داخل مقبرة عمرها 3500 سنة.. اكتشاف أحد أهم أعمال الفن اليوناني في عصور ما قبل التاريخ

عثر باحثون من جامعة سينسيناتي على مقبرة أحد المحاربين في جنوب غربي اليونان منذ عامين، يعود تاريخها إلى نحو 3500 سنة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/26 الساعة 06:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/26 الساعة 06:57 بتوقيت غرينتش

عثر باحثون من جامعة سينسيناتي على مقبرة أحد المحاربين في جنوب غربي اليونان منذ عامين، يعود تاريخها إلى نحو 3500 سنة.

وأثار هذا الكشف الأثري حينها ضجةً كبيرةً لدى علماء الآثار. إلا أن ما تم اكتشافه الآن داخل نفس المقبرة يعد الأغرب والأكثر إثارة، بحسب تقرير النسخة الألمانية من موقع Business Insider.

ويرى علماء الآثار أن هذا الكشف الذي قادتهم إليه الصدفة يعد الأهم والأقوى، فقد أعلنت الجامعة في بيان صحفي صدر في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، أنها عثرت على حجر أثري يعود للعصر البرونزي.

وقالت الجامعة "إن هذا قد يكون واحداً من أهم أعمال الفن اليوناني في عصور ما قبل التاريخ على الإطلاق". وتُظهر القطعة الفنية الأثرية مشهد قتال بين اثنين من المحاربين.


لم يُهتم بهذا الاكتشاف في البداية


المدهش في الأمر أن الباحثين جاك ديفيس، وشارون ستوكر، لم يهتما في البداية بهذا الاكتشاف الكبير. لأنهما لم يتبينا حقيقته في البداية، فقد كان عبارة عن حجر مغطَّى تماماً بالشوائب السميكة التي تكونت عبر آلاف السنين. أما باقي المكونات الأخرى للمقبرة، مثل بعض الحلقات الذهبية، فقد كانت محفوظة بشكل جيد، وتم التعرف عليها بسهولة.

وعلى الرغم من ذلك فقد لفتت هذه القطعة الفنية أنظار الباحثين مرة أخرى، بعد مرور عام تقريباً. وبعد إجراء العديد من الأبحاث والفحص الدقيق، اكتشفوا أن هذا الذي بين أيديهم هو أفضل عمل فني تم اكتشافه من العصر البرونزي.

يقول عالم الآثار ديفيس: "الشيء المذهل هو تصوير جسم الإنسان بهذه الطريقة العجيبة. هذه الدقة في إبراز التفاصيل لا نجدها عادة إلا في الأعمال الفنية التي تعود إلى ما بعد هذا العصر بنحو 1000 عام". وقد ظهرت نتائج دراسة هذا الاكتشاف المذهل في العدد الحالي من المجلة العلمية "Hesperia".

يذكرنا بهوميروس



يبلغ حجم هذه القطعة الأثرية حوالي 3.6 سنتيمتر، وتُصور مشهد معركة بطولية تذكرنا بهوميروس و"الإلياذة". ولم يتمكن الباحثون من تحديد ما إذا كان هذا العمل الفني يصور مشهداً حقيقياً وقع بالفعل أم لا. لكنهم يرجّحون أن هذا العمل الكلاسيكي العظيم يصور إحدى الأساطير المعروفة في ثقافة اليونان الموكيانية أو الحضارة المينوسية.

عاش الموكيانيون وقت إنشاء هذا العمل الفني، على البر الرئيسي اليوناني، بينما عاش المينوسيين في جزيرة كريت. وكان يُعتقد لفترة طويلة، أن ثمة صراعاً قد نشأ بين هاتين الحضارتين. إلا أن هذا الاكتشاف يشير إلى أن العمل الفني الذي يعود للمحاربين الموكيانيين قد تم إنشاؤه في جزيرة كريت، وقد حصلوا عليه من المينوسيين. وهذا يعني أنه كان هناك تبادل بين الحضارتين.

ويشار إلى الموقع الذي عثر فيه الباحثون على هذا الاكتشاف باسم "مقبرة المحارب غريفين". ويعتقد الباحثون أنه كان قائداً وبطلاً حربياً بارزاً في عصره، بسبب ما عُثر عليه في المقبرة من مقتنيات قيمة. ويرجح أن المحارب كان يتقلد هذه القطعة الفنية الثمينة حول رقبته، أو رسغه.

وعثر الباحثون في المقبرة على أكثر من 3000 قطعة أثرية، لم يتم تنظيف وفحص معظمها حتى الآن. يقول ديفيس "أعتقد أنه لا تزال هناك بعض المفاجآت".

علامات:
تحميل المزيد