الاستئناف على حكم إعدام الفتاة السودانية لقتل زوجها بعد اغتصابها.. وتسليم تقرير طبي لآثار جروح وعضات

تقدم الدفاع عن الفتاة السودانية المحكوم عليها بالإعدام، نورا حسين، باستئناف ضد الحكم الصادر بإعدامها على خلفية قتلها زوجها لاغتصابها دون إرادتها وبمساعدة أقاربه.

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/26 الساعة 11:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/26 الساعة 11:54 بتوقيت غرينتش

تقدم الدفاع عن الفتاة السودانية المحكوم عليها بالإعدام، نورا حسين، باستئناف ضد الحكم الصادر بإعدامها على خلفية قتلها زوجها لاغتصابها دون إرادتها وبمساعدة أقاربه، وهو الأمر الذي ينفيه أقارب الزوج القتيل بحجة أنها زوجته.

وفي الاستئناف المقدم، ذكر فريق الدفاع تعرض نورا (19 عاماً) لجروح قطعية وعضات، كما ورد في مذكرة الاستئناف تحطم السرير نتيجة العنف الذي تعرضت له، نقلاً عن موقع شبكة  CNN الأميركية.

فيما قدموا تقريراً طبياً يكشف طبيعة الجروح التي تعرضت لها خلال محاولة الاغتصاب، إذ توجد آثار عضات على كتفها، بالإضافة إلى جروح قطعية على ذراعها.

كما يقول محامو المتهمة بأن زواجها باطل من الأساس وفقاً للقانون السوداني، باعتبار أن العقد كان يجب أن يكون أمام قاضٍ، نظراً لأن عمرها كان دون 18 عاماً.

وقالت المتهمة إنها تعرضت للترهيب والتخويف من قبل الضباط أثناء سجنها وخلال التحقيقات الأولية التي اعترفت فيها بقتلها لزوجها أثناء محاولة اغتصابها بمساعدة رجال آخرين، فيما عبر فريق الدفاع عن نورا عن خوفه من تعرضها لمضايقات في السجن.

فيما ذكر موقع "العربية.نت" أن أصول نورا تعود إلى قبيلة في إقليم دارفور، وعائلة زوجها القتيل أغنى وأقوى نفوذاً من عائلتها.

حكم بالإعدام على فتاة تحت سن الـ 20

وكانت محكمة سودانية قضت بإعدام الشابة بتهمة قتل زوجها، بعدما اغتصبها بمساعدة بعض أقاربه، في حين أدانت منظمات حقوق الإنسان الحكم وطالبت بإلغائه.

وأقر القاضي في محكمة أم درمان الحكم بإعدام، نورا حسين، بعدما رفضت عائلة القتيل الدية. وتبلغ نورة من العمر 19 عاماً، وقد أجبرت على الزواج وهي في سن 16 عاماً، وحاولت الهروب من بيت الزوجية، لأنها كانت ترغب في مواصلة الدراسة لتصبح معلمة، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC، الجمعة 11 مايو/أيار 2018.

كيف وقع القتل؟

أشارت BBC إلى أن نورا هربت إلى بيت خالتها، ولكن بعد ثلاثة أعوام عادت إلى بيت والديها بعد التحايل عليها، ثم أعادها أهلها إلى بيت زوجها.

وقالت نورا إنه بعد ستة أيام من رفضها له "استأجر زوجها بعض أقاربه الرجال فأمسكوا بها ليغتصبها". وعندما حاول فعل ذلك في اليوم التالي، على حد تعبيرها، طعنته بسكين فأردته قتيلاً، وهربت إلى بيت أهلها، الذين سلموها إلى الشرطة.

وأشارت الفتاة بحسب ما نقلت عنها وسائل إعلام سودانية، إلى أن زوجها استعان بشقيقه وأبناء عمومته واغتصبها أمامهم بعدما ألقوها عنوة في السرير، فيما قام أحد أقارب الزوج بإمساكها من يديها وقدميها.

وقررت المحكمة إدانة نورا بجريمة القتل العمد الشهر الماضي، وصدر أمس الخميس الحكم رسمياً بإعدامها شنقاً.

إدانة حقوقية للحكم

القضية تشغل الرأي العام السوداني والعديد من المنظمات المدنية والناشطين المهتمين بقضايا المرأة وحقوق الإنسان.

كما تضامن معها عدد من المشاهير، بينهم عارضة الأزياء البريطانية ناعومي كامبل.

وقد أدانت منظمة العفو الدولية، الحكم بالإعدام على نورا، وقال نائب المدير الإقليمي للمنظمة، سيف ماغانغو، في بيان إن نورا "ضحية، والحكم الصادر ضدها قاسٍ لا يمكن احتماله"، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

وأضاف أن "عقوبة الإعدام هي الأكثر قسوة ولا إنسانية وإهانة. وتطبيقها على ضحية، لا يشير سوى إلى فشل السلطات السودانية في إدراك العنف الذي عانت منه".

وطالبت العفو الدولية السلطات السودانية بإلغاء الحكم الذي وصفته بـ"الظالم"، والتأكد من حصول نورا على الحق بمحاكمة جديدة وعادلة.

كما أعربت الأمم المتحدة على لسان رافينا شمداسني، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن قلقها إزاء الحكم.

وقالت شمداسني:

وأضافت: "لدينا معلومات تفيد أن زواج نورا حسين القسري واغتصابها والأشكال الأخرى من العنف الجنسي بحقها لم تؤخذ في الاعتبار من قبل المحكمة لتخفيف العقوبة، وإن أبسط الضمانات لمحاكمة عادلة لم تحترم في هذا الملف".

ودعت السلطات لاتخاذ حالة نورا حسين في الدفاع عن النفس، مع احترام دقيق لضمان توفير محاكمة عادلة أساسي.

ومن جانبها، قالت ياسمين حسن، من منظمة "المساواة الآن" التي تطالب بإلغاء الحكم، إن "السودان مجتمع ذكوري، تجبر فيه الفتيات على الزواج في سن العاشرة، والرجال فيه أوصياء على النساء".

وتضيف أن "نورة فتاة مشاكسة كانت تريد مواصلة الدراسة، وكانت تريد تحقيق أشياء جميلة في الحياة، ولكنها وقعت في فخ نصب لها، فهي ضحية هذا النظام".

ويجيز القانون السوداني زواج الأولاد الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات، وفي الأعوام الأخيرة صعَّدت منظمات غير حكومية ونشطاء، الحملات ضد ظاهرة الزيجات القسرية المنتشرة كثيراً في السودان.

علامات:
تحميل المزيد