كانوا يشاركون في جلسة "يوغا" على قمة جبل في مدينة وادي موسى، بلواء البتراء في الأردن. مجموعة سياح من جميع أنحاء العالم يطلون على المنظر الطبيعي الفريد، ويعيشون حالة وتجربة يختص بها الأردن دون غيره.
هتفت مدربة اليوغا الهولندية: "في الأردن طاقة غريبة".
هذه التجربة السياحية المختلفة بامتياز دفعت بالكاتبة البريطانية المختصة بشؤون السفر والسياحة إيما تومسون إلى التوجه للأردن. وفي تقرير على صحيفة "ذا إندبندنت" وصفت تومسون بأدق التفاصيل مغامرتها التي بدأت من معسكر العجائب السبع في البتراء، إلى قمة جبل لحضور حصة رياضية. فما الذي يميز الأردن عن سائر الدول المحيطة، ولماذا تعد وجهة مُثلى لمحبي سياحة المغامرة؟
نزهة بين الصخور الملونة
من تسلق الصخور، إلى صدى أذان المدينة المصاحب للرحالة، وحتى صوت الماعز، انصهرت مجموعة عوامل شرقية بامتياز لتقدم تعويذة سحرت الحاضرين. تومسون أكدت أنها لم تشهد في حياتها المهنية ورحلاتها السياحية ما يُقارن بصخور مدينة البتراء الوردية، المصنفة من عجائب الدنيا السبع الجديدة.
ولا ينتهي الأمر مع انتهاء تمارين التمدد، بل عند حلول الليل وبزوغ النجوم بنورها الساطع الذي لا يعكره شيء، نظراً لعدم تلوث المنطقة ضوئياً.
تأملات هادئة بجوار الخيول
تشير تومسون إلى أن مدربة اليوغا الهولندية ساندرا تخلت منذ 8 سنوات عن عملها في مجال الإعلانات بأمستردام، وأطلقت العنان لشعرها الرمادي المجعد لتعيش في الأردن على سجيتها، بعيداً عن ضوضاء وتوتر المدينة، وتقدم حصص "تأمل مع الخيل" للمسافرين، الذين يريدون الاتصال بروح البلد القديمة وبأنفسهم.
ولعل ما يميز الأردن من وجهة نظر الكاتبة هو موقعها الجيوسياسي، إذ تتوسط سوريا والعراق والسعودية وإسرائيل، ولكنها تقدم تسهيلات للسياح الذين يستطيعون تسلم الفيزا عند المطار، ناهيك عن أمنها المستتب على العكس من جارتيها سوريا والعراق.
يساعد الصف على الارتقاء في حالة التأمل من العدم إلى مستوى الحصان. ويُعدُّ هذا الصف نوعاً من العلاج بمساعدة الخيول، تستجيب فيه الأحصنة إلى مشاعرك الداخلية، إذ تشب لأعلى لو كنت تشعر بالغضب على سبيل المثال، في محاولة لعلاج السلوك في العقل الباطن.
النوم في فقاعة تحت السماء
يعتبر وادي رم، المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي والمعروف أيضاً باسم وادي القمر، منطقةً خاليةً من أي ضوء صناعي بشري، ما يؤمّن منظراً نقياً لمجرتنا خارج العالم الذي نعيش فيه. بإمكانك النوم داخل أكواخ مقببة صغيرة في وادي رم، لرؤية 360 درجة من سماء الليل، بنجومها ومجراتها وأقمارها الصناعية وحتى الشهب.
تجربة الطبيعة مع راعي الماعز
كما يمكنك قضاء الوقت مع البدو، ساكني الصحراء الرحل الأصليين من منطقة شبه الجزيرة العربية. يعلّم البدو ضيوفهم مهارات النجاة في الصحراء، ويتيحون فرصة التخييم ليلاً مع عائلاتهم، بل ويُطلِعونهم على كيفية التعرُّف على النباتات التي يمكن استخدامها كأحمر شفاه، أو صابون، وكيف ترعى الماعز.
ركوب الدرَّاجة من البحر للبحر
ابدأ في مغامرة قيادة الدرَّاجة لمدة 9 أيام من البحر الميت، وهو أكثر نقطة انخفاضاً على سطح الأرض، إلى البحر الأحمر في الجنوب، مروراً بالأودية، والحصون الصليبية، ومدينة البتراء الوردية. تتراوح المسافة من 55 إلى 100 كيلومتر لكل يوم، وستمكث ليلاً في الفنادق، ومنازل السكان المحليين، ومخيمات البدو.
استكشاف الوادي قرب نهر الأردن
ارتدِ ملابس السباحة ليوم استكشاف وادي الموجب، الوادي المذهل الذي يعد أكثر محمية انخفاضاً في العالم، والذي يؤمن المسيحيون أن نهر أرنون الموجود في قاعه ذُكر في الإنجيل. وفي هذا الوادي الغني بالمياه، توجد محطة للطيور المهاجرة، وهناك فرصةٌ لاكتشاف الذئب السوري، والوعل النوبي.