حاول فريقٌ من العلماء النفسيين، من جامعة ولاية كولورادو الأميركية، الكشفَ عن سرِّ "ديجا فو"، ذلك الشعور الغامض الذي يشعر به معظم الناس.
والديجافو، هو شعور يراودك عندما تكون في موقفٍ جديد، لكنك تشعر بأنك كنت هنا سابقاً، ودائماً ما يفسِّره الناس بطرق ميتافيزيقية، كأنه تناسخ أرواح، أو أنك تستطيع التنبؤ بالمستقبل.
تقول عالمة علم النفس المعرفي، آن كليري، إن هذا الشعور هو خدعةٌ من الدماغ، تشبه ذلك الشعور الآخر عندما تكون الكلمة على طرف لسانك، لكنك لا تستطيع تذكرها، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.
وتضيف آن، أنها عندما قامت هي وفريقها بتشغيل سيناريوهات متنوعة من الواقع الافتراضي، باستخدام لعبة الكمبيوتر The Sims، لم يكن الأشخاص الذين خضعوا للاختبار قادرين على التنبؤ بالمستقبل، أكثر من شخصٍ يحزر ما يمكن أن يكون عليه هذا المستقبل.
استخدموا أنواعاً مختلفة من المتاهات -كأنها سيناريوهات- كانت بعضها مشاهد من مكب خرداوات، بينما كان بعضها الآخر مشاهد لحدائق، وأدى استخدام نفس قالب التصوير إلى توليد شعور بحالة "سبق الرؤية"، أو ما يُصطلَح عليه "ديجا فو"، عند المشاركين.
وبالإضافة إلى شعورهم بأنهم كانوا هناك سابقاً، كان المشاركون عاجزين عن استخدام هاجسهم الداخلي لمساعدتهم على التنقُّل داخل الفيديو الافتراضي.
أظهر الباحثون أن اللقاءات الغريبة تكون مشابهة لذكرى حقيقية، لكنها تفشل في استدعاء الذكرى. وهو جزءٌ مما يطلق عليه العلماء ظواهر الوعي السقراطي أو metamemory.
تقول آن: "لا نستطيع أن نتذكَّر المشهد السابق عن قصد، لكن دماغنا يتعرَّف على التشابه. وتخرج المعلومة على هيئة شعور مُقلِق بأننا كنَّا هنا سابقاً، لكننا لا نستطيع معرفة لماذا كنا هنا؟ ومتى؟".
هي الألفة
وتضيف: "تقول الفرضية التي أعمل عليها إن حالة "سبقت رؤيته" هي دليل معين على الألفة. أنت تشعر بالألفة في موقفٍ لا يجب أن يراودك فيه شعور الألفة هذا، لذلك يكون شعوراً مزعجاً جداً، ومدهشاً جداً".
وفي دراسةٍ على نفس المسألة قام بها فريق من الباحثين في جامعة سانت أندروز الاسكتلندية، طوَّر الفريق طريقةً لإثارة شعور "سبق الرؤية". وراقبوا نشاط الدماغ بينما كان الناس يقومون بالتجربة، لكي يكتشفوا ماذا يجري.
لم يكن هناك أي نشاطٍ في منطقة الذاكرة، ما يدل على أن "سبق الرؤية" ليس نتاجاً لذكريات خاطئة؛ بل أضاءت تلك المناطق المسؤولة عن اتخاذ القرارات وحل الصراعات، وهو ما يعني أن الدماغ يحاول إخبارنا بأن هناك خطأً ما.