يبحث مصممو الأسلحة كل يوم عن أفكار جديدة وإبداعية لها فعالية كبيرة عند استخدامها في الحروب لتحقيق السيادة والانتصار للدولة صاحبة هذا السلاح.
بعض الأفكار الغريبة والمجنونة تبدو رائعة على الورق فقط، لكن عندما يتم تطبيقها في الواقع قد لا تنجح على الإطلاق.
سنستعرض في هذا التقرير بعضاً من هذه الأسلحة.
قنبلة المثلية The Gay Bomb
كشفت مصادر أميركية أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تبحث فكرة قنبلة كيماوية غير قاتلة، تنشر الشذوذ بين جنود العدو، وتجعل جنود العدو لا يقاومون ميلهم الجنسي إلى بعضهم البعض مثلما جاء في تقريرها في سنة 1994.
إلا أن "قنبلة المثلية" أثبتت فشلها، وتم رفضها من قبل وزارة الدفاع.
وقد أخبر متحدث باسم وزارة الدفاع أن قنبلة المثليين كانت أسخف فكرة سمع بها من قبل، وعلى الأقل هنالك أحد في الحكومة عاقل بما فيه الكفاية ليضع حداً لها.
مشروع بابيلون Project Babylon
في بداية الحرب مع ايران عام 1980، كانت القيادة العراقية بحاجة الى أسلحة ذات مدى بعيد لها القدرة على ضرب العمق الإيراني.
قامت القيادة العراقية بالتعاقد مع خبير المدفعيات العالمي Gerald V. Bull، الذي قضى جزءاً كبيراً من حياته يحاول إنتاج مدفع خارق له القدرة على إطلاق قذائف بعيدة المدى، وقد استطاع إنتاج أقوى مدفع عرفه التاريخ هو المدفع العراقي بابل Babylon Supergun.
يبلغ وزن المدفع 102 طن، وقوة ارتداده تصل تقريباً الى 27 ألف طن، أي ما يعادل قوة انفجار قنبلة نووية، وكانت الحشوة الدافعة الخاصة التي وزنها 9 أطنان تقريباً لها القدرة على إطلاق قذيفة يصل وزنها إلى 600 كيلوغرام (تحمل 200 كيلوغرام من المتفجرات) إلى مسافة تصل إلى 1000 كيلومتر.
ولكن هذا المشروع لم يخف على المخابرات الأميركية والبريطانية التي ظلت تراقب مدفع بابل عن قرب، وفي عام 1990 تم اغتيال العالم المسؤول عن المشروع، ويتوقع أن الموساد الإسرائيلي قام بعملية الاغتيال ليضيع مشروع بابل بالكامل.
خفاش باينس The Baynes Bat
أثناء الحرب العالمية الثانية اقترح مصمم الأسلحة البريطاني ليزلي بايناس، صناعة دبابة مجهزة بأجنحة ضخمة للغاية قابلة للإزالة، محولة إياها إلى طائرة شراعية تذهب لأية وجهة، ثم تتم إزالة الأجنحة حتى يتم استعمالها مرة أخرى وسماها (الخفاش).
كانت اختبارات الطيران الأولى التي أجريت على النسخة الأولية ناجحة لكن الكابتن الطيار إيريك براون قام بالتحليق بـ"الخفاش"، وواجه صعوبات في التحكم بحركتها في الجو، كما أنه لم يستطع الحط بها ولذلك تم إغلاق المشروع.
مسدس الشمس The Sun Gun
اقترح عالم الصواريخ هرمان أوبرث خلال الحرب العالمية الثانية أن تقوم ألمانيا النازية ببناء مرآة ضخمة، وإطلاقها في الفضاء من أجل عكس أشعة الشمس وتسليطها على مدن العدو وحرقها تماماً، مثلما قد تفعل عدسة مجهر لمستعمرة النمل.
لكن المشروع لم يتم تنفيذه بسبب اعتقادهم أن الأمر سيرفع الحرارة درجات قليلة ولن يكون لها تأثير قوي.
مشروع حبقوق Project Habakkuk
وهو مشروع سري خططت له الحكومة البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية بهدف التخلص من الهجمات الألمانية في المحيط الأطلسي، وقد أتت فكرة المشروع من صحفي بريطاني سابق يعمل في الجيش في ذاك الوقت.
المشروع عبارة عن حاملة طائرات عوامة جليدية غير قابلة للغرق بوزن 2.2 مليون طن وبطول 610 أمتار ويمكن إصلاح أي ضرر ناجم عن الطوربيدات بإعادة تجميدها.
وللتغلب على أمر أن الجليد مادة قابلة للكسر فقد تم صنع خليط من الجليد والخشب وتمت تسميته "بايكريت" (مركب يتألف من 15 بالمائة من لب الخشب و85 بالمائة من الماء) وهو يكافئ صلابة الأسمنت وفقاً لم تم إثباته.
ومن أسباب التفكير في بناء المشروع هو قلة إمدادات الحديد والفولاذ في ذلك الوقت.
فجأه تم رفض المشروع، عندما صرح أحد العمال أنه لبناء سفينة كاملة سيستغرق الأمر سنتين تقريباً، وأنهم في حاجة إلى غابة صغيرة لصنع سفينة في حجم حاملة طائرات.
وقيل أن مادة البايكريت لم تكن مناسبة، ففي درجات الحرارة الأعلى من 15 درجة مئوية، ينصهر البايكريت ببطء. وعلى الرغم من وجود أدوات تبريد لحفظه بارداً إلا أنها قد لا تكفي لدعم سفينة بطول 600 متر، هذا بالإضافة إلى انقلاب مجرى الحرب لصالح قوات الحلفاء.
كل هذه العوامل أدت إلى إثارة الشكوك حول الموضوع والتخلي عنه نهائياً.
جدير بالذكر أن "حبقوق" هو أحد أنبياء بني إسرائيل غير المعروفين ولا نعلم ما السر وراء تسمية هذا المشروع باسمه.
السفينة الحربية "زوموولت" USS Zumwalt
كانت الفكرة الرئيسية لمحاولة صنع المدمرة الأميركية "زوموولت" هي أن تقترب بما فيه الكفاية من شواطئ العدو، لإطلاق قذائف موجهة عبر الأقمار الصناعية إلى داخل السواحل.
تم تصميم المدمرات من هذه الفئة لتكون أحدث جيل من السفن الحربية المتسللة الأميركية.
منحت حكومة الولايات المتحدة ترخيصاً للسفينة بالدخول قيد الاستعمال، لكن البحرية الأميركية قللت من طلبها على السفن من 32 إلى 3 فقط مما أدى لارتفاع السعر قذائف السفينة 12 مرة ضعف سعرها الأصلي.
وقد وصل سعر قذيفة واحدة من قذائف السفينة البحرية التابعة للبحرية الأميركية والتي سميت بـ"مقذوفات الهجوم الأرضية طويلة المدى" إلى 800 ألف دولار مما دفع البحرية الأميركية لوقف اقتناء قذائفها.
وقد دفع الأمر بمصممي السفينة لإلقاء اللوم على البحرية الأميركية في غلاء ثمن القذائف وانتهاء مشروع زوموولت.