البروستاتا ليست مشكلة الرجال من كبار السن كما يظن البعض، ولكن يُعاني الملايين من المراهقين والشباب قبل الزواج من مشكلة احتقان غدة البروستاتا، بسبب الكبت الجنسي وبعض السلوكيات والممارسات الجنسية الخاطئة.
وفِي الوقت ذاته يصاب نحو 50% من الرجال فوق سن الخمسين بمرض تضخم البروستاتا الحميد، الذي أصبح هاجساً يؤرق كثيراً من الرجال مع التقدم في العمر.
فما هي غدة البروستاتا؟ وما دورها في حياتك الجنسية؟ وما هو الفرق بين احتقانها لدى الشباب وتضخمها عند كبار السن؟، والأهم من كل ذلك هو ما هي الأسباب التي تؤدي لها، وكيف تؤثر على قدرات الرجل الجنسية؟.
1- غدة البروستاتا، ما وظيفة ثمرة الجوز التي تؤرق الرجال؟
البروستاتا أو المُوثة غدة تناسلية ضمن الجهاز التناسلي الذكري، يُعادل حجمها حجم ثمرة الجوز، وتوجد في الجزء السُفلي من البطن أسفل المثانة البولية في الذكور.
تَزن الغدة الطبيعية ما بين 20 إلى 30 جراماً، ويمر عبرها مجرى البول "الإحليل"، الذي يبدأ من المثانة البولية مُروراً بغدة البروستاتا وأخيراً العضو الذكري، ويُعد هذا المجرى المسار الطبيعي لعُبور البول إلى خارج الجسم.
2- ما دورها خلال العملية الجنسية؟
تفرز البروستاتا سائلاً قلوياً خلال العملية الجنسية، تتمثل أهميته في تغذية وحماية الحيوانات المنوية القادمة من الخصيتين. وعند الوصول للنشوة الجنسية والبدء في القذف، يخرج سائل البروستاتا إلى مجرى البول، ويُشارك في تكوين السائل المنوي.
يُساعد وجود سائل البروستاتا في السائل المنوي على التخفيف من لُزوجته؛ من أجل تحسين حركة الحيوانات المنوية. بالإضافة إلى أن قلوية سائل البروستاتا تُعادل الوسط الحامضي للمهبل لدى النساء؛ وبالتالي يُساعد في الحفاظ على
حيوية الحيوانات المنوية وحمايتها داخل المهبل.
3- ما هي أسباب احتقان البروستاتا؟
احتقان البروستاتا هو حالة طبية تتورم فيها غدة البروستاتا؛ بسبب زيادة إفراز وتراكم سائل البروستاتا داخل الغدة؛ نظراً لزيادة معدل تدفق الدم إلى الغدة والمنطقة التناسلية عند حدوث إثارة جنسية مُفرطة بدون تفريغ السائل المنوي.
ويَكثر احتقان البروستاتا في فئة المراهقين والشباب في فترة ما قبل الزواج؛ بسبب زيادة النشاط الجنسي للذكور في تلك المرحلة العمرية.
ومن أسبابه الإفراط في الاستثارة الجنسية مثل مشاهدة الأفلام الجنسية بكثرة، والإفراط في ممارسة العادة السرية.
كما أن تأخير مدة القذف، من الأسباب الرئيسية في حدوث الاحتقان عند الشباب قبل الزواج.
أما لدى المتزوجين فقد يحدث الاحتقان؛ بسبب كثرة المعاشرة الجنسية، وقد يَنتج احتقان البروستاتا كذلك من كثرة تأجيل التبول، أو الإمساك المزمن، أو التعرض للبرد، أو الإصابة بالعدوى البكتيرية.
4- ما هي أعراض احتقان البروستاتا؟
تشمل الأعراض التقليدية لاحتقان البروستاتا: الشعور بألم وانتفاخ في أسفل البطن خاصةً في فترة الاستثارة الجنسية، والشعور بالرغبة في التبول بشكل أكثر من المعتاد، إلى جانب الشعور بعدم الإفراغ الكامل للمثانة البولية بعد الانتهاء من التبول.
وتكون هذه الأعراض مصحوبة بزيادة إفراز المذي، وزيادة في سرعة القذف.
5- هل يؤثر احتقان البروستاتا على قدرات الرجل الجنسية؟
احتقان البروستاتا يؤدي لصعوبات في العملية الجنسية بالنسبة للرجل، ولكنه لا يقلل من خصوبته، إنما يؤثر على الانتصاب وسرعة القذف ويؤدي لحدوث آلام خلال العملية الجنسية وهو ما قد يؤدي لفشلها.
6- كيف يمكن الوقاية من متاعب البروستاتا؟
ينصح الأطباء بالابتعاد عما يُثير الغريزة الجنسية في فترة ما قبل الزواج، وتجنب الإفراط في ممارسة العادة السرية.
