"تناوَلا هذه الزهور وإلا سأُرسلكما للمخيم"، انتشر فيديو يَظهر فيه موظف إيراني يسيء لطفلين أفغانيين لاجئين، ويجبرها على تناول الورود التي يبيعونها بأغلفتها البلاستيكية.
ويُسمع في الفيديو صوت الشخص الذي صوَّر المقطع، وهو يُجبر طفلين من الباعة الجائلين في مقاطعة كرمان، في إيران، على أكل الزهور التي يقومان ببيعها في الشارع.
ويصرخ الشخص الذي تبيَّن أنه أحد موظفي بلدية كرمان في وجه الطفلين ليأكلا الزهور بشكل سريع، ويهدّدهما قائلاً "كُلا الزهور أو سأرسلكما إلى المخيم".
موظف إيراني يسيء لطفلين أفغانيين.. وحتى البكاء لم يوقفه
الطفل الأصغر في الفيديو، الذي يبلغ من العمر حوالي 10 سنوات كان يبكي بشدة، ويحاول منع نفسه من التقيؤ بسبب أكل الزهور.
ولم تشفع دموعه في أن يرحمه موظف البلدية، بل طلب منهما أن يأكلا الغلاف البلاستيكي للزهور.
تم تداول المقطع بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعى الناطقة بالفارسية، مما أثار غضب عدد كبير من الإيرانيين.
انتهاكات متكررة بحق الأطفال الأفغان
"عربى بوست" تواصل مع آراش محمدي أحد الحقوقيين في إيران، الذي فسَّر لنا أن الطفلين في الفيديو من الأفغان الذين هاجروا إلى إيران.
يقول آراش: "أغلب الأطفال الأفغان يعملون باعة جائلين في شوارع المدن الإيرانية، وكثيراً ما يتعرضون لمثل تلك الانتهاكات من قبل عمال البلدية".
ومنذ الغزو السوفيتي لأفغانستان في عام 1979، لجأ الآلاف من الأفغان إلى إيران، وخاصة الشيعة منهم، يقدر عددهم في إيران بحوالي 2 مليون أفغاني، بحسب مجلس اللاجئين الأفغان، التابع لوزارة الداخلية الإيرانية.
محرومون من التعليم، ومصير أسود لمن يُلقى القبض عليه
"أغلب المهاجرين الأفغان يعملون في أعمال البناء والزراعة بأجور منخفضة للغاية"، حسبما تقول الناشطة في مجال حقوق الطفل سولماز نقدي لـ "عربي بوست".
وأضافت: "لذلك لا يتمكَّن أطفالهم من مواصلة تعليمهم، ويلجأون إلى بيع الخضراوات والزهور في الشارع".
وبحسب سولماز فإن من يتم القبض عليه من هؤلاء الأطفال من الباعة الجائلين من قبل موظفي البلدية يواجه خطر الترحيل إلى المخيمات على الحدود الإيرانية الأفغانية.
إذ إن "أغلب هؤلاء الأطفال بلا أوراق رسمية، لذلك يخافون من الترحيل، ويحاولون الهرب من البلدية بشتى الطرق".
وتقول سولماز إن هناك أطفالاً من الإيرانيين أيضاً يعملون باعة جائلين بجوار الأفغان في المناطق الفقيرة، ويلقون نفس المعاملة السيئة.
البلدية تقيل الموظف، وتكرّم أحد الطفلين
بعد عدة أيام من تلك الحادثة خرج رئيس بلدية كرمان ليعتذر عمّا بدر من موظف البلدية، وصرَّح بأنه تم فصله، وستتم معاقبته بسبب تلك الفعلة.
ودعا الطفلين إلى مكتبه لتكريمهما، ولكن ذهب الطفل الأصغر فقط إلى مكتب رئيس البلدية.
تقول سولماز، التي بدت سعيدةً بقرار فصل موظف البلدية: "إن تلك تقريباً هي المرة الأولى التي تقدم البلدية على هذا التصرف وتفصل الموظف، والفضل يعود إلى مواقع التواصل الاجتماعي، والضغط الذي تمثله".
وتأمل سولماز في أن يتم تدريب موظفي البلدية على التعامل مع هؤلاء الباعة، وخاصة الأطفال، وعدم التعامل معهم بعنف.
وأضافت: "نأمل أن تساعدنا الحكومة في مساعدة هؤلاء الأطفال، ودمجهم في المجتمع، ومساعدتنا في جعلهم يستكملون دراستهم.