سيفتح منزل "رانغر هاوس" في مدينة غرينتش ببريطانيا أبوابه أمام العامة مرة أخرى، ومن بين التحف المصنوعة من الألماس والذهب والخزف والكريستال، سيتمكن زوار البيت من رؤية القطع التي يعتبرها الكثيرون "قبيحة بشكل رائع"، وهو وصف أطلقه صاحب المنزل على مقتنياته.
يحتوي المنزل ذو الطابع الجورجي على مجموعة رائعة من التحف التي جمعها تاجر الألماس الثري، الذي عاش خلال العصر الفيكتوري، السير يوليوس فيرنر. وتتضمن هذه المجموعة لوحات تعود لعصر النهضة، فضلاً عن تحف من الخزف الفرنسي، ومنحوتات من الرخام الإيطالي، وبعض قِطع الأثاث والمفروشات والمجوهرات والخشب المنحوت على شكل جماجم، وبعض الصور المرسومة على العاج والمعادن الثمينة والهياكل العظمية والجثث المتحللة.
لوحات غريبة
عند النظر إليها من جانب واحد، تُظهر إحدى التحف العاجية، التي يعود تاريخها إلى القرن الـ16، صورة لامرأة غنية ترتدي ملابس فخمة وتحمل كلبها بين يديها، لكن عند تغيير زاوية النظر ومشاهدة الجانب الآخر، ستقع عيناك على المصير الذي ينتظرك وينتظر هذه المرأة.
صرحت أمينة المعرض، صوفي مولدن، بأنه "عند النظر إلى هذه التحفة من الجانب الآخر، سترى المصير المرعب الذي ستلاقيه هذه المرأة، حيث سترى هيكلاً متعفناً تنتشر فوقه حيوانات متعددة مثل السمندل والضفادع والديدان. من الممكن أن تعيش حياتك بمظهرك الجميل وممتلكاتك التي تجمعها وأنت على الأرض، لكنك ستترك هذا العالم ولن تأخذ شيئاً معك؛ لذلك لا جدوى من التمسك بالثروات أو الإصرار على التصرف على نحو مغرور".
في السابق، كانت كل زيارة إلى المنزل تتم بمرافقة مرشد، لكن الحال تغيَّر بعد إعادة فتح المعرض، حيث ستسمح التغييرات الجديدة للزوار بالتجول بِحُرية داخل جميع غرف المنزل. وسيكون المنزل مفتوحاً للزوار من يوم الأحد إلى يوم الأربعاء من كل أسبوع، حتى نهاية شهر سبتمبر/أيلول 2018.
عرض أول قبل الهدم
مضى وقت طويل منذ فقدان منزل "رانغر" مجموعته الأصلية عقب استحواذ هيئة التراث الإنكليزي عليه، ويعود أصل تسمية المنزل إلى كونه مقر الإقامة السابق لصاحب غريتش بارك.
تم إيداع مجموعة فيرنر بمنزل "رانغر" بعد أن تخلى أحفاد صاحب التحف عن قصر لوتنهو الفخم في مقاطعة بيدفوردشاير، الذي تحول مؤخراً إلى فندق ضخم، وأمست التحف بلا مأوى، ليتم إيداعها في مقرها الجديد بموجب قرض طويل الأمد. وكان فيرنر من بين أحد أغنى الرجال في العالم، ووالد زوجة أحد أقرباء آخر قياصرة روسيا، والتي أحضر فيرنر جميع كنوزها عندما كان يعمل على تشكيل مجموعته، وضمن ذلك مجوهرات فابرجيه.
تم عرض التحف لأول مرة في باث هاوس بمنطقة بيكاديلي، وذلك قبل تعرضه للهدم، ليتم نقلها بعد ذلك إلى لوتنهو، وهو اسم قصر تابع لعائلة آدامز، يتميز بحديقة مصممة على طريقة Capability Brown من قِبل مصمم فندق الريتز. ووصفت مولدن مجموعة التحف بأنها من كبرى المجموعات الفنية في أوروبا بأكملها، حيث قالت: "امتلك السير يوليوس فيرنر نظرة ثاقبة، وهو ما انعكس على جودة المقتنيات التي جمعها من جميع أنحاء أوروبا وخارجها".
ونبعت طبيعة هذه التحف من شغف فيرنر الخاص بما سماه "الأشياء القبيحة بشكل رائع"، والأعمال الفنية التي تعود أصولها إلى العصور الوسطى وعصر النهضة بشكل رئيسي. وكانت هذه التحف صغيرة وغير مألوفة بالمرة، فضلاً عن كونها نُحتت بعناية تنم عن خبرة كبيرة، بالإضافة إلى كونها مصنوعة من مواد مزخرفة بغنى.
اقرأ أيضاً