لم يعد بعيداً عن الزمن الذي سيذهب فيه البشر لقضاء عطلاتهم في الفضاء، بدلاً من الذهاب إلى الشاطئ.
فما صرَّح به مدير الطيران في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، إد فاز سيز، لوكالة الأناضول، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، يؤكد أن الاهتمام بالفضاء زاد بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية.
وأعرب سيز، الذي يشارك في "معسكر الفضاء" بمدينة إزمير التركية، عن اعتقاده بأن الفضاء سيصبح -عاجلاً أم آجلاً- مكاناً لقضاء العطلات، وستغزوه الفنادق إلى جانب المختبرات العلمية.
وأشار إلى أن بعض الشركات تبحث صناعة فنادق قابلة للنفخ، يتم وضعها في مسار قريب حول الأرض، من أجل الراغبين في قضاء عطلاتهم بعيداً عن الجاذبية الأرضية.
وأضاف أن بعض هذه الشركات تتواصل مع (ناسا)، وعرضت عليها استخدام محطة الفضاء الدولية، وإلحاق وحدات بها لإقامة سياح الفضاء.
واعتبر أن دخول الشركات الخاصة في مجال الفضاء، والجهود التجارية التي تقوم بها، ساهم في زيادة الاهتمام بالفضاء بشكل كبير بين غير المتخصصين.
خط "مواصلات عامة"!
ورأى أن التوصل لأي نجاح في تنظيم رحلات بعيدة في الفضاء، إلى المريخ مثلاً، لن يتم قبل وقت طويل، ما جعل تلك الشركات تركز على مشروعات لنقل البشر إلى المدار المنخفض حول الأرض؛ لتُتيح لهم خوض تجربة العيش بعيداً عن الجاذبية الأرضية.
ومن الأفكار الأخرى في هذا المجال، فتح خط "مواصلات عامة"، يستخدمه الراغبون في الذهاب إلى المدار المنخفض حول الأرض، وقال سيز: إن عدداً من الشركات يعمل من أجل تحقيق ذلك بالفعل.
وأضاف أن بعض الشركات في الولايات المتحدة تعمل من أجل إنتاج مركبات لنقل البشر إلى الفضاء، ومن المتوقع أن تبدأ الرحلات التجريبية خلال عدة سنوات.
أما عن ذهاب البشر إلى كوكب المريخ، فقال سيز: إنه من غير المتوقع أن يتحقق قبل عام 2040؛ لأن المريخ بعيد للغاية عن كوكب الأرض، وسيستغرق الأمر وقتاً طويلاً من أجل معرفة كيفية العيش على سطحه.
وأوضح أن الأبحاث تركز الآن على كيفية عيش البشر لفترة طويلة بعيداً عن الأرض. وأشار إلى أن محطة الفضاء الدولية قدمت فرصة لتجربة عيش البشر لمدة شهور بعيداً عن الأرض.
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستكون العيش لفترة طويلة على سطح القمر، ومن ثَمَّ الانتقال إلى العمل على نقل البشر إلى المريخ.
وأشار إلى أن الرحلة إلى المريخ ستستغرق 6 أشهر، ومن ثَمَّ قد يبقى المغامرون عامين على سطح المريخ، قبل أن يعودوا في رحلة تستغرق 6 أشهر أيضاً.
وأضاف أن البعد الكبير للمريخ يجعل أخطار السفر إليه كبيرة، بالإضافة إلى الجهل بالكثير من الأمور حوله، وهو ما يؤخِّر السفر إليه.