج من كل ذلك تقريباً".
وساهمت ريا في إعداد تقرير عن هذا الموضوع.
استخدم الباحثون بيانات الأمم المتحدة بشأن طلبات اللجوء والوفيات المرتبطة بالصراع، وجمعوا تلك البيانات مع بيانات بشأن الجفاف وسقوط الأمطار، فضلاً عن متغيرات أخرى مثل حجم السكان والإجراءات الديمقراطية والتنوع الإثني. وجُمِعَت كل تلك البيانات في نموذجٍ رياضي.
وأوضحت المطرق: "إذاً، دعونا ننظر في الكيفية التي يؤثر بها المناخ على احتمالية الصراع. وبمجرد أن نُقدِّر هذا، نستخدم الرقم الذي حصلنا عليه لتقدير الخطوة التالية. ومن ثَمَّ نُقدِّر هل البلدان التي تشهد صراعاً بسبب التغيُّر المناخي أكثر احتمالية لإرسال تدفقات اللاجئين أم لا".
وقالت إنَّ التغيُّر المناخي لن يتسبَّب في حدوث الصراعات وتدفقات طلبات اللجوء اللاحقة في أي مكان.
وأضافت المطرق: "تأثير المناخ على الهجرة، عن طريق الصراع، بدرجة كبيرة على فترات زمنية معينة وبلدان معينة. والصراع الناتج عن المناخ يكون أكثر احتمالية بعض الشيء في البلدان التي بها مستوى متوسط من الديمقراطية".
ونتائج هذه الدراسة خاصة بمنطقة غرب آسيا. لكنَّ الباحثين يقولون إنَّهم يأملون أن تساهم الدراسة في إثارة نقاشٍ عالمي بشأن الكيفية التي يؤثر بها التغيُّر المناخي الشديد والمتزايد على تدفقات الهجرة.