روت سيدة حامل قصة نجاة والد طفلها، الذي لم يُولد بعدُ، من انهيار جسر جنوى، عن طريق التشبُّث بأسلاكٍ على ارتفاع 20 متراً فوق الأرض.
إذ قالت جوليا أورغانو إنَّ صديقها جيانلوكا آرديني (29 عاماً)، تمكَّن من الصمود عدة ساعاتٍ على الرغم من كتفه المخلوعة؛ لأن التفكير في مولودهما "منحه القوة للصمود".
وكان آرديني، بائع ألعاب الكمبيوتر، يوصِّل طلبيةً مع زميله لويجي ماتي ألتادونا (34 عاماً)، حينما انهار جسر موراندي أسفلهما، حسب صحيفة The Daily Mail البريطانية.
وللأسف، سقط السيد ألتادونا، وهو والدٌ لـ4، إلى عمق 45 متراً ولقي حتفه.
ما حدث كان معجزة
في المُجمل، توفِّي 39 شخصاً، ويوجد 12 آخرون في حالةٍ حرجة، وهناك آخرون مفقودون منذ الانهيار، الذي وقع في الساعة 11:30 صباحاً يوم الثلاثاء 14 أغسطس/آب 2018.
وفي حديثها مع قناة Telenord، قالت جوليا أورغانو: "لا أملك ما أقوله حول ما حدث، فلا يسعني إلا أن أفكِّر في أنَّها معجزة. لا يمكنني حتى أن أتخيَّل ما قد مرَّ به في حين كان مُعَلَّقاً في الهواء عدة ساعاتٍ بكلِّ ما أوتي من قوة، ممسكاً بأسلاكٍ تعلو عن الأرض 20 متراً".
وقالت جوليا إنَّ آرديني كان يُنفِّذ عملية توصيله الأخيرة في الصباح بضاحية فولتري الغربية عندما عبر الجسر بالسيارة.
ويُذكَر أنَّ مدينة جنوى كانت تمر بطقسٍ تهطل فيه أمطارٌ غزيرة وقت وقوع الحادثة المأساوية.
La testimonianza choc di Giulia Organo
#Genova #PonteMorandi – La testimonianza di Giulia Organo, incinta al San Martino: "ll mio fidanzato vivo per miracolo, è rimasto appeso nel vuoto pensando a suo figlio".
Geplaatst door Telenord op Dinsdag 14 augustus 2018
عمال الإنقاذ أخبروها بالقصة
وأبلغ شهودٌ عن تعرُّض الجسر لصاعقة برق قبل الانهيار، ومن المعروف أنَّ الجسر غير مستقرٍّ وخضع لإصلاحاتٍ منذ عامين.
ثم انهار جزءٌ من الجسر يبلغ طوله 200 متر تقريباً، وسقط نحو الوادي أسفل منه، مدمِّراً بعض المستودعات، وسكة حديدية، وقاع نهرٍ جاف في معظمه.
وقالت جوليا إنَّها لم تتحدث مع آرديني منذ الحادث، لكن عمَّال الإنقاذ الذين أعانوه على النزول هم من أخبروها بقصته.
وأضافت: "لستُ متأكدةً إن كان قد أمسك بعربة التوصيل أم ببعض الأسلاك. قالوا إنَّ فريق المطافئ كانوا يتواصلون معه من الأرض وينصحونه بعدم الحركة لتفادي خطورة السقوط، ثم تمكَّنوا من إنقاذه. وهو يعاني الآن بعض الألم، لكنَّ حياته ليست في خطرٍ. أنا واثقةٌ بأن هناك عواقب جسدية ستحلُّ به، لكن يمكننا أن نعتبر أنفسنا محظوظين للغاية".
وهي تتطلع الآن إلى الترحيب به في داره، قبل مولد طفلهما الشهر المقبل (سبتمبر/أيلول 2018).
اللوم يقع على مافيا الخرسانة
دارت تساؤلاتٌ حول بناء الجسر، وما إن كان اللوم يقع على "خرسانة المافيا"، التي مزجتها عصاباتٌ إجراميةٌ بالماء في أثناء بناء الجسر بالستينيات.
وكتبت صحيفة Globe and Mail الكندية: "من المعروف أن شركاتٍ تابعةً للمافيا قد تغلغلت في صناعة الإسمنت وتجديد المباني على مرِّ العقود، واتَّهمهم المُدَّعون بالقيام بعملٍ غير متقنٍ لا يستطيع تحمُّل الضغط العالي".
وصدرت مزاعم مشابهة من ديف باركر، المحرر الفني الفخري لشركة New Civil Engineer، الذي صرَّح لبرنامج Today على محطَّة Radio 4 الإذاعية بأنَّه "وفقاً للأساطير الشعبية، كان للمافيا دورٌ كبيرٌ جداً في قطاع صناعة الإسمنت آنذاك؛ إذ كانوا يضعون كمياتٍ أقل من الإسمنت مقابل السعر نفسه".
الحكومة تهدد بتغريم المتسببين
وقال الخبراء إنَّهم يكادون يكونون موقنين بأنَّ جسر موراندي قد سقط نتيجة خللٍ قاتلٍ في بنائه، أو بسبب التآكل الذي لم يلحظه المفتشون المشرفون على صيانته.
وهددت الحكومة الإيطالية بتغريم وكالة الطرق السريعة Autostrade مبلغ 150 مليون يورو (170.5 مليون دولار)؛ بسبب التقصير في صيانة الجسر كما ينبغي.
وطالب الوزراء أيضاً باستقالة رؤساء الشركة، وهدَّدوا بوقف التمويل الحكوميِّ.