في حلبة سباق جائزة فرنسا الكبرى، وأمام آلاف المشجعين قادت أسيل الحمد إحدى سيارات رينو في فورمولا 1، يوم الأحد 24 يونيو/حزيران 2018، لتعطي إشارة بدء عهدٍ جديد للسعوديات في رياضة السيارات السريعة.
وتأتي هذه اللفة على حلبة بول ريكار في لوكاستيلي الفرنسية، على متن سيارة لوتس رينو E 20، الفائزة بسباق عام 2012، في اليوم الذي تم فيه رفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات في شوارع المملكة.
بالنسبة لأسيل، فإن اليوم لا يتعلق فقط بالاحتفال بعهد جديد للنساء في قيادة السيارات، لكنه أيضاً يوم ميلاد السيدات في رياضة السيارات في السعودية.
يوم ساحر
في 5 من يونيو/حزيران، اختبرت سيدة الأعمال ومهندسة التصميم الداخلي السعودية السيارة نفسَها على الحلبة، من أجل التعود عليها، لكن اليوم الأحد قادت أسيل أمام آلاف المشجعين ضمن استعراض لسيارات الشركة الفرنسية احتفالاً بعودة فورمولا 1 إلى فرنسا، بعد غياب 10 سنوات.
ومنحت هذه السيارة السائق الفنلندي كيمي رايكونن بطل العالم 2007، الموجود الآن في فيراري، الفوز في سباق أبوظبي، في نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
أسيل وراء مقود السيارة التاريخية، كانت قيادتها مثالية، كل شيء كان سلساً وشعرت بأنها تنتمي للمقعد "أحببت وجود الجماهير حولي… إنه يوم ساحر"، تقول سائقة الفورمولا السعودية لـ"رويترز".
تجربة العمر
وأسيل هي بالفعل أول سيدة تنال عضوية الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وهي عضو أيضاً في اللجنة النسائية لرياضة السيارات التي أنشأها الاتحاد الدولي للسيارات.
كما كانت أول سعودية تستورد سيارة فيراري إلى السعودية، واصطحبت سيارتها 458 سبايدر إلى حلبات حول العالم، للمشاركة في مناسبات ودورات لتعليم القيادة في السباقات على مستوى احترافي.
أسيل لم تتخيل مطلقاً حتى في أجمل أحلامها أن تسوق سيارة الفورمولا 1 "إنها فرصة رائعة. في هذا اليوم اعتقدت أنها تجربة العمر.. إنه شرف كبير لي أن أشارك رينو احتفالاتها".
وأضافت: "أعتقد أن جمال هذه القصة هو أن كل شيء ممكن، حتى لو كنت تحلم بالمستحيل فيمكنك تحقيقه".
الخطوة القادمة: السعودية
بفضل شركة "رينو" وتجربة اليوم، تتطلع أسيل إلى أن تكون سفيرة من أجل الضغط، لكي تشهد بلادها مشاركة السيدات في سباقات السيارات كما تقول "بالتأكيد. ستكون هذه مهمتي في السعودية".
وتشجع اللجنة النسائية لرياضة السيارات في المملكة على المشاركة في كل قطاعات الرياضة، ويتضمن ذلك سائقي السباقات والمهندسين والفنيين، مضيفة أن السعوديات قد يعملن أيضاً في فورمولا 1.
وتؤكد السائقة المحترفة أن رياضة السيارات ليست رياضة مقسمة، فالسيدات بإمكانهن التنافس على حد سواء مع الجميع "علينا فقط أن نحلم بوجود المزيد من النساء في كل قطاعات رياضة السيارات".
ميشيل موتون، وهي سائقة راليات سابقة ورئيسة اللجنة النسائية في الاتحاد الدولي للسيارات، تأمل بدورها أن يساعد نجاح أسيل في تمهيد الطريق أمام المزيد من السيدات لدخول عالم سباقات السيارات.
وانطلقت النساء بسياراتهن في شوارع السعودية، في منتصف ليلة السبت، إيذاناً برفع آخر حظر مفروض في العالم على قيادة المرأة، يعتبره كثيرون منذ وقت طويل رمزاً لقمع النساء في المملكة.
وهذه الخطوة، التي صدر بها أمر ملكي من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في سبتمبر/أيلول الماضي، تأتي في إطار إصلاحات واسعة النطاق، يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يحاول إخراج البلاد من حالة الجمود التي كانت فيها.
وبعد أن أنهت دورتها في الحلبة ترجَّلت أسيل من السيارة التاريخية وهي تتطلع أن ترى الجيل القادم من الفتيات الصغيرات يحاولن ممارسة رياضة السيارات، تحلم أن تشاهدهن وهن يتدربن ويتعاملن مع هذه الرياضة بجدية "سيكون هذا أكبر إنجاز لي".