اكتشف حجر صغير مليء بالألماس في جنوب مصر في العام 2013، العجيب في هذا الحجر أنه لم يكن يتكون من أي مواد معروفة على كوكب الأرض، وحتى من المواد التي تتكون منها النيازك والمذنبات في النظام الشمسي.
وقد أدى هذا الاكتشاف الذي سمي "هيباتيا" على اسم أول عالمة رياضيات، وفلك، وفلسفة مصرية، وهي هيباتيا من الإسكندرية التي عاشت في القرن الخامس الميلادي، – إلى إثارة بعض الأسئلة حول تشكيل النظام الشمسي.
واقترحت إحدى الفرضيات لتفسير أسباب تكون هذا الحجر، أنه قد يكون جزءاً من نواة مذنب، انفجرت نتيجة للاصطدام، واقترحت فرضية أخرى أنه قد تكون في بيئة باردة.
تعال لنبسط الأمر أكثر، تخيل هذا الحجر كعكة فاكهة سقطت من حافة وتكسرت، العجين هذا هو الجزء الأكبر من هيباتيا والذي يسمى في الجيولوجيا بالمصفوفات المختلطة، أما الكرز والمكسرات التي تزين الكعكة فهي الالتواءات الموجودة على الحجر، والدقيق المتناثر حول الكعكة، فهي المواد الثانوية التي وجدت في تصدعات الحجر، وهي مواد من كوكب الأرض.
أما العجينة الأساسية للكعكة وهي بنية الحجر الأساسية فلا تحتوي على مادة سيليكاتية (بها سيلكون)، الأمر الذي يميزه عن سائر المواد الأخرى الكوكبية التي سقطت على الأرض، بحسب فريق من الباحثين من جامعة جوهانسبرغ الجنوب إفريقية الذين قاموا بتحليل المصفوفة الكربونية للحجر.
بالإضافة إلى وجود معادن يبدو أنها تسبق تكَون الشمس، كما يحتوي على كميات كبيرة من الكربون، وهذا يختلف عن النيازك غير المعدنية أو الـ"كوندريت".
وهي تلك النيازك التي لا تتغير خصائصها عن الجسد الأم بفعل الانصهار أو التباين، وتشبه الأرض كثيراً من ناحية التركيب، لاحتوائها على كمية صغيرة من الكربون، والكثير من السيليكون، وهو عكس ما يحتوي عليه هيباتيا، بحسب موقع Science Alert العلمي.
والأكثر غرابة، أن المصفوفة تحتوي على كمية عالية من مركبات كربونية محددة بدقة، تسمى الهيدروكربونات الأروماتية متعددة الحلقات (PAHs)، وهي مكون رئيسي للغبار الكوني، والذي كان موجوداً حتى قبل تشكيل نظامنا الشمسي، وقد تحول جزء منها في مرحلة ما -ربما نتيجة للاصطدام مع الأرض- إلى ألماس على مقياس ميكرومتر.
كما وجد الباحثون عنصر الألمنيوم في شكله المعدني النقي وهو أمر نادراً ما يحدث في النظام الشمس، بالإضافة إلى كربيد السيليكون (المعروف باسم مويسانيت)، وفوسفيد يوديد الفضة في أشكالٍ غير متوقعة.
مع مركب يتكون من الفوسفور والنيكل، في وجود الحديد، وهذه التركيبة المعدنية لم يسبق له مثيل من قبل، سواء على كوكب الأرض، وكذلك في المواد الأخرى خارج كوكب الأرض، بحسب موقع New Atlas العلمي.
فيما يؤكد العلماء أن هذه الخصائص جميعها تشير إلى أن حجر هيباتيا صنع من مواد لم يتغير تركيبها والتي تسبق تكَون الشمس، رغم أن الحجر نفسه ربما قد تكَون بعد الشمس، لأنك تحتاج سحابة كثيفة مثل السديم الشمسي لتشكيل الأجسام الكبيرة.
وتلك النظرية تتحدى نماذجنا لتشكيل الكواكب التي تفترض أن المواد متناثرة بالتساوي في جميع أنحاء القرص الكوكبي الأولي.