شهدت تركيا في أيامها الأخيرة عملية هي واحدة من أغرب وأكبر عمليات الاحتيال في العالم والتي أصبحت حديث الصحف والمواطنين.
بنظرات بريئة ووجه طفولي قام شاب تركي يدعى محمد آيدن بالاحتيال على ما يقارب 80 ألف شخص وذلك عبر إنشاء موقع إلكتروني أسماه "بنك المزرعة" واعداً الناس بأرباح كثيرة.
قدم لهم أرباحاً كبيرة جداً في الأشهر الأولى من تأسيسه للبنك، حيث كان يقوم بجمع الأموال من المساهمين ويعطيهم بعدها نسباً وفوائد عالية جداً استطاع أن يغري بها عشرات الآلاف من الناس الذين سارعوا إلى ايداع المبالغ الضخمة في بنكه طمعاً في العائد الكبير.
قام آيدن بفتح العديد من المكاتب وأسس مقراً لبنك المزرعة في إسطنبول، واشترى العديد من المزارع التي كان يقول أنها لعمله الذي يستثمر به في الأبقار والدواجن لإنتاج البيض والحليب وكل ما له علاقة بالمواشي والزراعة.
وأعلن في الفترة الأخيرة بأنه بصدد الإعلان عن عملة معدنية ستنافس عملة البتكوين.
فجأة لاحظ المستثمرون في بنك المزرعة اختفاء المدير محمد آيدن وانقطاع التواصل به والذي كشف بعده بأنه غادر البلد حاملاً معه نقود الناس.
استطاع محمد أن يقنع عشرات الآلاف بالأرباح الخيالية وبعد أن نجح في كسب أكثر من 500 مليون ليرة تركية فر هارباً خارج تركيا متجهاً إلى الأورغواي بعد أن كان قد استطاع تأمين نفسه وحصل على الجنسية هناك.
ونشر تسجيل صوتي قيل إنه يعود للشاب محمد آيدن سجله بعد انكشاف احتياله تحدث فيه عن نفسه وقصة حياته وفقاً لما جاء في موقع سي إن إن تورك.
وفي بداية حديثه في التسجيل المنسوب إليه قال أنه ولد في مدينة بورصا في 31مايو/أيار 1991 وتعود أصوله إلى مدينة غيرسون شمال تركيا.
قضى أهم أيام طفولته إلى جانب أعمامه الذين يعملون في الماشية بمدينة غيرسون، ودرس الابتدائية والمتوسط في بورصة وبدأ الثانوية في أحد مدارس الإمام خطيب ولكن بسبب وضعهم المادي السيئ توقف عن الدراسة وسجل في التعليم المفتوح عن بُعد.
ولكسب لقمة العيش قال في التسجيل الصوتي بأنه ترك تعليمه وانتقل إلى سوق العمل وبدأ العمل نادلاً في أحد المقاهي، ثم عمل في غسل الصحون في مطعم وتعلم فيه مهنة الطباخة والطهي، وعاد بعدها إلى الكافيه السابق وعمل كطاه فيه.
وقال حول القصة التي انتشرت عنه -بأنه سبق وباع نظارات عبر الإنترنت قائلاً للناس بأنها تظهر الآخرين عراة من دون ثياب ولكنها كانت كذبة- بأنها افتراء وكذب ولا علاقة له بهذه القصة.
وقال آيدن في التسجيل بأنه أسس بنك المزرعة في أغسطس 2016 برأس مال قدره 10 آلاف ليرة تركية، وخلال شهرين من جمع أموال المستثمرين قام بشراء 100 مزرعة في كاراكابي بورصة.
وتحدث عن سبب انتقاله إلى إسطنبول بعد هجوم عصابة مافيا على مكتبه وطلبها منه أموالاً وابتزازه مما جعله يغادر بورصة بحراسة مشددة ليس خوفاً على نفسه بل خوفاً على أموال الناس وحقوقهم حسب قوله في التسجيل الصوتي.
وأشار في حديثه إلى أنه تعرض إلى الخداع والاحتيال والفساد المالي الكبير من قبل شركائه مما جعله يغادر تركيا إلى الأوروغواي لكي يعمل على استعادة حقوق الناس بدلاً من الجلوس في تركيا بالسجن وأضاف أنه سيعمل على ذلك حتى النهاية.
وبعد تلقي العديد من البلاغات التي وصلت القوات الأمنية استطاعت إلقاء القبض على العديد من الموظفين بعد أن وجدوا المكاتب والمقرات مغلقة وفارغة.
وقامت زوجته الصغيرة ذات الـ20 عاماً بتسليم نفسها إلى الشرطة.
وصرح وزير العدل التركي عبدالحميد غول بأن الحكومة ستقدم طلباً إلى حكومة الأوروغواي لتسليم المحتال محمد آيدن.
وفي الأثناء التي تخوض فيه الأندية التركية مباريات الدوري التركي، وجه ضحايا المحتال آيدن طلباً إلى حارس نادي أشهر الأندية التركية غالاتا سراي فرناندوا موسليرا الأوروغواياني الجنسية بالمساعدة على إعادة المحتال الفار إلى تركيا.