“قاتل داعش ودافع عن المقامات”.. حزب الله يطلق لعبة فيديو جديدة.. شاهد

تُمكِّن إحدى ألعاب الفيديو الجديدة لاعبيها من الانضمام إلى حزب الله اللبناني الشيعي في معركته ضد تنظيم داعش في سوريا ولبنان.

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/25 الساعة 04:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/25 الساعة 04:21 بتوقيت غرينتش

تُمكِّن إحدى ألعاب الفيديو الجديدة لاعبيها من الانضمام إلى حزب الله اللبناني الشيعي في معركته ضد تنظيم داعش في سوريا ولبنان.

وأصدر مشروع دار المنار التابع لقناة المنار الإعلامية التابعة لحزب الله مقطعَ فيديو ترويجياً للعبة الجديدة التي تحمل اسم "الدفاع المقدس" على موقع اللعبة الإلكتروني الرسمي والشبكات الاجتماعية في وقتٍ سابق من الشهر الجاري فبراير/شباط، بحسب مجلة Newsweek الأميركية.

وتدعو اللعبة لاعبيها إلى الدفاع عن مقدساتٍ شيعية والقضاء على جماعاتٍ من مقاتلي داعش في عدة مدن وبلدات وقرى في سوريا ولبنان، لتعيد بذلك إحياء المعارك الفعلية التي شنَّتها جماعة حزب الله المدعومة من إيران ضد الجهاديين في سوريا والعراق ولبنان.

ويقول وصف اللعبة على موقعها الإلكتروني الرسمي: "لعبة الدفاع المُقدَّس ليست مجرَّد لعبة، إنّما هي مُحاكاة تهدف إلى توثيق مرحلَةٍ من مراحل الدفاع المُقدَّس في وجه المد التَّكفيري ومواجهة المَشروع الأميركي – الصهيوني، وتُؤرِّخ للتضحيات الجِسام التي تُبذَل في هذه الطريق".

وغالباً ما تستخدم جماعاتٌ شيعية، مثل حزب الله وحلفائه، مصطلحَ "تكفيري" لوصف التنظيمات الإسلامية السُنِّية المُتشدِّدة مثل داعش.

وأضاف وصف اللعبة المذكور على الموقع: "هي أداة مواجهة للثقافة المُتوَحِّشة التي تَغزو أسواقنا عبر الألعاب المُجرَّدة من الحِسِّ والانتماء، وهي بمثابة تحيَّة إلى أرواح الشُّهداء وعوائلِهم وتضحياتِ الجَرحى وعوائلِهم".

جديرٌ بالذكر أنَّ الولايات المتحدة وإسرائيل وعدة دول أخرى تعتبر حزب الله تنظيماً إرهابياً. ويُشكِّل حزب الله كذلك أحد أكبر الأحزاب السياسية في لبنان، مع اعتبار أنَّ ميشال عون رئيس البلاد المسيحي، ونبيه بري الرئيس الشيعي للبرلمان اللبناني من حلفائه.



تضع لعبة الدفاع المقدس لاعبيها وسط معركة حزب الله مع تنظيم داعش الذي استغل الاضطرابات في سوريا لينتشر فيها قادماً من العراق في عام 2013. وبحلول عام 2014، استولى التنظيم السُنِّي المتطرف على نصف أراضي سوريا والعراق تقريباً مستهدفاً الأقليات – بما في ذلك الشيعة – في إطار سعيه لإقامة دولة الخلافة التي أعلنها.

لكنَّ التنظيم قُضي عليه إلى حدٍ كبير على يد حزب الله وحلفائه الموالين للنظام السوري بالإضافة إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يتكون معظمه من الأكراد.

وتتضمَّن اللعبة مهمات في مقام السيدة زينب الشيعي، جنوبي العاصمة السورية دمشق، وقرية الحجيرة الواقعة بالقرب منه ومدينة القُصير السورية وقرية رأس بعلبك الواقعة في ضواحي لبنان الشرقية حيث شارك حزب الله بدعمٍ من الجيش السوري والجيش اللبناني في عمليات عسكرية لهزيمة تنظيم داعش وهيئة تحرير الشام التابعة لتنظيم القاعدة في الصيف الماضي.

وفي إحدى مهمات اللعبة، يُكلَّف اللاعب باغتيال أحد مقاتلي داعش الذي يُدعى عبد السلام عبد الرزاق الهنداوي والمُلقَّب بـ"أبو عبدو". وكانت قناة المنار قد ذكرت في الواقع أنَّ الهنداوي متهمٌ بتوفير المتفجرات المستخدمة في التفجير الانتحاري المزدوج الذي أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص في ضاحية برج البراجنة التي يُعَد معظم سكانها من الشيعة وتقع جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2015.

وأعلنت قناة المنار والوكالة العربية السورية للأنباء آنذاك في وقتٍ لاحق من ذلك الشهر مقتل الهنداوي في عمليةٍ خاصة نفَّذتها قوات الأمن السورية وحزب الله.

دافع عن المقدسات


وأظهر مقطع الفيديو الترويجي الرئيسي للعبة الدفاع المُقدَّس مقاتلين يرتدون الزي العسكري لحزب الله ويطلقون النار باستخدام بنادق هجومية وصواريخ في معارك جارية مع مقاتلين يرتدون ملابس مدنية. ويضم المقطع صوتاً ناطقاً باللغة العربية يصف اللعبة بأنَّها "حكاية التصدي للعدوان التكفيري"، وتسمح للاعبين بالمشاركة في "مسيرة الفداء في مواجهة التكفيريين الذين أرادوا تدمير المقدسات وتدنيس تراب الوطن".

وهناك مقطع ترويجي آخر يُستَهلُّ بلقطاتٍ مُفصَّلة لمكانٍ مُحاك لمقام السيدة زينب الذي وعدت اللعبة لاعبيها بإمكانية التفاعل معه واستكشافه. جديرٌ بالذكر أنَّ تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن تفجيراتٍ عديدة استهدفت ذلك الموقع المقدَّس والسكان الشيعة المحليين الذين يعيشون بالقرب منه، من بينها سلسلة تفجيرات أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 60 شخصاً في شهر يناير/كانون الثاني من عام 2016.

ويعرض المقطع شخصاً يظهر في المسجد وهو يمسك حقيبة ظهر ويرتدي ملابس مدنية في انتظار تجنيده على الأرجح. ثم يظهر الشخص بعد ذلك وهو يقرأ القرآن في غرفةٍ قريبة تضم خريطةً لسوريا وصورة حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.

ويبدو أنَّ لعبة الدفاع المُقدَّس غير متوفرة إلا في بضعة مواقع مختارة بلبنان، مثل دار المنار للإنتاج الفني والتوزيع في بيروت، ودار المعارف الإسلامية الثقافية التي لديها فرعان في بيروت: أحدهما في مدينة النبطية والآخر في مدينة بعلبك، وكلاهما مركزٌ من مراكز دعم حزب الله.

جديرٌ بالذكر أنَّ لعبتين أخريين من ألعاب الفيديو استوحتا فكرتيهما من حزب الله من قبل: وهما لعبة "القوة الخاصة" التي صدرت في عام 2003، وجزؤها الثاني "القوة الخاصة 2: حكاية الوعد الصادق" الذي صدر في عام 2007، وصوَّرت اللعبتان إسرائيل على أنَّها العدو مع إعداد اللعبة الثانية في أثناء الحرب الإسرائيلية على حزب الله في عام 2006.

علامات:
تحميل المزيد