تخطط المملكة العربية السعودية لإمداد الحجّاج بـ"كبسولات النوم"، التي تُذكِّرنا بأسلوب الفنادق اليابانية الشهيرة باستضافة النزلاء في مساحات صغيرة مريحة مُخصصة للنوم.
وستوفر الرياض هذه الكبسولات للحجاج لأول مرة في منطقة مِنى خلال الأيام القادمة، بالتزامن مع تجمع ما يقدر بنحو مليوني مسلم لأداء فريضة الحج.
وبحسب ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية، اليوم السبت 18 أغسطس/آب 2018، تُعتبر تلك المساحات المجّانية المُعدّة للنوم إجراءً جديداً يُنفّذ هذا العام في محاولة لإضفاء الحداثة على شعائر الحج.
وستقدم جمعية "هديّة الحاج والمعتمر" الخيرية السعودية ما بين بين 18 و24 كبسولة مجّانية مُخصصة لراحة الحجّاج.
و"كبسولة النوم" مُعدّة من الألياف الزجاجية، وهي أقل طولاً من 3 أمتار، وبارتفاع يزيد قليلاً عن المتر، وتُعد مكاناً نظيفاً للنوم، وفيها تكييف ومرآة كبيرة مُضاءة بشكلٍ جيد، ويمكن اصطفاف كبسولات الراحة بشكل أفقي أو رأسي لتوفير المساحة.
ولكل حاج الحق في النوم لمدّة ثلاث ساعات داخل كبسولات الراحة، التي تم استيرادها من اليابان بتكلفة تبلغ 1114 دولاراً لكل منها، وعندما يستيقظ الحجاج وقت الصلاة يقوم العمّال بتعقيم حجرات النوم الصغيرة للغاية قبل تسليمها إلى الحاج التالي.
وقال منصور العامر، رئيس الجمعية الخيرية الداعمة للمشروع: "نحن نؤمن بأنها مناسبة للغاية للأماكن المزدحمة في مواقعنا المقدّسة وفي مكّة".
وفي الحج، الذي يتنقل خلاله الحجّاج في أنحاء مكّة ومِنَى، غرب السعودية التي تعد موطناً لأكثر الأماكن الإسلامية قدسيّة، كانت كبسولات الراحة مُستوحاة من تزايد شعبية فكرة مشاركة السيارات والدراجات.
ولفت العامري إلى أن الكبسولات تُدار "بنظام الاقتصاد المشترك، مثل الدراجات التي يمكن استئجارها لمدّة ساعة ثم تركها لشخص آخر".
ونقلت صحيفة "سبق" السعودية عن العامري قوله أيضاً إن هذه "الكبسولات توضع جنباً إلى جنب فوق بعضها بارتفاع وحدتين، إحداهما في الأعلى، والأخرى في الأسفل، مع وجود سلم بثلاث درجات، يتيح الوصول إلى المستوى العلوي. كما يتم تخزين الأمتعة في خزائن خارجية حفظًا للخصوصية".
ويتم إغلاق الكبسولة بباب منزلق في نهايتها، ويُفتح ببطاقة ممغنطة خاصة بكل مستخدم، ومع توفير معايير الأمن والسلامة بفتح الباب تلقائيًّا عند تعطل الكهرباء، إضافة إلى فكرة توفير دورات مياه منفصلة الخدمات، تمكِّن من الانتفاع بالمغاسل أو أماكن الاستحمام.
وقال العامر إن تجربة توفير 12 كبسولة في وقت سابق من هذا العام قد شهدت نجاحاً كبيراً؛ حيث يقدّر عدد من استخدموا كل كبسولة يومياً خلال شهر رمضان بنحو 60 فرداً.
وأطلقت السعودية هذا العام مبادرة "حج ذكي" التي تتمثّل في تطبيقات هاتفية تساعد الحجاج في كل شيء من الترجمة إلى الخدمات الطبية مروراً بمناسك الحج، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ووضع الهلال الأحمر السعودي تطبيق "أسعفني" لمساعدة الحجاج الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية عاجلة. وبإمكان السلطات تحديد مكان الحجاج باستخدام التطبيق.
كما أطلقت وزارة الحج والعمرة تطبيق "مناسكنا" للترجمة للحجاج الذين لا يتكلمون العربية أو الإنكليزية، ويساعد التطبيق في تحديد الأماكن ذات الأهمية العامة، مثل أقرب المساجد، المطاعم، الحمامات، مراكز التسوق، والبحث عن أقصر طريق ممكن من موقعك الحالي.
وبالإضافة إلى ذلك أطلقت السعودية تطبيق "المقصد"، وهو عبارة عن نظام للملاحة الإلكترونية داخل المسجد الحرام. ويهدف إلى مساعدة زوار مكة المكرمة في تحديد مواقعهم بدقة داخل أروقة المسجد الحرام ومعرفة طريقهم إلى أي وجهة يريدونها، ولا يحتاج إلى الاتصال بشبكة الإنترنت.
كذلك أطلقت مؤسسة البريد السعودي تطبيق "محدد الحج والعمرة الملاحي"، وهو مزود بالخرائط الرقمية لمنطقة المشاعر المقدسة والمدينة المنورة. يساعد في البحث عن مكاتب مؤسسات الطوافة والخدمات والمرافق، وتحديد مواقيت الصلاة وحالة الطقس في حدود المشاعر المقدسة.
ويعدّ الحج من أكبر التجمعات البشرية سنوياً في العالم. ويشكل أحد الأركان الخمسة للإسلام وعلى من استطاع من المؤمنين أن يؤديه على الأقل مرة واحدة في العمر.