من بين المستجدات العلمية لهذا الأسبوع: اختفاء قمر اصطناعي عسكري بعد إطلاقه من قِبل مؤسسة تكنولوجيا الفضاء "سبيس إكس"، والعثور على أجزاء من كتاب في حطام سفينة تعود للقرصان الملقب بذي اللحية السوداء، واكتشافات وأحداث علمية أخرى.
فيما يلي، نتعرف على أجدد الاكتشافات العلمية والأثرية، بحسب تقرير صحيفة Liberation الفرنسية.
هل فقدت "سبيس إكس" أثر القمر الاصطناعي "زوما"؟
يوم الأحد الموافق للسابع من يناير/كانون الثاني 2018، انطلق الصاروخ "فالكون9" على الساعة الثامنة مساء، وفق التوقيت المحلي، من قاعدة "كيب كانافيرال" بفلوريدا، قبل أن ينقسم المحرك إلى فلقتين، تماماً كما هو متوقع منه، بعد دقائق قليلة من مغادرته القشرة الأرضية.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الجزء العلوي من الصاروخ رحلته إلى الفضاء، نزل الجزء الأول على عوامة بالبحر، تماماً كما هو مخطط له. ثم فُقد أثر القمر الاصطناعي تماماً.
لم تقدم شركة "سبيس إكس" أي معلومات إضافية عن "زوما"، القمر الاصطناعي العسكري الذي كان على متن الصاروخ؛ نظراً إلى أن طبيعة ذلك القمر ومساره ومهمته سرية للغاية. وفي ظل غياب أي معلومة تؤكد وصول القمر الاصطناعي إلى هدفه، انتشرت شائعات عن وجود عطب خطير، غير أن الشركة الخاصة التي يملكها إيلون ماسك سارعت لتؤكد أن الصاروخ قد بلغ وجهته.
في المقابل، ما زالت "نورثروب غرومان"، الشركة الخاصة التي صنّعت القمر الاصطناعي، تلتزم الصمت حيال هذا الشأن.
بناءً على ذلك، لا يمكننا من هذا المنبر إلا الوقوف على بعض التكهنات الممكنة؛ فربما لم يتمكن القمر "زوما" من فصل نفسه عن الجزء الثاني من الصاروخ، ليختفي في الفضاء الشاسع. وتجدر الإشارة إلى أن المحول الذي يربط القمر الاصطناعي بالجزء الثاني، قد صُمِّم من قِبل "نورثروب غرومان" وليس "سبيس إكس".
في هذا الإطار، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه إذا فشل هذا الجزء في أداء مهمته، فذلك يعني فشل المشروع بأكمله. وفي المقابل، يرى أجرأ المشككين أن القمر الاصطناعي قد بلغ مداره ويعمل الآن على أكمل وجه، وبما أن مهمته سرية جداً فقد دفع ذلك مشغليه لإيهامنا بأن المهمة قد فشلت، (خاصة في غياب أي تصريح لوكالة حكومية تثبت أنها الجهة المسؤولة عن تشغيل القمر الاصطناعي).
في كل الأحوال، من المهم جداً بالنسبة لشركة "سبيس إكس" أن تحافظ على ثقة عملائها، خاصة بعد صراعها الطويل من أجل الحصول على حق إطلاق أقمار اصطناعية عسكرية أميركية، فضلاً عن أن سنة 2018 ستكون واعدة جداً. ومن المنتظر إطلاق العديد من الرحلات المكوكية في قادم الأيام والأشهر، بالإضافة إلى أن منصة "فالكون هافي" التي صممت سنة 2011، ستطلق في أواخر شهر يناير/كانون الثاني 2018، رحلة افتتاحية عظيمة تتمثل في إرسال السيارة الشخصية لإيلون ماسك إلى المريخ.
نادي المطالعة لقرصان اللحية السوداء
ماذا يطالع القراصنة؟ أصبحنا نعلم الإجابة عن هذا السؤال بعد الاكتشاف الرائع الذي أعلنت عنه الجمعية الأميركية للآثار التاريخية يوم الخميس 11 يناير/كانون الثاني 2018.
فقد عُثر على قطعة صغيرة جداً من الورق مغطاة بالطين، وتم التمكن بأعجوبة من فك شيفرة بعض الكلمات، بعد استخراجها من حطام سفينة "ثأر الملكة آن" الغارقة في عرض بحر كارولينا الشمالية منذ سنة 1718، والتي عُثر عليها سنة 1996. وهي السفينة التي يملكها القرصان الشهير جداً الملقب "بذي اللحية السوداء".
واللحية السوداء -أو Blackbeard بالإنكليزية- هو لقب أُطلق على القبطان الإنكليزي إدوارد تيتش، أشهر قراصنة السواحل الأميركية والأوروبية والهند الغربية في القرنين الـ 17 والـ18.
خلال سنة 2016، عكف المختبر المكلف الحفاظ على سفينة "ثأر الملكة آن"، على مهمة تنظيف المدفع المملوء بأقمشة مجعدة وموحلة، يشوبها شيء من السواد بسبب بارود المدفع، وربما كانت هذه الأقمشة تساعد على تثبيت الغطاء الخشبي الموضوع على فوهة المدفع.
