في فيلم The Terminal، لعب هانكس دور المواطن المسكين فيكتور نافروسكي من دولة "كراكوزيا" الخيالية. نافروسكي المسكين علق في مطار جون كينيدي في نيويورك الأميركية 9 أشهر؛ بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت فجأة في بلاده.
أداء هانكس The Terminal كان رائعاً ومضحكاً في الآن ذاته، لأن قصته المؤلمة كانت من نسج الخيال. لكن يبدو أن الفيلم أصبح واقعاً، مع اختلاف الأشخاص والأماكن؛ فالبطل هذه المرة مواطن سوري الجنسية، اسمه حسن القنطار، ما زال عالقاً بمطار كوالالمبور الدولي لليلة الـ 30 على التوالي.
غادر ماليزيا بنية العودة.. ولكن!
السلطات الماليزية رفضت دخول الشاب البالغ من العمر 36 عاماً، وطالبته بالرحيل إلى دولة يحمل تأشيرة سفر إليها.
وأوضح القنطار سبب منعه من دخول كولالمبور قائلاً، "كنت أعيش في ماليزيا، لكني مُنعت من دخولها مرة أخرى بعدما تجاوزت مدة إقامتي فيها 3 أشهر؛ لعدم امتلاكي أي نقود للمغادرة. اضطررت للذهاب إلى كمبوديا بنية الدخول مرةً أخرى إلى ماليزيا وتجديد فترة الإقامة، لكن السلطات الكمبودية رفضت دخولي إلى البلاد دون توضيح الأسباب، ما جعلني بحكم المبعَد من كمبوديا. وفي ماليزيا، لا يُسمح بدخول البلاد إذا كنتُ مبعَداً من بلد آخر".
ولحل المشكلة، حاول الشاب السوري السفر إلى الإكوادور، إلا أن خطوط الطيران منعته من الصعود للطائرة رغم حيازته تذكرتي ذهاب وعودة.
"الدول العربية لا تستقبلني"
"السلطات الماليزية تخيّرني الآن بين السفر إلى سوريا، أو أي دولة شرق أوسطية. وكل الدول الشرق أوسطية بحاجة إلى تأشيرة دخول، وهو أمر مستحيل تحقيقه إلا بواسطة أو أن تشتهر قضيتي"، يقول القنطار.
أما عن خيار السفر إلى لبنان والأردن اللتان لا تفرضان على السوريين الحصول على تأشيرة دخولٍ مسبقة، قال القنطار إن "لبنان وضع شروطاً جديدة مع بداية العام 2018، تتلخص في عدم السماح بدخوله إلا في حالة امتلاك تذكرة مغادرة إلى بلد آخر. أما الأردن، فمستحيل دخوله دون فيزا ولا وجود لفيزا".
ولم يتسنَ لـ "عربي بوست" التأكد من فرض لبنان والأردن شروطاً جديدة على دخول السوريين إلى أراضيهما.
ما الذي يعنيه ان تكون #سوريا
الفصل الاخير من #حكايتي#مصر_تنتخب #مصر #العراق #اليمن #السعودية #السعودية_بلجيكا #قطر #الكويت #عمان_فلسطين #الاردن_24 #لبنان #السودان #المغرب #تركيا #رياضة #الجزيرة #الامم_المتحدة #الارجنتين #الانتخابات pic.twitter.com/JhMCLqat0I— Hassan Al Kontar (@Kontar81) March 28, 2018
حتى الأمم المتحدة اعتذرت عن عدم المساعدة!
القنطار حاول التواصل مع الكثير من المنظمات الحقوقية، بل وتواصل مع الأمم المتحدة، إلا أن موظفيها اعتذروا له وأبلغوه أن وضعه صعب.
ويسعى الشاب الثلاثيني حالياً للوصول إلى وسائل الإعلام، ليناشد الدول العربية استصدار تأشيرة إنسانية، أو لإيصال صوته للسفارات والمسؤولين لعلهم يساعدونه.
"العودة إلى سوريا تعني الإعدام"
وبحسب القنطار، فهو لا يستطيع الرجوع إلى سوريا، كونه مطلوب أمنياً في بلاده التي غادرها منذ العام 2010.
كما أنه مطلوب للالتحاق بالخدمة العسكرية منذ العام 2011، ما سيجعل من عودته إلى سوريا "بمثابة حكم إعدام، فأنا لن أشارك في قتال يجري بين السوريين ويدفع فيه الأطفال الفاتورة".
وأشار الشاب الأعزب أنه لم يخبر أهله في سوريا بما حدث، فهو لم يرهم منذ 2010، ويكفي ما يمرون به حالياً هناك.
يعيش على كرسي المطار
وعن ظروف المعيشة، أرسل لنا القنطار صورة لمكان نومه، وقال "أمكث هنا على الكرسي منذ شهر تقريباً، ولا مكان للاستحمام! لكني أحاول إبقاء نفسي نظيفاً قدر الإمكان باستخدام الحمامات العادية".
وختم، "لا أنام إلا بشكل متقطع على الكرسي، والأكل كان ميسراً عندما كنت أمتلك نقوداً. أما الآن، فالوضع صعب. أحصل على وجبتي أرز، لكنهما غير كافيتين".
قصة حسن تشبه إلى حدٍ كبير ما جرى ليفكتور نافروسكي في The Terminal، إلا أن الأزمة التي مرّت بها دولة "كراكوزيا" الخيالية في الفيلم انتهت سريعاً وأتاحت للرجل دخول نيويورك وتحقيق حلم حياة والده. أما ما تمرّ بها سوريا، فلا يبدو أنه في طريقه إلى نهاية سعيدة… على الأقل بالنسبة لحسن وأمثاله ممن يرفضون العودة بالزمن إلى ما قبل آذار/مارس 2011.