كعادته، يخرج زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ-أون، ببعض المشاريع المجنونة، لكن هذه المرة لن يكون المشروع سياسياً أو عسكرياً وإنما سياحي؛ إذ سيهدم مدينة ليحوِّلها إلى بلدة سياحية على الطراز الإسباني.
ويريد الرئيس، البالغ من العمر 31 عاماً، تطوير مدينة وونسان، الواقعة على الساحل الشرقي، من خلال هدم منطقة وسط المدينة وبناء فنادق 5 نجوم على شكل ناطحات سحاب ومتاجر من أجل نخبته بدلاً منها، بحسب تقرير لصحيفة الديلي ميل البريطانية الثلاثاء 26 ديسمبر/كانون الأول 2017.
وليس كيم جونغ-أون هو أول أو آخر طاغية يريد إنشاء مبانٍ ومشاريع بناء على أفكار أو دوافع مجنونة والتي -على الأغلب- لن تعود بالنفع على بقية الشعب، فقد سبقه الكثير من الزعماء، خصوصاً من تولوا إدارة دول الاتحاد السوفييتي سابقاً.
1- قصر البرلمان – رومانيا
هو أثقل مبنى في العالم حسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية، حيث يصل وزنه إلى 700.000 طن من الحديد والرخام، كما يعد ثاني أكبر مبنى إداري بعد البنتاغون الأميركي. وبُني قصر الشعب أو قصر البرلمان على يد الدكتاتور الروماني نيكولاي تشاوشيسكو؛ كي يحتوي على مراكز قيادة جميع المؤسسات الحكومية.
القصر يضم نحو 1100 غرفة ونفقاً يمتد إلى 40 كم، بجانب ملجأين كبيرين مضادين للقنابل الذرية، كما أن معمار القصر مستوحى من مزيج معماري لعدة مبانٍ أوروبية، ومن أجل بنائه تم هدم العديد من الأديرة بالإضافة إلى 37 مصنعاً والعديد من الأرشيفات الوطنية، إلى جانب ترحيل 40 ألف شخص من هذه المنطقة، وشارك في بناء القصر نحو 100 ألف شخص على مدار 3 ورديات يومياً، وخلال البناء توفي نحو 3 آلاف شخص.
المبنى الآن يعد مقر البرلمان الروماني، وفي عام 2008 حاول رجل الأعمال روبرت مردوخ شراء المبنى بمبلغ مليار دولار إلا أن العرض رُفض، حيث قُدرت قيمته حينها بنحو 3.4 مليار دولار، والذي يعد أعلى مبنى إداري في العالم من حيث القيمة، ويستهلك هذا المبنى كهرباء سنوياً بمقدار 6 ملايين دولار.
2- هرم تيرانا – ألبانيا
يعتبر أحد أكثر النماذج المعمارية السوفييتية قبحاً رغم ضخامته؛ إذ بُني في العاصمة الألبانية تيرانا كمتحف للرئيس الألباني الأسبق أنور خوجة، الذي تولى الرئاسة منذ الحرب العالمية الثانية حتى فارق الحياة في 1985، والذي استطاع خلال فترة حكمه، التي وصلت إلى 40 عاماً، تحويل ألبانيا إلى دولة منعزلة عن العالم.
الهرم الآن، أصبح في حالة يرثى لها بعدما هُشِّم زجاجه وشُوِّهت حوائطه من قِبل الشباب، وقيل أيضاً إنه أغلى مبنى في ألبانيا فور الانتهاء من إنشائه عام 1988، كما ظهرت بعض الإشاعات بأن أنور خوجة تم دفنه في هذا الهرم، المصمم من قِبل ابنته بانفيرا خوجة.
3- عشق آباد – تركمانستان
صفرمراد نيازوف، رئيس دولة تركمانستان من 1990 حتى 2006، ورغم غرابة تصرفات هذا الرجل الذي عيَّن نفسه رئيساً مدى الحياة، فإنه لم يأخذ حقه من الشهرة على غرار معمر القذافي أو كيم جونغ-أون.
قام نيازوف، الذي أعاد تسمية شهور السنة بأسماء مرتبطة بالثقافة التركية، بإنشاء نصب تذكاري في العاصمة "عشق آباد" لنفسه، مكون من برج طوله 75 متراً، ذي 3 أرجل، يترأسه تمثال ذهبي لنيازوف يدور حول نفسه متجهاً نحو الشمس أينما ذهبت، كما سُجلت العاصمة في موسوعة غينيس، كأكثر مدينة تضم مباني رخامية بيضاء، كما يوجد بها أكبر عجلة فيريس في العالم.
4- فندق طشقند – أوزبكستان
مثل معظم الدول السوفييتية، أنشأت دولة أوزبيكستان، الواقعة وسط آسيا، بعض المباني الغريبة، أشهرُها "فندق أوزبكستان"، الذي يشبه قصر الشعب الروماني من ناحية الضخامة؛ بل وقد يتميز عنه بمعمار غريب؛ فواجهته الخارجية مكونة فقط من مربعات متشابكة بلا نهاية.
تحتوي العاصمة طشقند على بعض الإنشاءات المبهرة والغريبة، مثل محطات مترو الأنفاق التي تعد مزاراً سياحياً لجمالها، فكل محطة تحفة فنية في حد ذاتها، هذا بالإضافة إلى المتحف الوطني ومبنى السيرك الذي يشبه الأطباق الطائرة في أفلام الخيال العلمي.
5- مدينة الأشباح – الصين
تمتلك الصين مشاريع عمرانية تشكل مدناً بأكملها من الشقق السكنية والأبنية والعقارات الخاوية فعلياً من السكان، ويوجد في الصين ما يزيد على 600 مدينة من هذا النوع، وهو ما يعد رقماً كبيراً، إلا أن المشكلة الكبرى أنه لا يسكنها أحد؛ لذلك سميت مدن الأشباح.
وتمضي الصين في سياساتها التعميرية منذ عام 1980 على أساس مخطط استراتيجي شامل، فالمدن الجديدة من المفترض أن تستوعب عدد سكان يصل إلى 100 مليون نسمة، متصلة بعضها ببعض بشكل كامل، سواء من ناحية البنية التحتية أو الاقتصادية وحتى السياسية.
ورغم استعداد هذه المدن من ناحية البناء نوعاً ما، فإنها غير مؤهَّلة لاستقبال السكان؛ بسبب عدم وجود الخدمات الصحية والتعليم والمواصلات العامة، والتي لا تتحقق إلا بانتقال عدد كبير من السكان إلى المدن، بجانب تباطؤ النمو الاقتصادي للصين وانخفاض قيمة العملة الصينية.
6- هرم بيونغ يانغ – كوريا الشمالية
وسط المباني الخرسانية المتشابهة بعاصمة كوريا الشمالية، يقف هرم بيونغ يانغ الضخم، المعروف بفندق "ريوغيونغ"، شامخاً على ارتفاع 330 متراً، بعد عملية بناء استمرت أكثر من 3 عقود، بدءاً من عام 1987.
وكعادة الطغاة، قد يبدأ مشروع ضخم من أجل رد على دولة أخرى أو مناكفةً فيها، فجاء الهرم الكوري للرد على بناء سنغافورة أكبر فندق في العالم خلال الحرب الباردة عام 1986 والذي عُرف بـSwissôtel The Stamford.
عندما يتم الانتهاء من هذا المبنى خلال الشهور أو الأعوم القليلة القادمة، فإنه سيكون ضمن أعلى الفنادق في العالم ارتفاعاً، حيث يبلغ عدد طوابقه نحو 63.