أزواج يتقاتلون أمام الملايين، ومشاهد عنف لفظي وجسدي للمشاركين.. برامج الكاميرا الخفية تصدم جزائريين (فيديو)

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/02 الساعة 12:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/02 الساعة 12:21 بتوقيت غرينتش

أثارت برامج الكاميرا الخفية في الجزائر، والتي تعرض في شهر رمضان، "صدمة" في أوساط المشاهدين، باعتبارها تروج "للعنف" "وتسيء للمرأة ولا تحترم قيم المجتمع".

ومن بين تلك البرامج التي تبثها قنوات جزائرية خاصة "الحبس" (السجن)، "رانا حكمناك" (لقد تمكنّا منك)، "ردوا بالكم" (احذروا)، "دار التكسار" (دار التحطيم).

وكان وزير الاتصال الجزائري جمال كعوان أحد مهاجمي تلك البرامج، وقال إن مضمون معظم البرامج الترفيهية تميز بالعنف ونقص الإبداع.

ورغم الاستنكار الواسع من مضمون هذه البرامج لم تتحرك سلطة ضبط السمعي البصري (هيئة حكومية تراقب عمل القنوات الخاصة) لاتخاذ أية إجراءات، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.  

ودعا بوعبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى (تابع للرئاسة)، إلى ضرورة احترام برامج رمضان للأسر الجزائرية وتقاليدها والهوية الثقافية والمرجعية الوطنية.

وشدد غلام الله أنّ مضمون برامج القنوات المحلية، خلال رمضان، يفترض أن يعكس الهوية الثقافية للمجتمع ويساهم في ترقية الذوق العام واحترام الأسرة الجزائرية، بحسب بيان للمجلس.

صراعات بين الأزواج أمام الملايين

ومن بين المقالب التي أثارت جدلاً واسعاً فكرة برنامج "ردوا بالكم"، على قناة "البلاد" (خاصة)، وتستهدف الأزواج. وتقوم الفكرة على دعوة الزوج إلى الأستوديو والاتفاق معه على كل الحيثيات ليوقع زوجته في فخ المقلب.

وبعد إيهام الزوجة أنّ زوجها لديه علاقة سرية مع امرأة أخرى وبدون وثائق، وأنّه مطالب بالاعتراف رسمياً لزوجته، تبدأ الزوجة في الانفعال وتصب جام غضبها عليه وعلى شريكته المزعومة. وبلغ الأمر حد الاعتداء الجسدي واللفظي بين الزوجين في بعض الأحيان.

 

وفي برنامج آخر اسمه "الحبس" (السجن) تتم استضافة فنانين منهم مغنيات ملاه، مثل الشابة دليلة (مغنية راي)، حيث يتم إقناعها بلعبة تحدي السجن، بتواطؤ مع أحد الفنانين.

ويشهد البرنامج محاولات للاستخفاف بها، إلى أن يتملكها الغضب وتكون النتيجة عنفاً لفظياً وجسدياً.

وبالنسبة للمجتمع الجزائري فإنّ "مغنية ملاه" يعد اسماً منبوذاً، ولا يمكن التسامح معه، وتساءل جزائريون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كيف يمكن السماح لمغنيات الملاهي بدخول بيوتنا؟، وفقاً لوكالة الأناضول.

 

عنف على الشاشة

وتقول بلدية خمري، عضو الكتلة النيابية للاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء (إسلامي)، إن تلك البرامج تحتوي على عنف لفظي ومعنوي وحتى عنف مادي مس بأخلاق الجزائريين.

وطالبت وزير الاتصال جمال كعوان، من خلال سؤال برلماني، الثلاثاء الماضي، بتوضيح حول "المساس بقدسية شهر رمضان المعظم بمصادمة بعض البرامج لثقافة وهوية المجتمع".

ولفتت المتحدثة إلى أنّ "المستوى المتدني للبرامج التي تعرضها القنوات العمومية والخاصة أثار غضب المواطنين والعائلات".

وأشارت خمري إلى غياب سلطة ضبط السمعي البصري بقولها: "لم تجد العائلات التعبير عن استيائها إلا بالتوجه إلى الجهة المخولة والمسؤولة أمام ما يجري من تعد صارخ على مشاعرهم وأسرهم وقيمهم".

وتساءلت المتحدثة: أين هي الرقابة التي هي من صلاحيات هيئة سلطة ضبط السمعي البصري على هذه البرامج؟. وتابعت: "لماذا يسمح بنشر العنف اللفظي والمادي في المجتمع، ألا يؤدي هذا إلى تغذية التطرف بكل أشكاله؟.

ويردد مسؤولو سلطة ضبط السمعي البصري في كل مرة على أن تدخلهم يكون فقط عند مساس هذه القنوات بـ"رموز الدولة".

واعتبر الإعلامي محمد أوراري أنّ كلمة "ملاه" لفظ يتم تحاشي ذكره في البيوت الجزائرية، وها هو يدخل لها عبر شاشات التلفزيون، وبرامج الكاميرا الخفية.

وأضاف أوراري، في حديث لوكالة الأناضول: "تتم استضافة مغنيي الملاهي والسهرات الماجنة، من دون أدنى احترام لحرمة البيت الجزائري"، لافتاً إلى أن ضيوف هذه البرامج يطلقون ألفاظاً خادشة للحياء وتمس بالأخلاق وتعبّر عن مستواهم.

وأضاف: "المغنية دليلة في أحد المقالب قالت بفخر إنها خريجة الملاهي الليلية، ونفس الشيء قالته زميلتها المغنية وردة".

وأوضح المتحدث أنّ القنوات الخاصة تسعى بتلك البرامج إلى خلق قبول لدى الجزائريين، كي تصبح هذه المظاهر أمراً عادياً، في ظل التأكيد على أنّهم فنانون كبار وضحايا نظرة المجتمع".

وشدد أوراري في هذا الصدد أنّ "هذا النوع من الإعلام ساهم في الانحلال، وكسر حرمة رمضان ووقار العائلة، وسط صمت الجهات المسؤولة كسلطة ضبط السمعي البصري".

من جهتها، تشير الإعلامية المهتمة بالشأن الفني مريم بن قارة، أنّ الكاميرا الخفية في بلادنا يرتبط بثها برمضان وإلى وقت قريب كان المواطن هو محور مضمونها.

وقالت بن قارة: "برامج الكاميرا الخفية الحالية تستضيف نجوم المجتمع وعناوينها أصبحت مستلهمة من أفكار تحرض على العنف ومضامينها تهين المرأة ولا تراعي حرمة العائلة".

جزائريون غاضبون

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات تنتقد محتوى برامج الكاميرا الخفية في رمضان الحالي، وقالت فاطمة خلادي: "هذه ليست كاميرا خفية إنّها مسخرة تروج للفضائح والعنف وتسيء لمجتمعنا". وأضافت "أسأتم للمرأة الجزائرية، من المرأة التي تتطاول وتضرب زوجها أمام الكاميرا؟".

وعلق آخر بقوله: "الكاميرا الخفية برمضان تحت شعار الشابة دليلة ووردة.. المهم لا نذهب إلى الملاهي، الملاهي هي من تدخل بيوتنا".

وكتب حساب باسم "الفتاة الأنيقة": "مستوى في الحضيض، عنف وإساءة للمجتمع الجزائري، وجّهوا الدعوة لفنانين محترمين وليس أشباههم".

ويرفض صناع تلك البرامج اتهامهم بـ"نشر العنف أو مخالفة التقاليد المجتمعية"، ويقولون تلك المقالب تهدف فقط إلى نشر البهجة بين الجمهور.

تحميل المزيد