يبدو أن الدول المغاربية ماضية في تحقيق إجماع نادر حول أحد الملفات التي اختلفوا بشأنها، ففي الوقت الذي فشلت فيه السياسية في جمع قادة الدول المغاربية على طاولة واحدة، نجح طبق الكسكسي المغاربي في ذلك.
إذ اشارت تقارير إعلامية في المغرب والجزائر، الثلاثاء 25 ديسمبر/كانون الأول 2018، إلى أن الدول المغاربية الأربع، موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس، نجحت في الخروج بقرار موحد ومتفق عليه بخصوص تقديم ملف مشترك لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، من أجل تصنيف "الكسكسي" كتراث إنساني مغاربي.
خبراء من دول مغاربية لتصنيف طبق الكسكسي المغاربي كتراث إنساني
مدير المركز الوطني للأبحاث فيما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ الجزائري، فريد خربوش، كشف الإثنين 24 ديسمبر/كانون الأول، أن ملف تصنيف طبق الكسكسي المغاربي في تراث الإنسانية سيتم إيداعه، قبل نهاية شهر مارس/آذار 2019، لدى لجنة التقييم في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" باسم أربعة بلدان مغاربية.
وأوضح خربوش، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، على إثر لقاء تحضيري للملف، انعقد بمقر المركز فإن ملف تصنيف هذا الطبق العتيق، الذي يعود لآلاف السنين، والمشهور جداً في منطقة المغرب العربي، جار الانتهاء منه، وهو الاتفاق، الذي تم بين دول المنطقة بعد لقاء جملة من الخبراء، وممثلي وزارات الثقافة والتراث بكل من تونس، وموريتانيا، والمغرب، إضافة إلى الجزائر.
وجمع الاجتماع الثاني من نوعه منذ شهر مايو/أيار الماضي مجموعة من الخبراء وممثلي وزارات الثقافة والتراث بكل من تونس وموريتانيا والمغرب إضافة إلى الجزائر الممثلة بالباحث والمدير السابق للمركز الوطني للأبحاث فيما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، سليمان حاشي.
وخصصت الأشغال التي تواصلت الثلاثاء لتحرير الملف وإنهاء الريبورتاج المصور الذي سيرافق طلب تصنيف طبق الكسكسي المغاربي كعنصر مشترك بين البلدان الأربعة.
من جهته، صرح وزير الثقافة الذي حضر أيضاً هذا الاجتماع، عزالدين ميهوبي، أن لقاء المتخصصين المغاربة في التراث "يشكل وعياً مشتركاً" و"خطوة إيجابية" من أجل الحفاظ على هذا التراث الخاص بالطبخ والمشترك بين بلدان المغرب العربي.
بعد أن انزعجت الجزائر من محاولات مغربية لاحتكار الطبق "الأمازيغي"
وسبق للوزير الأول الجزائري، أحمد أويحيى، أن أطلق، قبل أيام، تصريحات تهاجم المغرب، وتتهمه باحتكار طبق الكسكسي المغاربي .
ألمح الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحي، ألمح الخميس 20 ديسمبر/كانون الأول، إلى انزعاجه من إعلان المغرب "الكسكس" طبقاً من التراث المحلي له، وسعيه لتسجيله لدى منظمة اليونسكو باسمه.
وبحسب صحيفة الشروق الجزائرية، قال أويحي لأحد منتجي العجائن بمعرض الإنتاج الوطني "في الخارج، هناك دولة شقيقة وجارة جعلت من الكسكس منتوجاً خاصاً بها، لذا أطلب منكم أن تثبتوا أنفسكم وأن تبرهنوا العكس".
وتتنافس كل من المغرب والجزائر وتونس على أحقية نسبة طبق الكسكس إليها، وهو تنافس يجد ما يبرره، إذا أن هذا الطبق بات يغزو الموائد في كل هذه الدول، رغم بعض الاختلاف حتى بين مدن البلد الواحد.
وأياً كانت نسبة هذا الطبق فإن باحثين يجمعون على أن الكسكس ذو أصول أمازيغية، وهو ملك مشترك لشعوب المنطقة.