أوردت "نشرة علماء الذرة" أنه تم اتخاذ هذه الخطوة نظراً لأن العالم أصبح أكثر خطورة.
هذه الساعة، التي أنشأتها الدورية عام 1947، هي ساعةٌ افتراضية تشير إلى مدى اقتراب البشرية من دمار الكرةِ الأرضية.
إنها الآن أقرب ما تكون إلى نهاية العالم كما لم يحدث منذ العام 1953، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
كان ذلك هو العام الذي قامت فيه كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي باختبار القنابل الهيدروجينية، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.
وقد تحرَّكَت الساعة 30 ثانية إلى الأمام أيضاً العام الماضي 2017.
ماذا وراء هذا القرار؟
أُعلِنَت الخطوة في واشنطن العاصمة، الخميس 25 يناير/كانون الثاني 2018، وقالت الدوريةُ إن القرار "لم يكن سهلاً"، وأضافت أن القرارَ لم يستند إلى عاملٍ واحد.
لكن راشيل برونسون، رئيسة نشرة علماء الذرة ومديرتها التنفيذية، قالت إن "الشأن النووي عاد مرةً أخرى للاستحواذ على جُلّ المناقشات، هذا العام".
وأفرد فريقُ العلماءِ بالذكر التجاربَ النووية المتعاقبة التي تقوم بها كوريا الشمالية، الأمر الذي أدى إلى تصعيد التوتُّر في شبه الجزيرة الكورية، وأدى إلى حربٍ كلاميةٍ بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
وأشارت دورية علماء الذرة أيضاً إلى أنه من المُتوقَّع أن تتطلَّب استراتيجية أميركا النووية مزيداً من التمويل لتوسيع دور ترسانة الأسلحة النووية في البلاد.
كذلك فإن تصاعد حدة التوتُّر بين روسيا والغرب يُعد عاملاً مساهماً في زيادة الخطر.
قال العلماء إن "ضعف المؤسسات" في أنحاء العالم إلى جانب التهديدات العالمية الرئيسية -بما في ذلك التغيُّر المناخي- كان أيضاً اهتماماً كبيراً آخر.
وذكروا كذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأنه "لا يمكن التنبؤ بما قد يفعله"، في إشارةٍ إلى تغريداته وخطاباته التي غالباً ما تثير الجدل.
ما هي ساعة "القيامة"؟
إن الدقيقة على ساعة "القيامة" إشارةٌ مجازيةٌ إلى المدى الذي صار عليه العالم عرضةً لوقوع كارثةٍ مُحدقة.
وأنشأت دورية علماء الذرة هذه الساعة الرمزية عام 1947، وكان علماءٌ شاركوا في تطوير أول سلاحٍ ذري قد شرعوا في إنشائها بجامعة شيكاغو عام 1945.
وتشمل المجموعة اليوم فيزيائيين وعلماء مُتخصِّصين في شؤون البيئة من كافة أنحاء العالم، وهم من يُقرِّر ما إذا كان هناك تغييرٌ في الساعة، آخذين بمشورة مجلس مُمَوِّلي المجموعة، الذي يشمل حائزين لجائزة نوبل.
كيف اختلف التهديد عن الأعوام السابقة؟
عندما أُنشِئت الساعة عام 1947، ضُبِطَت على سبع دقائق قبل منتصف الليل، ومنذ ذلك الحين جرى تغييرها أكثر من 20 مرة، ما بين دقيقتين على منتصف الليل، و17 دقيقة قبل منتصف الليل عام 1991.
ولكن ساعة القيامة ظلَّت على بُعد سبع دقائق من منتصف الليل أثناء أزمة الصواريخ الكوبية التي اعتبرها كثيرٌ من المُحلِّلين أقرب ما تكون إلى الحرب الباردة التي واجهتها الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفيتي، والتي كانت ستتطوَّر إلى حربٍ نوويةٍ.
وتقول دورية علماء الذرة: "إن الإجابة عن هذا السؤال تبدو غريبةً، فالساعة تلتقط مجريات الأمور واتجاهات الزعماء والمجتمعات، فتستجيب للكوارث في محاولةٍ لمنع محرقةٍ نووية".
وأضافت: "ومع كل قدرة وخطورة التدمير التي كانت عليها أزمة الصواريخ الكوبية، لم تستمر إلا أسابيع قليلةً فقط، بينما ظهرت النتيجة سريعاً عندما استأنفت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي المحادثات المكثفة بينهما لتحسين العلاقات بينهما. وقد أنهت معاهدة حظر تجارب الأسلحة النووية 1963 كافة أجواء الاختبارات النووية.
في الواقع الساعة قد عادت عقاربها إلى الوراء 12 دقيقةً عام 1963.