أوراق الجرجير البري الخضراء والملفوف الأخضر اليانع يزدهران، وحبات الفريز (الفراولة) الصغيرة تنمو من بين وريقاتها الخضراء الداكنة، فهل يمكن أن يصدق أحد أن هذه الجنة الصغيرة هي نتيجة لمشروع لـ" ريّ النباتات بمياه البحر " ؟
هذا المشهد الرائع يحدث في قلب الصحراء في منطقة من أكثر مناطق العالم جفافاً، إنه جزء من تجربة ومشروع من شأنه إن نجح أن يغير وجه هذه الصحراء، حسب ما ورد في تقرير لموقع شبكة هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
واحة مصنوعة في قلب الصحراء تعتمد على ريّ النباتات بمياه البحر
كل هذا يحدث داخل مشتل زراعة بلاستيكي في الصحراء الأردنية ترى فيه ملفوف الباك تشوي الصيني يشق التراب ليطل برأسه الأخضر الصغير وينمو، وترى المزارعين حاملين شتلات الزنبق الأبيض وفاكهة التنين (بيتايا) وهليون البحر وأزهار الجربار.
بل تجد أمامك كروم العنب دالية تلو الأخرى تعرّش على الأسلاك وقد كبرت أوراقها اللذيذة حتى صارت الورقة بحجم صحن عشاء كبير، وهنا الخيار المقرمش وهناك أعشاب الريحان والحبق، وتلك 5 أنواع مختلفة من حبات الطماطم.
يقول كبير المزارعين بليز جويت بلهجة المعتذر: "الحبق لديّ ينمو بشكل مبعثر غير مشذب، لكنني أزرعه لأصنع صلصة البيستو".
لا يجدر به الاعتذار على الإطلاق، فخارج هذا المشتل البلاستيكي ثمة جمل يرعى، وكثبان الرمال الوردية تمتد مد البصر حتى الجبال الصخرية عند خط الأفق، ولا نبات ولا زهر ولا شجر يغطي وجه الرمل عدا بضعة وريقات لديها تحمّل لقسوة الصحراء وشح الماء والقيظ الحارق وقلة الفيء.
هنا الصحراء الأردنية، على مبعدة كيلومتر واحد فقط من الحدود الإسرائيلية و15 كيلومتراً من البحر الأحمر، ولعل هذه البقعة من أغرب بقاع العالم للزراعة، ومع ذلك فإن الزراعة هنا من عدة جهات أخرى أمرٌ منطقي جداً وغير مستغرب، حسب كاتبة التقرير.
المهمة التي تبدو مستحيلة كيف يمكن الزراعة بمياه وطاقة أقل؟
منظمة الغذاء والزراعة (فاو) قالت إنه ينبغي بحلول عام 2050 زيادة إنتاج الغذاء بمعدل 50% بغية مواكبة الزيادة المتوقعة في السكان، وهي مهمة لن تكون سهلة، حيث تقول سيلفي وابز-كاندوتي، مسؤولة الطوارئ والتأهيل في الفاو: "إن التحدي يكمن في إنتاج هذه الكمية من الغذاء ضمن إطار حدود هذا الكوكب وضمن العدد المحدود لهكتاراته القابلة للزراعة، مع العلم أن الكثير من الأراضي تتعرض للتجريف".
نواجه كذلك عقبات وتحديات عالمية منها التغير المناخي وشح المياه في العديد من البلدان، ومنها الأردن، وما يفاقم المشكلة هو أن كلاً من هذه المشكلات تؤثر في الأخرى، إذ حالياً يشكل إنتاج الغذاء حوالي 70% من استهلاك المياه العذبة عالمياً، كما ينتج 25% من الغازات الدفيئة عالمياً، وهكذا فإننا لو زدنا إنتاجية الغذاء ببساطة دون تغيير في طريقة وكيفية هذا الإنتاج، فإننا نكون قد فاقمنا وضع استخدام الماء وانبعاثات الغازات الدفيئة، ومع تفاقم وضع التغير المناخي وشح المياه، سوف يزداد إنتاج الغذاء صعوبة في ظل طرقنا المستخدمة اليوم.
ولذا فإن ري النباتات بمياه البحر يبدو خياراً يحقق معادلة زيادة الانتاج، ولكن قد يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة، ولكن يبدو أن هناك إمكانية لتحقيق المعادلة الثلاثية وهذا ما يحدث في الأردن.
