حيَّر راكب، على متن الرحلة التي أطلقتها شركة "كانتاس-Qantas" حديثاً، والتي تبلغ مدتها 17 ساعة سفراً من بيرث إلى لندن، حيَّر الباحثين، بعد أن أمضى الرحلة بأكملها على مقعده دون أن يتركه مرة واحدة، ولا حتى من أجل استخدام الحمام.
وقد استغرب الباحثون في جامعة سيدني، الذين يدرسون راحة الركاب على متن الرحلات الطويلة، عندما وجدوا مسافراً بقي في مقعده طوال مدة الرحلة.
إذ تم تزويد المتطوعين في رحلات طيران كانتاس بتقنية قابلة للارتداء، لقياس مدى تأثير الطيران على الحالة العقلية ومستويات القلق وأنماط النوم والتعافي من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، وذلك في أول تعاون من نوعه بين شركة طيران ومؤسسة أبحاث.
حتى إن الباحثين قاموا بإعادة التحقق من سلامة الأجهزة التي تم ربطها بمعصمي الراكب والفخذين، للتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح، لشدة استغرابهم من هذه الحالة، حسب صحيفة The Independent البريطانية.
وقال البروفيسور ستيفن سيمبسون، من مركز تشارلز بيركنز في جامعة سيدني، "الشيء الوحيد الذي لم نصدقه هو قلة حركة هذا الراكب. إنه لم يخطُ خطوة واحدة".
وربما الإجراءات التي تنفذها الرحلات الجوية بهدف زيادة راحة العملاء، بما في ذلك درجة الحرارة والإضاءة وتوقيت الوجبات وخيارات قائمة الطعام، كانت عاملاً لبقاء الراكب في مكانه دون تحرك طوال هذا الوقت.
وقد أكد الرجل الذي سافر في درجة رجال الأعمال، أنه كان مرتاحاً للغاية، لدرجة أنه لم يكن بحاجة إلى التحرك، حيث تحول كرسيه إلى سرير.
كما أبدى عدم تحرك الرجل حتى لدخول المرحاض الاستغراب، إذ يعتقد أن الشخص البالغ يتبول ما يقرب من أربع إلى سبع مرات في اليوم.
وفسر نيل جرافستين، الأستاذ المساعد في جراحة المسالك البولية في مستشفى ماونت سايناي في نيويورك ذلك بأن دخول المرحاض يعتمد على حجم ونوع الطعام والشراب المستهلك.
فيما يأمل الباحثون في مركز تشارلز بيركن، الذي ينصب اهتمامه على "الأمراض الناتجة عن نمط الحياة"، مثل مرض السكري والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية، في اكتشاف المزيد عن اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، على الرغم من الحاجة إلى المزيد من العمل لجمع البيانات الكافية.