هل تعيش في منطقة معرضة للزلازل؟ وهل يجب عليك أخذ احتياطاتك لحماية نفسك ومن تحب؟، نحن نستطيع بالفعل توقع أماكن الزلازل المحتملة لكن لا يعرف العلماء متى يمكن أن تحدث الزلازل في هذه الأماكن.
فيما يلي، ستعرَّف بنفسك إذا كنت تعيش في منطقة معرضة لحدوث زلزال كبيرة، وهل هناك دور للإنسان في حدوث هذه الزلازل؟
لماذا تحدث الزلازل؟
تحدث الهزات الأرضية نتيجة حركة الصفائح الصخرية المكونة لقشرة الأرض، ويشرح لك هذا الفيديو بشكل مبسط كيف يحدث الزلزال
هل نستطيع توقع الزلازل؟
زعم كثيرون أنهم قادرون على التنبؤ بموعد حدوث الزلازل ولكن هذا الكلام علمياً غير ممكن، لكنَّ لدى العلماء انطباعاً عن الأماكن المحتملة لحدوث الزلازل وليس متى يمكن أن يحدث الزلزال، فباستخدام السجلات التاريخية والقياسات الجيولوجية يمكن أن نسلط الضوء على النقاط المحتملة لوقوع الزلازل وأنواعها أيضاً لأن هناك نمطاً متكرراً لحدوث الزلازل في أماكن محددة من الأرض.
ويمكن لك (هنا) أن تتحقق بنفسك عبر الخريطة التفاعلية العالمية للزلازل التي تصدرها مراكز الأبحاث الوطنية الأميركية لمعلومات البيئة، وتظهر لك أماكن حدوث الزلازل عالمياً بناءً على سجلات تاريخية ودرجة شدة هذه الزلازل، وتستطيع أن تلاحظ بنفسك أن هناك مناطق معينة يكثر فيها حدوث الزلازل وتشتد درجتها وموجات التسونامي المرتبطة بها بينما مساحات واسعة من الكرة الأرضية يندر فيها حدوث الزلازل سواء في البر أو البحر.
وبالنقر على نقاط الزلازل الموجودة على الخريطة يمكن أن ترى تواريخ الزلازل التي حدثت في هذه النقطة
وإليك الكود اللوني الذي يساعدك على فهم الخريطة التفاعلية السابقة التي تقيس قوة وخسائر الزلازل تاريخياً.
"لقد عمل الكثير من علماء الزلازل على هذه المشكلة لعدة عقود. نحن لا نتوقع الزلازل على المدى القصير"، يقول جريج بيروزا أستاذ الجيوفيزياء بجامعة ستانفورد مضيفاً "هذا يتطلب منا أن نعرف جميع أنواع المعلومات التي لا نملكها!".
ومن الصعب معرفة متى سيحدث زلزال، لأن القوة التي تسببها تخزن ببطء فوق مساحة شاسعة، ولكن يتم صرفها بسرعة في منطقة ضيقة!. ما هو مدهش هو أن القوة التي تراكمت عبر القارات على مدى ملايين السنين يمكن أن ترج المدن في دقائق!
ويتطلب التنبؤ بالزلازل قياسات عالية الدقة تحت سطح الأرض على مدى عقود، إن لم تكن أطول، إلى جانب عمليات محاكاة متطورة. وحتى ذلك الحين، فإنه من غير المرجح أن نستطيع تحديد ساعة الزلزال. لذلك هناك في نهاية المطاف الكثير من المتغيرات في اللعبة وعدد قليل جداً من الأدوات لتحليلها بطريقة مفيدة.
وتبين بعض الأبحاث أن الهزات الأرضية الخفيفة يمكن أن تسبق زلزالاً أكبر، ولكن من الصعب تمييزها عن مئات الزلازل الصغيرة التي تحدث دائماً..
لكن هناك طرقاً أخرى للتحذير أثبتت فعالية محدودة قبل أوقات قصيرة للغاية فعلى سبيل المثال في زلزال توهوكو في اليابان عام 2011 وصلت التحذيرات عبر تغريدات تويتر والرسائل النصية من مركز الزلازل إلى طوكيو على بعد 232 ميلاً قبل دقيقة وهذا أعطى السكان زمناً قصيراً لكن ثميناً للإخلاء والنجاة!
علماء خلف القضبان بسبب توقعات خاطئة
ويحاول العلماء دائماً عدم التقصير في تقديم التنبؤات بخصوص الزلازل لأنها قد تنقذ أرواحاً وأموالاً طائلة، لكن هذه المحاولة التي لا تمتلك آليات حقيقية للتبنؤ بالمواعيد كان لها عواقب!
ففي عام 2012، حكم على ستة علماء إيطاليين بالسجن لمدة ست سنوات بسبب قولهم بدقة إن مخاطر وقوع زلزال كبير في بلدة لاكويلا كانت منخفضة بعد أن ضربت مجموعة صغيرة من الزلازل المنطقة في عام 2009.
وبعد ستة أيام من هذا التقييم ضرب زلزال كبير المنطقة وقتل 309 أشخاص، ورغم أن هذه الإدانة ألغيت لاحقاً لكن التجربة القاسية كانت كافية لعدم اليقين وتجنب المخاطرة في موضوع لا يمكن التنبؤ به بالفعل مثل الزلازل.
بالمناسبة.. حيواناتك الأليفة لا تتنبأ بالزلازل أيضاً!
تعود التقارير عن تصرفات غريبة للحيوانات قبل الزلازل لعصور اليونان القديمة، لكن لا يوجد نمط حقيقي لهذا. فكل مرة يحدث زلزال يقال هذا الكلام والحيوانات تفعل أشياء غريبة بالفعل (وفق معاييرنا) طوال الوقت ونحن لا نلقي أي أهمية لذلك حتى وقوع الزلزال
هل يتسبب الإنسان في حدوث زلازل؟
لا يوجد حتى الآن لدى المختصين بدراسة الزلازل دلائل على ارتباطها بالتغير المناخي وعلى الرغم من ذلك فهناك بعض الزلازل قد تكون بسبب فعل أو تدخل الإنسان.
فقد أدى التوسع الهائل للتكسير اليدروليكي في أميركا إلى مخاوف من التسبب بزلزال على أثر تكسير الصخور التي تؤدي للهزات لكن لا يبدو هذا صحيحاً أيضاً، بينما يمكن أن يتسبب الإنسان بالزلازل بالفعل عبر حقن ملايين الجالونات من مياه الصرف الصحي تحت الأرض.
يقول العلماء إن حقن الماء يجعل من السهل على الصخور الانزلاق بعضها البعض.
وتقول دراسة استقصائية جيولوجية أميركية إن هناك ارتفاعاً في عدد الزلازل الناجمة عن حقن مياه الصرف الصحي في الأرض فقد ارتفعت في ولايات مختلفة نتيجة هذا التغير الذي يتسبب به الإنسان، وأيضاً يتسبب البشر في الزلازل بطريقة أخرى حيث أن سحب المياه الجوفية بسرعة من الخزانات الجوفية تحت الأرض في مدن مثل جاكرتا الإندونيسية قد يتسبب في زيادة احتمال الزلازل.