كما ينصحون بالإسراع في تفريغ المثانة البولية عند الحاجة لذلك. بالإضافة إلى تجنب تأجيل التبول، وتفادي التعرض للبرد الشديد والإمساك المزمن.
يُنصح أيضاً بممارسة رياضة المشي بانتظام، وتجنب الجلوس لفترات طويلة، مع عدم الإفراط في شرب المُنبهات.
7- ما هي أهم الأدوية المستخدمة في العلاج؟
أما عن الأدوية المستعملة في علاج احتقان البروستاتا، فتتميز باحتوائها على مواد طبيعية مثل زيت بذور اليقطين، الذي يملك دوراً فعالاً في علاج حالات احتقان البروستاتا المزمنة، وكذلك في حالات تضخم البروستاتا لدى المُسنين.
وتُصنف تلك الأدوية ضمن المكملات الغذائية؛ لذا لا يوجد ضرر من استعمالها لفترات طويلة.
8- هل تضخم البروستاتا في كبار السن نوع من الورم؟
يُعرف تضخم غدة البروستاتا في الرجال المسنين طبياً باسم "تضخم البروستاتا الحميد"، ويُعد من أشهر المشاكل الصحية التي تُصيب الذكور فوق سن الخمسين؛ إذ يُصاب به نصف الرجال في العالم تحديداً في الفئة العمرية ما بين 51 و60 عاماً، وتصل نسبة الإصابة إلى 90% فوق سن الـ 80.
وفي هذا المرض، تتضخم غدة البروستاتا بشكل كبير، وتتسبب في انسداد مجرى البول بشكل جزئي أو كُلي في بعض الحالات؛ ما يؤدي إلى ظهور أعراض بولية مزعجة للمريض. وفي الحالات الشديدة، قد يؤدي تضخمها وتأثيرها على
مجرى البول إلى حدوث مضاعفات خطيرة في الكلى مثل الفشل الكلوي.
9- وما هي أهم أسباب تضخم البروستاتا؟
يظل السبب في تضخم البروستاتا الحميد غير واضح بشكل كامل إلى يومنا هذا، يُرجح بعض الباحثين وجود علاقة بين التقدم في العمر في ظل وجود الخصيتين والإصابة بتضخم البروستاتا؛ إذ لاحظ الباحثون أن هذا التضخم لا يصيب
الذكور الذين تعرضوا لاستئصال الخصيتين قبل سن البلوغ.
10- وما أهم أعراض تضخم البروستاتا؟
تشمل الأعراض الرئيسية لتضخم البروستاتا:
– الشعور المفاجئ برغبة شديدة في التبول.
– زيادة عدد مرات الاستيقاظ ليلاً من أجل التبول.
– صعوبة في بدء عملية التبول.
– الشعور بعدم تفريغ المثانة البولية بالكامل بعد الانتهاء من التبول.
ويُصاحب هذه الأعراض ضعف في خروج البول، مع نزول قطرات من البول بشكل متكرر.
11- هل يؤثر المرض على قدرة الرجل الجنسية؟
قد يتسبب التضخم في غدة البروستاتا في ضعف الانتصاب، غير أن هناك حلاً دوائياً لهذه المشكلة.
الوقاية تحتاج للانتباه مبكراً.. تجنب هذه الممارسات في الوقت الملائم
وعن سبل الوقاية من هذا المرض، ينصح الأطباء بالفحص الدوري السنوي للرجال فوق سن الأربعين، والتقليل من تناول أدوية مضادات الاحتقان والحساسية، إلى جانب الابتعاد عن المهيجات الجنسية، والامتناع عن تناول المنبهات.
وعدم التدخين. كذلك، يُوصى بعدم شرب السوائل قبل ساعة من موعد النوم، مع ممارسة الرياضة بإنتظام.
12- هل التدخل الجراحي هو الحل الأخير؟
بعد التأكد من صحة تشخيص المرض بواسطة الفحص الطبي والتحاليل المعملية، يبدأ الطبيب المُختص في علاج المرض وفقاً لحالة المريض؛ فالحالات البسيطة والمتوسطة لا تتطلب تدخلاً جراحياً؛ إذ يكون العلاج الدوائي فيها هو
الأفضل مثل حبوب زيت بذور القرع، والأدوية التي تحتوي على مستقبلات ألفا.
أما في الحالات الشديدة، يلجأ الأطباء للعلاج الجراحي مثل استئصال غدة البروستاتا بواسطة الجراحة التقليدية، أو استئصالها بواسطة المنظار. وحديثاً، توافرت تقنيات أخرى جديدة لعلاج هذه الحالات مثل الليزر، والمعالجة الحرارية بالمايكروويف، والكيّ.