وعند فتح حزمة القماش، تمكنا من تحديد 16 قطعة ورقية لا يتجاوز حجم الواحدة منها حجم القطعة النقدية، بينما لا تزال 7 أجزاء منها مبهمة حتى الآن. لقد كانت أجزاء الورق موضوعة بعضها فوق بعض وتتبع اتجاه كتابة واحداً، وكأنها صفحات مختلفة لكتاب واحد، ولكن ما هو هذا الكتاب؟
من بين الكلمات التي تمكننا من قراءتها "جنوب" و"براس" وهي وحدة تُستعمل لقياس عمق البحر، ما جعلنا نعتقد أن الكتاب يتحدث عن الملاحة البحرية. ولكن الكلمة المفتاح التي وضعت العلماء على المسار الصحيح، كانت "هيلو" التي كانت مكتوبة بخط مائل.
ومن المرجح أن تلك الكلمة تدل على موقع ما؟ في المقابل، ارتأت المؤرخة البريطانية جوهانا غرين، المتخصصة بمراجعة المخطوطات القديمة، أن الكلمة قد تعني في الحقيقة "إيلو"، وهو ميناء إسباني على ساحل البيرو، والذي تحدثت الروايات البحرية عن نهب ممتلكاته، وبهذا يكون قد حُل اللغز.
في الواقع، تنتمي تلك القطع الورقية الصغيرة إلى الصفحات من 177 إلى 178، ومن الصفحة 183 إلى الصفحة 188، من النسخة الأولى لكتاب "رحلة إلى بحر الجنوب، وحول العالم" للرحالة إدوارد كوك، والتي طُبعت في سنة 1712.
ويروي أحد مقاطع هذا الكتاب عملية إنقاذ ألكسندر سيلكيرك من جزيرة مهجورة، والذي ألهمت قصته المؤلف دانييل ديفو لكتابة رواية روبنسون كروزو. وبالتأكيد، ليس هذا الاكتشاف الأخير لأسرار قرصان اللحية السوداء وطاقمه، فقد ذكر عالم الآثار كيمبرلي كينيون أنه "لم يتم بعدُ اكتشاف نصف الحطام القابع في قعر البحر".
اكتشاف نوع من الفضلات على سطح المريخ
تمكن الروبوت "كيوريوسيتي"، الذي يجوب المريخ منذ سنة 2012، من التقاط صور غريبة لأشكال منقوشة على الصخر في نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول 2017. وقد أثارت تلك الآثار الشبيهة بالفضلات، من بين عشرات الصور التي يلتقطها الروبوت كل يوم، دهشة العلماء الذين فحصوا تلك الصور.
في هذا الإطار، قال أشوين فاسافادا، الذي يعمل في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، لموقع سبيس، إنه "من النادر اكتشاف أشياء غريبة في صور المريخ، خاصة تلك التي لم نكن نبحث عنها مسبقاً، فقد كانت صوراً غريبة جعلتنا نقرر العودة إلى الوراء". وكما ذُكر في سجل الفريق أن "كيوريوسيتي روفر" قد عاد إلى تلك المواقع في الثاني من يناير/كانون الثاني، بمخطط عمل كبير وآلة تصوير يحملها ذراعه المفصلية.
إلى جانب ذلك، يبدو أن قُطر تلك الأشكال الأنبوبية يبلغ ملليمتراً أو اثنين، ويبلغ طولها الأقصى نحو 5 ملليمترات تقريباً. وقد ذكر عالِم الآثار الفلكية باري ديغريغوريو، أنه قد لاحظ التشابه بينها وبين حفريات درسها على كوكب الأرض.
ولكن فاسافادا لم يأخذ التفسير الأولي بعين الاعتبار، وذكر أنه في حال تم تقطيع تلك الأعواد فسيكون شكل القطع أقرب لشكل مكعبي وليست ذات شكل أسطواني، كما أن زواياها تذكّر بعملية تكوّن الكريستال. في ضوء هذه المعطيات، قد تكون تلك الأشكال "قوالب" صخرية تشكَّل منها الكريستال؛ لذا تبقى الأولوية الآن في البحث عن أشكال مماثلة في المنطقة.
وفي خضم هذا الاكتشاف، التقط المسبار الفضائي الأميركي "مارس ريكونيسانس أوربيتر" صوراً لطبقات رفيعة من الجليد الجوفي، تمتد على طول المنحدرات المريخية المتآكلة.
معطيات إضافية
تواجه المحيطات الأرضية خطر الافتقار إلى الأكسجين، الذي يهدد الأحياء البحرية، خاصة في ظل ارتفاع المناطق الميتة في مياه المحيط وعلى السواحل. وقد ظهرت أول دراسة معمقة حول هذا الموضوع في مجلة "ساينس"، التي ذكرت أسباب هذه الظاهرة وسبل مواجهتها، من خلال الحد من التغييرات المناخية، وتسرب المواد الكيميائية السامة التي انتشرت بين الأعشاب البحرية.
لقد توفي جون يونغ عن عمر يناهز 87 سنة، وهو رائد في الاكتشافات الفضائية وأكثر علماء "ناسا" خبرة، علماًبأنه شارك في برنامج جيميني وأبوللو مرتين على التوالي، وشارك في رحلتين على متن مكوك فضائي، فضلاً عن القيام بـ3 طلعات إلى القمر.
من جانب آخر، صُنف حيوان "منك أوروبا" في قائمة المخلوقات الفرنسية المهددة بالانقراض. وقد أصبح هذا الحيوان اللاحم، الذي يتخذ من المناطق الرطبة موطناً له، عرضة للانقراض؛ بسبب تدمير مسارات المياه والصيد العشوائي؛ نظراً إلى نقاط التشابه بينه وبين الراكون الأميركي.