الموت علاجاً.. هكذا كان المرضى في القرون الوسطى يتداوون بسموم العقارب وثقوب الجمجمة والأفيون

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/09 الساعة 01:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/09 الساعة 01:11 بتوقيت غرينتش

كان أسلافنا يملكون معرفةً بلغت في بعض النواحي ما لا يقدر الطب الحديث حتى على سبر أغواره.

وتاريخ العلاج الطبي قديم بقِدم البشرية ذاتها، وقد اندثرت بعض طرق العلاج التي اكتشفها الإنسان بالعصور القديمة والتي يمكن أن تكون مفيدة خلال العصور الوسطى، منها أساليب الولادة الفعالة والتي ضاعت كنتيجة للنفوذ الذي كانت تتمتع به الكنيسة آنذاك.

موقع برايت سايد الأميركي رصد بعض الطرق العلاجية الغريبة، قليل منها قد يكون مفيداً، ولكن أغلبها قد يكون غريباً وخطيراً.

ألم الأسنان: تطوُّر بدأ قبل التاريخ.. الضفدع وسيلة للتداوي!


يبدو أن الذهاب لطبيب الأسنان عادة مغرقة بالقدم. ففي العصور القديمة، كان الناس يعرفون كيفية صنع حشوات الأسنان والبدلات السنّية؛ إذ عُثِرَ في إيطاليا على سنٍ بشرية بها آثار معالجة طبية قُدِّرَ أنَّها تعود لما يقرب من 14 ألف عامٍ مضت (أي قبل بداية التاريخ المكتوب).

إلا أنَّ بعض الوسائل العلاجية القديمة كانت على درجةٍ كبيرة من الغرابة: فمثلاً، أوصى العالم الطبيب المسلم ابن سينا بحرق مزيجٍ من دهن الماعز والبنج الأسود والبصل وتدخينه لعلاج ألم الأسنان.

في حين كان العالم الروماني الشهير بليني الأكبر يعتقد أنَّ السبيل الوحيد للتخلص من ألم الأسنان هو الإمساك بضفدع في منتصف الليل والبصق في فمه مع تلاوة بعض الكلمات "العلاجية" الخاصة!

الولادة وقوفاً أو جلوساً وبالجراحة القيصرية


برع الهنود القدماء في تغيير وضعية الجنين داخل الرحم، وتمكَّن المعالجون في بعض القبائل الإفريقية من إجراء العمليات القيصرية بالاستعانة بأدواتهم البدائية للغاية.

لكن مع الأسف، غالبية تلك المعرفة القديمة ضاعت إبان العصور الوسطى كنتيجة للنفوذ الذي كانت تتمتع به الكنيسة آنذاك. ونتيجةً لذلك، عادت القبالة إلى سابق تخلفها، وحصدت حياة عدد ليس بالقليل من النساء والمواليد.

التخدير: تقدُّم عراقي ومصري بفضل الأفيون


حقق أسلافنا نتائجَ مذهلةً بمجال الجراحة؛ ففي بلاد الرافدين قديماً -على سبيل المثال- استخدم الأطباء الكحول والأفيون لتسكين آلام المرضى.

وفي مصر القديمة، كان الأطباء يستعينون بمستخرج فاكهة اليبروح كمخدر، بينما كان الأطباء في الهند والصين يستخدمون نباتات العرعر والقنب والبيش. لكن بالطبع تصعب معرفة ما إذا كانت تلك العلاجات ناجعةً فعلاً أم لا.

السكري: عندما تنتهي التمارين الرياضية بالموت


قديماً، كان الأطباء يُعالجون مرض السكري بالتمارين الرياضية والأعشاب العلاجية. لكن ذلك لم يكن يأتي بنتائجَ إيجابية؛ ومن ثم كان المرض يُودي بحياة المريض غالباً.

الصرع: المياه المقدسة لعلاج عقاب الآلهة


في عهد الطبيب اليوناني أبقراط (460- 370 ق.م)، ساد الاعتقاد بأنَّ مرض الصرع سببه سخط الآلهة على المريض، لكنَّ أبقراط نفسه كان يعتقد أنَّ سببه الرياح والبرد والشمس.

بينما ساد في العصور الوسطى اعتقادٌ بأنَّ الصرع ما هو إلا مسٌ من الشيطان؛ ومن ثم كان يُعالَج بالصلاة والمياه المقدسة.

وكانت الأمراض الجلدية، مثل الصدفية، بدورها، في عداد الأمراض العضال، وكان المرضى يُعلِّقون في أعناقهم أجراساً لإنذار الآخرين بالابتعاد عنهم.

كل الأمراض: العلاج الذي كان يستخدم لجميع الأمراض تقريباً


حَظِيَ الفصد (إراقة الدماء) بشعبيةٍ هائلة في الهند والبلدان العربية، حتى إنَّه ورد ذكره بوثائق يونانية ومصرية قديمة.

كان الفصد يقوم على الاعتقاد بأنَّ الدم به "أخلاطٌ نجسة" لا بد من إخراجها من جسد المريض كي يُشفَى، وكان الحلاقون هم من يجرون عملية الفصد إبان العصور الوسطى.

وظل الفصد شائعاً حتى القرن التاسع عشر. وحتى جورج واشنطن أول رئيسٍ للولايات المتحدة، عُولِجَ من التهاب اللوزتين بهذه الطريقة، وإن كان تُوفِّيَ بعد ذلك.

مضادات حيوية: من سموم النباتات والأفاعي والعقارب


قبل استخدام المضادات الحيوية، حاول الناس مكافحة العدوى بأدويةٍ مستخلصة من سموم النباتات والأفاعي.

والمفارقة أن العلماء في العصر الحديث اكتشفوا أنَّ تأثير تلك الأدوية المضاد للبكتيريا يرجع إلى احتوائها على بروتيناتٍ صغيرة تسمى الديسينتغرينات (disintegrins).

ففي العصور الوسطى، كان الأطباء يضيفون الأفاعي والعقارب المُجفَّفة إلى وصفاتهم الدوائية.

أما في مصر القديمة، فقد شاع استخدام القنب والأفيون والبنج الأسود كمضادات حيوية.

الصداع: بعض الثقوب في الجمجمة


كان الناس قديماً يلجأون إلى علاجاتٍ جذرية لعلاج الصداع والصرع والاضطرابات النفسية الأخرى؛ إذ كان الأطباء يحفرون عدة ثقوب في جمجمة المريض لعلاجه.

ويعد العلاج بثقب الجمجمة هو إحدى أقدم العمليات الجراحية المستخدمة في تاريخ البشرية؛ فقد عثر العلماء على بقايا بشرية تعود إلى العصر الحجري الحديث تُثبت أنَّ العلاج بثقب الجمجمة كان مستخدماً آنذاك.

كما شاع استخدام ذلك العلاج أيضاً في الحضارات الأميركية القديمة، وإبان عصر النهضة كذلك.

القناة الهضمية: الحقنة الأكثر انتشار كانت من هذه المادة


مشاكل الهضم، والنعاس، وتشنجات المعدة، والطفيليات، وغيرها كانت تُعالَج بحقنة دخان التبغ التي تعود أصولها إلى الهنود الحمر بأميركا الشمالية.

ظل العلاج بحقنة دخان التبغ شائعاً إلى أن بَطُلَ استخدامه في القرن التاسع عشر بعد أن اكتشف العلماء احتواء التبغ على مادة النيكوتين السامة التي يحاربها العالم الآن عبر الحملات الواسعة لمكافحة التدخين.

علامات:
تحميل المزيد