نفى الداعية التركي عدنان أوكتار، خلال التحقيقات التي تجريها معه شعبة الجرائم المالية في إسطنبول، جميع التهم التي وُجهت إليه، قائلاً إنه مجرد كاتب يدعو إلى الإسلام لمن أراد ولا يجبر أحداً عليه"، كما جاء في صحيفة صباح.
وأثناء التحقيق معه، تم طرح 353 سؤالاً عليه، ودوّنت إفادته على 164 صفحة، التي رفض فيها كافة التهم، مؤكداً أن جميعها "كذب وافتراء في حقه"، على حد تعبيره.
أوكتار: لا أملك أرصدة بنكية وآخذ مصروفاً من والدتي
وفي إطار سؤاله عن الأرصدة والأموال المنسوبة له، التي تم العثور عليها ليلة القبض عليه، وكذلك الشركات والجمعيات، قال إنه لا يملك أي حساب بنكي، وكل ما يجنيه بالشهر هو 3500 ليرة على الأكثر، يضعها في جيبه.
وقال: "ليس لدي أي شركة، أنا فقط أعمل بالكتابة، وليس لدي محاسب مالي، أو مؤسسة، أو خزانة مالية أضع بها أموالي، التي أضعها فقط في جيبي، وأحياناً أخذ مصروفاً من والدتي التي ما زالت على قيد الحياة".
وأجاب حول اتهامه بأنَّ منظمته تنتهج أعمالاً إرهابية: "لسنا منظمة إرهابية، نحن مجموعة أصدقاء نعيش بنيّة طيبة، ولست أنا المهدي".
وفي التحقيق حول ما إذا كان سافر إلى خارج البلاد، وإذا كان لديه جواز سفر، أجاب أنه لم يخرج أبداً من تركيا، وأنه درس الفلسفة في إسطنبول لمدة 3 سنوات، وأنه "بسبب ضغط الشيوعيين لم يستطع إكمال الدراسة"، على حد قوله.
وعن نشاطه خارج تركيا، أشار أنها كلها أعمال طوعية "يقوم بها أحبابه"، من دون تكليف أو تعليمات منه. وأكمل: "أنا ليس لدي وقت، لأني منشغل بكتابة الكتاب، تلك جمعيات وفعاليات خيرية مستقلة في الخارج يقومون بتوزيع كتبي فيها".
انتحار الفتيات الثلاث هو الملف الأبرز
ومن ضمن أكثر من 250 دعوى تقدَّم بها مواطنون ضد أوكتار، فتحت القوات الأمنية ملفات انتحار 3 فتيات، كان من ضمنهن الشابة نوراي تينار، التي وجدت منتحرة في منزلها الواقع في منطقة بيوك شكمجة بإسطنبول.
واتَّضح أن أخاها الأكبر صالح تينار تم إلقاء القبض عليه ضمن جماعة أوكتار، الذين ألقي القبض عليهم ليلة 11 يوليو/تموز 2018، وأنه يعتبر اليد اليمنى لأوكتار. وهناك اشتباه بارتباط أوكتار وشبكته بانتحارها.
وكان الأمن قد أوقف الداعية التركي عدنان أوكتار، في إطار عملية أمنية انطلقت فجر الأربعاء 11 يوليو/تموز 2018 في 4 ولايات، بينها إسطنبول، للقبض على الرجل و234 من أتباعه، على خلفية تهمٍ مختلفة.
جاء ذلك في إطار إصدار النيابة العامة بإسطنبول مذكرة توقيف بحق "أوكتار"، المعروف باسم "هارون يحيى"، والعشرات من أتباعه، نتيجة تحقيقات أجرتها حول اتهامات مختلفة يواجهونها.
وعلمت الأناضول من مصادر أمنية، أن بين الاتهامات التي يواجهها الرجل وأتباعه، تأسيس تنظيم لارتكاب جرائم، واستغلال الأطفال جنسياً، والاعتداء الجنسي، واحتجاز الأطفال، والابتزاز، والتجسس السياسي والعسكري.
كما يواجه المذكورون تهماً أخرى، بينها استغلال المشاعر والمعتقدات الدينية بغرض الاحتيال، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، والتزوير، ومخالفة قوانين مكافحة الإرهاب والتهريب، من خلال تنظيم يحمل اسم "عدنان أوكتار". وداهمت فرق الأمن 120 مكاناً، في إطار العملية التي شملت ولايات إسطنبول وأنقرة وموغلا وأنطاليا، وأوقفت 79 شخصاً حتى الساعة التاسعة صباحاً، من إجمالي عدد الصادرة بحقهم مذكرات توقيف، بينهم أوكتار.
وأكّدت المصادر الأمنية أن الفرق ألقت القبض على أوكتار أثناء محاولته الهرب من منزله في إسطنبول، وضبطت لديه كمية من الأسلحة والدروع الفولاذية.