وهنا في الأردن محاولة لحل هذه المعادلة
"لا يمكنك النظر إلى التغير المناخي على أنه تحد منفصل، فهو متصل بالماء وإنتاج الغذاء، وعليك معالجة تلك القضايا سوياً برفقة معالجة التغير المناخي"، حسبما يقول يواكيم هوغ رئيس مؤسسة مشروع غابة الصحارى Sahara Forest Project Foundation، المنظمة التي تقف خلف مشروع وادي عربة
الماء مصدر طبيعي الأردن في حاجة ماسّة له، فهو ثاني أفقر دولة بالماء عالمياً إذ لا يتجاوز حصة الشخص الواحد فيها 150 متراً مكعباً من الماء سنوياً (في حين أن حصة الفرد في الولايات المتحدة الأميركية هي 9000 لتر مكعب للشخص الواحد)، ولعل جزءاً من المشكلة يكمن في أن هذا البلد ثلاثة أرباعه صحراء، أما المشكلة الأخرى فهي الزراعة؛ لأن الزراعة تستهلك نصف إمدادات الأردن من الماء بيد أنها لا ترفد الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلا بـ3% فقط.
لكن ما يميز الأردن هو ضوء الشمس، فهو متوافر بكثرة، ذلك لأنه يتمتع بـ330 يوماً مشمساً في العام، والمعدل الساعي لطاقته الشمسية هو بين 5 و7 كيلوواط للمتر المربع الواحد، وهذا المقدار من الطاقة كاف لإنارة 100 مصباح تقليدي أو لتشغيل 10 غسالات، أو –لنضرب مثلاً أقرب إلى واقع الأردن- لتشغيل مكيف هواء واحد. وهذا واحد من الأسباب التي لأجلها تقول إدارة التجارة الدولية الأميركية أن الطاقة المتجددة هي أحد أهم الصناعات الواعدة في الأردن.
كذلك يتمتع الأردن بماء البحر نوعا ماً. فمع أن البلاد شبه داخلية لا ساحل بحري طويل لها –حيث يفصلها عن البحر الأبيض المتوسط كل من إسرائيل ولبنان- إلا أن لديها 26 كيلومتراً بمحاذاة البحر الأحمر. بالطبع ليس هذا بالساحل الذي يذكر، لكننا لو نظرنا إلى الأسلوب الذي يتبعه مشروع غابة الصحارى، لأدركنا أن هذا الساحل الصغير يكفي وزيادة، لريّ النباتات بمياه البحر .
المشروع نرويجي الأصل والفكرة ، ويهدف إلى ري النباتات بمياه البحر ، وتتخلص فكرته في "استخدام ما لدينا وفرة فيه؛ أي ماء البحر والحرارة في إنتاج ما نحتاجه من ماء عذب، وطاقة، وغذاء"، وفق يواكيم هوغ، المدير التنفيذي للمشروع.
وبلغت تكلفته نحو 2.9 مليون دينار أردني (4 ملايين دولار أمريكي)، بتمويل من الحكومة النرويجية، و'الاتحاد الأوروبي'، وبدعم من 'الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية'، وشركة يارا الدولية، وهي شركة نرويجية، تُعَد أكبر مورد للمخصبات في العالم.
الطاقة الشمسية تحلّي المياه المالحة، التي بدورها تجعل الطقس عليلاً
ذكاء فكرة المشروع تكمن في بساطتها: طاقة الأردن الشمسية تحلّي مياه البحر وتتخلص من ملوحتها، ثم تذهب المياه المحلاة لزراعة المحاصيل (بينما جريان الماء يلطف من حرارة المشتل البلاستيكي) والمحاصيل بدورها تسهم في إعادة الكربون من الجو إلى التربة. إنه حل 3 مشكلات جذرية بحجر واحد.
إلى جانب كونه استخداماً مستداماً للمصادر الطبيعية فإن المشروع قد يعود بمنفعة أخرى، ألا وهي أنه إن تمت توسعة المشروع وتسويقه تجارياً –خاصة إن تبنت أسلوبه مزارع أخرى في البلاد- فسيمنح ذلك الأردن لائحة جديدة من الصادرات القيمة عبر ريّ النباتات بمياه البحر ، علماً بأن البلاد حالياً تستورد 98% من غذائها.
وتقول وابز-كاندوتي التي تعمل في المنطقة لكن لا دخل لها بمشروع الصحارى: "يعتمد الأردن على واردات الغذاء، والماء هو أكثر ما ينقصها. إن كنت لا تستطيع الاعتماد على الأمطار لكن لديك إمدادات مائية تعتمد عليها متمثلة في هذه المياه المحلاة، وإذا كان لديك التمويل الكافي وتمكنت من إتقان التقنية.. عندها بإمكانك إنتاج الغذاء بل وحتى أن تصبح مُصدِراً له".
لكن العوائق مازالت كثيرة
غير أن الوصول إلى تلك النقطة سيكون معقداً أكثر، فالمشروع لم يتم عاماً واحداً من عمره إذ كانت انطلاقته في سبتمبر/أيلول 2017. المشتل وما حوله، حيث يعمل جويت في تجربة وزراعة نباتات أخرى، يبلغ حالياً مساحة تضاهي 4 ملاعب كرة قدم، وما هذه إلا المرحلة التجريبية، أما مجمل المساحة التي يملكونها فتبلغ 200 هكتار، وحين يتمكنون من إثبات جدوى الفكرة سيتم التوسع إلى 10 هكتارات بحلول عام 2020، وإلى 20 هكتاراً بعدها.
