“لست حبيبتك” تعرَّف على الشابة التي نقلت حملة #MeToo لمكافحة التحرش الجنسي إلى الضفة الغربية.. كيف واجهها الفلسطينيون؟

مع أنها تحمل جنسية أميركية، لم يقف والدا ياسمين في صفها دعماً لحملتها، باعتبار أنهما ترعرعا في قرية زراعية فلسطينية

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/06 الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/06 الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش

تجاوبت مئات النساء العرب مع هاشتاغ #MeToo، الذي انطلق مع انتشار فضيحة "متحرش هوليوود"، المنتج السينمائي الشهير وينشتاين هارفي (65 عاماً)، الذي عرف عنه تحرشه بالنساء، ومن بينهن ممثلات مشهورات، وشارك في انتشاره عدد من ممثلات هوليوود، أبرزهن إليسا ميلانو، بحسب صحيفة The New Yorker الأميركية.

بدأت قصص كل من تعرضت إلى التحرش تروى على الشبكات الاجتماعية عن طريق الهاشتاغ، وكانت المشاركة الأوسع من مصر بعد حادث اعتداء على فتاة، إثر قيام شخص بإصابتها بجرح قطعي في الوجه، باستخدام سلاح أبيض (شفرة حادة)، أثناء سيرها بمنطقة مصر الجديدة، شرقي القاهرة.

الحملة التي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول 2017 ما زالت مستمرة، وهذه المرة في الضفة الغربية بفلسطين، حيث أصبحت امرأة فلسطينية أميركية "القوة المحركة" في الشرق الأوسط لحملة "Me Too"، بعدما بدأت بيع ثياب تحمل شعار "Not Your Habibti" (لست حبيبتك) للنساء.

تقول ياسمين مجلي لصحيفة The Independent البريطانية، إنها بدأت تصمم التي-شيرتات والمعاطف والقبعات التي تحمل تلك العبارة الجريئة لتشجيع المجتمع الفلسطيني على مواجهة التحرش الجنسي.

مواجهة الوالدين


الشابة البالغة من العمر 21 عاماً هي مؤسِّسة BabyFist التي تصفها بأنها حركة اجتماعية للمساواة بين الجنسين في الأراضي الفلسطينية والعالم العربي أجمع، وتقول إنها بدأت الحملة استجابة لتجربتها الشخصية مع التحرش في الشوارع، بيد أن الأمر سرعان ما نما، ليتحول إلى مشروع أكبر.

مع أنها تحمل جنسية أميركية، لم يقف والدا ياسمين في صفها دعماً لحملتها، باعتبار أنهما ترعرعا في قرية زراعية فلسطينية، ثم هاجرا إلى الولايات المتحدة قبل أن يعودا إلى الضفة الغربية قبل 5 سنوات. تقول ياسمين "إن ما أقوم به هو بدء حوار يخشاه الناس كثيراً".

تقول ياسمين للصحيفة البريطانية "لكي أعيش معهما في سلام وهدوء، عليّ دوماً أن أخفف من إظهار أفكاري النسوية عندما أدخل من باب المنزل، وهذا صعب جداً لأن هذه هي أنا فعلاً".

لم يكن رفض الوالدين هو ما واجهته الشابة، إذ كان رد فعل المحافظين وبعض الناشطين غاضباً، معتبرين أن محاربة الاحتلال الفلسطيني أبدى وأكثر أولوية للفلسطينيين.

من الضفة إلى المهجر


فكرة تصميم الثياب التي تحمل الرسالة النسوية راودت مجلي أثناء دراستها الجامعية لتاريخ الفنون الجميلة بجامعة كارولاينا الشمالية، حيث طرّزت سترة لها بعبارة "Not your Habibti" التي تعكس جذورها العربية، ثم نشرت صورة لسترتها على الإنترنت في 2017، بمناسبة يوم المرأة العالمي، ما اجتذب الكثيرين ممن أبدوا اهتماماً بشراء السترة.

طيلة أشهر دأبت ياسمين على شراء وتعديل وبيع السترات المستخدمة، ثم كان في أغسطس/آب 2017، أن أطلقت مشروعها BabyFist الذي ينظم ورشات عمل في غزة والضفة الغربية لصنع قمصان التي-شيرت والقبعات والسترات.

باعت ياسمين حتى الآن قرابة 500 قطعة و70% من مبيعاتها كانت في المهجر.

تجاوب الفلسطينيين


تقول وفاء عبدالرحمن، التي تدير مجموعة مغلقة على فيسبوك للصحفيات النساء إن المرأة تجازف بتحمل اللوم كاملاً عليها إن هي اشتكت. تقول "سيوجه إليها اللوم بالقول: طبعاً لقد اقترفت خطأ ما أو عبرت عن إشارة خاطئة بطريقة لباسك أو مشيتك".

يقول لؤي رزيقات المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية إنهم يتلقون قلة من شكاوى التحرش في الشوارع، ويرى أن بعض النساء تخشى عواقب ليست في الحسبان، مثل أن يندفع قريب ذكر لمهاجمة المتحرش المتهم.

تتعامل الشرطة في الغالب مع التحرش الجنسي على الإنترنت، حيث قال رزيقات إن ثلث الجرائم الإلكترونية عام 2017 (من أصل 2000 جريمة) تمحورت حول رجال يبتزون النساء إما لمصلحتهم الجنسية أو المادية.

عادة ما يهدد هؤلاء المبتزون بنشر صور تعد غير لائقة لضحاياهم، كصورة تظهر امرأة تقليدية بلا غطاء رأس.

وتقول آمال كريشة، التي أسست جمعية النساء الفلسطينيات العاملات للتنمية، والتي تتبرع لها مجلي ببعض أرباحها، إن النساء تعوزهن الحماية القانونية رغم التحسينات التي طرأت، مثل تأسيس وحدة شرطة لمكافحة الجريمة الجنسية.

وختمت كريشة "إن كل الكلام عن مساواة المرأة وحقوقها في فلسطين هو كلام فقط".

علامات:
تحميل المزيد