لا أحد يشك في أن العديد من التحديات والعقبات ستقف في الطريق لكي يستطيعوا ري النباتات بمياه البحر بشكل تجاري.
ولكن الفريق منذ الآن يعكف على تذليل تلك العقبات التي تنطوي عليها عملية تحلية مياه البحر لريّ المحاصيل في الصحراء القاحلة.
كيف يعمل المشروع على أرض الواقع؟ إليك كيف استفادوا من بطانية البدو
تقول كاتبة التقرير: في صباح اليوم الربيعي الذي زرت الموقع فيه كانت الحرارة خارجاً تبلغ 30 درجة مئوية، وإدارة هذه الحرارة هي إحدى أهم النواحي التي توجب على المشروع التمكن منها بإتقان.
في داخل المشتل الذي كان به 3 شبان يزرعون شتلات الخيار في صفوف منتظمة كانت الحرارة نحو 25 درجة، ومع ذلك يشير جويت إلى النباتات القريبة من جدار المشتل قائلاً إن أقربها تعرض لحرارة زائدة ومات، وإن دورة الزراعة القادمة ستبتعد مسافة عن الحافة.
أتمشى وراء المشتل نحو غرفة التبريد المنفصلة برفقة جويت ومدير المنشأة، فرانك أوتسولا. يتم تشغيل نظام التبريد، وفي غضون لحظات يصبح الجو ألطف وأكثر راحة بكثير.
بإمكان النظام خفض الحرارة في المشتل بمقدار 15 درجة، وهذه نقطة حاسمة وحيوية في هذه المنطقة التي تصل حرارتها صيفاً إلى 45 درجة فلا تطيقها حتى أكثر الخضراوات تحملاً للحر.
يقول أوتسولا إن كيفية عمل هذا النظام "سهلة الإيضاح جداً" فالماء المالح يضخ في أنبوب يجري أعلى الحائط المواجه للريح.
هذا الحائط مغطى بـ"بطانية" تسحب الماء إلى الأسفل، وعندما تهب الريح من خلال "البطانية" يتبخر الماء، ما يلطف الجو ويبرده (بنفس طريقة التبريد التي تحصل عندما تعلق في غرفتك قماشة مبللة في يوم حار)، وفي الوقت نفسه يتبقى لدينا الملح الثقيل، ويتم تكثيف بخار الماء ليتم في النهاية ريّ النباتات بمياه البحر .
ومع أن لديهم القدرة على تشغيل مراوح تعمل بالطاقة الشمسية لتبخير الماء المالح إلا أنهم لا يفعلون ذلك عادة لأن الرياح في معظم الوقت تهب عبر الوادي من الشمال، وهو الاتجاه الذي بنيت ناحيته غرفة التبريد بغية استغلال هذه النقطة استغلالاً كاملاً.
ورغم روعة الأفكار فهي ليست جديدة ولكن الجديد هو جمعها معاً
يوضح هوغ أن المشروع يقوم على ثلاث تقنيات، هي: محطة للطاقة الشمسية تستخدم الخلايا الكهروضوئية لتوليد الكهرباء؛ لتشغيل كافة مرافقه مع إمكانية تصدير الفائض، ودفيئات زراعية (صوبات) لإنتاج محاصيل ذات جودة عالية، وأخيرًا إعذاب مياه البحر بالتبريد التبخيري والترطيب. وعلى الهامش، ثمة أحواض لإنتاج الملح.
يبادر الفريق إلى الإقرار بأن أياً من كل هذا ليس شيئاً مبتكراً.
فيشير أوتسولا إلى فكرة "البطانية" التي على حائط غرفة التبريد ويقول إن البدو لطالما استعملوا سجادات كهذه لتبريد خيامهم على مر القرون، وكذلك بالطبع لا تقنية الطاقة الشمسية ولا تحلية الماء بالأمور الجديدة.
يقول هوغ: "الكثير من هذه التقنيات اختُبِر وجُرِب جيداً بيئياً، أما جديد المشروع فهو طريقتنا في جمعها".
كما أن النظام يمكنه مواجهة برودة الليل
وليس الحر الشيء الوحيد الذي على النباتات مجابهته، ففي الليل تنخفض الحرارة إلى 7 درجات فقط، وعندما يحدث ذلك فإن الأنابيب التي في السقف تحمل ماء تدفئه الشمس نهاراً، وعندما يضخ إلى النباتات ليلاً، فيمنحها حماماً دافئاً.
في ذات الوقت تحصل النباتات داخل المشتل البلاستيكي على ماء أكثر من طاقة الجذور الامتصاصية، ويتجمع الماء الزائد في خزانات موجودة في نهاية المشتل. يستخدمها جويت للتجربة على النباتات خارجاً ، فهو يسعى لابتكار طرق متعددة لري النباتات بمياه البحر .
وهناك محاولة للزراعة خارج المشتل البلاستيكي
في الخارج قام جويت بتقسيم الأرض إلى قطاعات متنوعة حسب درجات الملوحة بغية تحديد المقدار المناسب، وهذا أمر جارٍ العمل عليه والتقدم فيه، حيث من أصل 864 نباتاً ماتت 49، وهناك أيضاً نباتات يزرعها جويت لمجرد زيادة خصوبة التربة.
يقول: "إنني أختبر هذا هنا، وهو يدعى فول الحقول، وهذا برسيم، سماد أخضر. أريد أن أجعلهما ينموان فقط، فهما من البقوليات، وهما يثبتان النيتروجين في التربة، وكذلك نحفر الرمل وندفنهما داخله، وبذلك سيتحللان ويحسنان من التربة ومن قدرتها الاستيعابية للماء، فضلاً عن إضافة المغذيات".
يمضي فيقطف لي عرق جرجير لأتذوقه ويقول: "طعمه حاد"، فأزجه في فمي وأشعر فعلاً بحدته اللاذعة، إلا أن عنصر المفاجأة في مذاقه يرجع بعضه إلى دهشتي من مكان زراعته.
ولكن المشروع ينتظر حلم الأنبوب
حتى وإن كان الفريق يعمل بجد لإتقان زراعة المحاصيل في الصحراء إلا أن ثمة عقبة واحدة لم يتسنَّ لهم بعد التغلب عليها، ألا وهي كيف نوصل ماء البحر ونحمله مسافة 15 كيلومتراً من البحر الأحمر إلى الموقع.
حالياً يتم النقل بشاحنات تأتي كل يومين، وبالطبع ليس هذا بالأسلوب الأمثل في تحاشي الكربون، كما لن يكون هذا الأسلوب مستداماً عندما يتم التوسع بالمشروع، والتوسع في ريّ النباتات بمياه البحر .
يقول هوغ: "لكي نزيد حجم عملياتنا سنحتاج خط أنابيب من البحر يضخ لنا ماءه، وهذا هو ما نعمل حالياً على تمويله".
لكن المشكلة ليست في حفر خندق طويل بل في السماح باستعمال أراضٍ لتنفيذه، ومن أحد الخيارات أن يسري الأنبوب المسار نفسه الذي ستسريه قناة طال التخطيط لها بقيمة 10 مليارات دولار يفترض بها جعل ماء البحر الأحمر يسري نحو البحر الميت، إلا أن هذا المشروع علق سنين بسبب المصاعب والعراقيل التي تواجهه. كذلك ثمة خيار آخر هو أن يجري الأنبوب تحت الشارع العام قرب المشتل، ألا وهو طريق غور الأردن السريع، بيد أن هذا الطريق يمر عبر أراضٍ يملكها مساهمون متعددون بدءاً من الحكومة وانتهاء بأفراد مواطنين.
وهم يرون أن هذا الأنبوب سيعود بالنفع على بقية المجتمع وليس مشروعهم فقط
مع ذلك الفريق متفائل، وهم حالياً عاكفون على تحضير دراسات لبيان كيف من شأن خط الأنابيب أن يعود بقيمة ليس فقط على مشروع غابة الصحارى بحجمه التجاري وإنما على بقية المجتمع أيضاً لأنه يخلق فرص عمل وفرصاً تجارية.
مستوى الدعم للمشروع، الذي من أهم مساهميه العائلة المالكة وبلاط الأردن الملكي، يعني أن لديهم سبباً للإيمان بقدرته على السير إلى الأمام، ربما بخط أنابيب يبدأ العمل عليه مع نهاية 2018.
حتى لو وضعنا جانباً العقبات السياسية والبيروقراطية الواقفة فقط في وجه خط الأنابيب، فإن فكرة تحويل هذه الصحراء إلى مجموعة حدائق وبيوت بلاستيكية في 20 هكتاراً هي أمر أشبه بالخيال عبر ريّ النباتات بمياه البحر ، ولكن وكما يقول الفريق فإن جميع التقنيات هنا مثبتة الجدوى وجار استعمالها هنا في الصحراء.
وتضيف كاتبة التقرير: "لكن لعل أكثر الأمور إقناعاً بالمشروع هو كيس الخيار الذي أهداني إياه أوتسولا لدى رحيلي، خيار من منتجات المشتل المشغل على الطاقة الشمسية. كم هي لذيذة ومقرمشة وحقاً حقيقية حبات الخيار هذه!".