يبصقون عليهم ويتناولون مشيمتهم ويعرّضونهم للطقس البارد… هكذا استقبل هؤلاء مواليدهم

تسود هذه العادة في الدنمارك والسويد، حيث يقوم الآباء والأمهات بوضع الطفل نائماً في الخارج في الشرفة أو على الرصيف، ثم يتوجهون بعدها إلى المتاجر أو المقاهي للاستمتاع ببعض وقت الفراغ.

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/10 الساعة 00:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/10 الساعة 00:14 بتوقيت غرينتش

على الرغم من تخلُّص كثير من الشعوب من بعض العادات والتقاليد الغريبة، التي اعتادت ممارستها في الماضي احتفالاً بالمناسبات المختلفة، فإن بعض الشعوب ما زالت تُمارس طقوسها المعتادة، التي يبدو بعضها غريباً ويفتقر إلى وجود أية أسباب علمية أو منطقية تُثبت صحتها.

نتناول في هذا التقرير أغرب طقوس استقبال المواليد، التي تمارسها الشعوب المختلفة حول العالم، ابتهاجاً بقدوم طفل جديد إلى الأسرة.

تناول المشيمة بعد الولادة

تمد المشيمة الجنين بالغذاء طوال فترة الحمل، وتُحافظ عليه من الصدمات التي قد تتعرض لها الأم. وتشيع عادة أكل المشيمة بعد الولادة في الحيوانات ولدى بعض الشعوب أيضاً، إذ تختار بعض الأمهات شرب المشيمة على شكل عصير الفاكهة بعد ساعات من الولادة، أو الاحتفاظ بها باردة، أو إخراجها ليجري تجفيفها ووضعها في كبسولات.

تسود هذه العادة لاقتناعهن بأن المشيمة تمنح القدرة على تحمّل إجهاد وألم الولادة، وتُحفز إنتاج اللبن من الثدي، وأيضاً تمنع اكتئاب ما بعد الولادة؛ وذلك لما تحتويه من هرمونات ومواد مغذية، حتى إن بعض الأطباء في الصين وجامايكا وأجزاء من الهند يوصون بها.

مع ذلك، لم تُثبت الأدلة العلمية أياً من تلك المعتقدات حتى الآن، فضلاً عن أن تعرض المشيمة لحرارة الطهي يُدمر الهرمونات والبروتينات الموجودة بها، في حين يزيد تناولها دون طهي من خطر الإصابة بالعدوى دون تحقيق أية فوائد.

البصق على حديثي الولادة

تعتقد شعوب "الولوف" التي تستوطن موريتانيا والسنغال، أن اللعاب البشري يمكنه الاحتفاظ بطريقة الكلام والكلمات التي تتميز بها بعض القبائل عن غيرها؛ لذلك يبصقون على الأطفال حديثي الولادة كي يحصلوا على مباركتهم، وتنتقل إليهم خصائصهم المميزة عن طريق اللعاب.

عندما يُولد طفل، ينقسمون إلى فريقين، وتبصق النساء على وجهه، ويبصق الرجال في أذنه، ثم يُفرك اللعاب على رأس الطفل.

ويوجد تشابه بين شعوب الولوف وقبيلة "الإيبو" في نيجيريا في تلك العادة، إذ عندما يولد طفل يذهبون به إلى منزل الأجداد، ويقع الاختيار على أفضل الأشخاص في مجال الخطابة، ليقوم بالتطوع في مضغ بعض من نبات الجنة، وهو نوع من النباتات الحارة التي تشتهر بها منطقة غرب إفريقيا"، ثم يبصقه على إصبعه ويضعه في فم الطفل حتى يصبح الطفل طليق اللسان مثله.

وتنتشر هذه العادة في اليونان أيضاً، لكنها تختلف في غرضها عن شعوب "الولوف" و"الإيبو"، حيث يبصقون على المواليد في اليونان؛ لحفظ الطفل من سوء الحظ والعين الشريرة.

العقيقة

تُقام هذه المناسبة في الدول الإسلامية، وفيها يُحلق رأس المولود ويُذبح حيوان فداء عنه؛ تيمُّناً بقصة إسماعيل عليه السلام، ويجري فيها اختيار اسمه أيضاً.

تُقام هذه المناسبة في اليوم السابع أو الرابع عشر أو الحادي والعشرين بعد ولادة الطفل، ويمكن إقامتها في أي وقت حتى بعد نضج الطفل.

تُقام العقيقة لأسباب أخرى كذلك، منها دعوة أفراد الأسرة والجيران والأصدقاء للاحتفال بهذه المناسبة، بالإضافة إلى مشاركة الاحتفال مع الفقراء من خلال تقديم الطعام واللحوم وإشعارهم بأنهم جزء من عائلة الطفل المولود.

وضع المولود في سرير من الورق المقوى

بدأ هذا الطقس في فنلندا عام 1930، واستمر لمدة 75 عاماً، عندما بدأت الحكومة بإصدار صناديق من الورق المقوى تحتوي على مجموعة من الملابس، وبعض مستلزمات العناية بالمولود الجديد، تتسلمها الأم أثناء فترة الحمل عندما تذهب للمتابعة لدى الطبيب.

وكان على الأمهات الاختيار بين أخذ الصندوق أو الحصول على منحة نقدية تُقدر بحوالي 140 يورو، غير أن 95% من الأمهات اخترن الصندوق؛ ذلك لأنه يستحق أكثر من ذلك بكثير.

وقد ساعدت تلك الصناديق في تقليل معدل وفيات الرضع الذي كان يرتفع في البلاد بشكلٍ كبير، وساعدت كذلك في تشجيع السيدات الحوامل على المتابعة الطبية، والحصول على الرعاية التي يحتجن إليها قبل الولادة حتى يقمن بولادة طفل سليم.

السبوع

يُعد السُّبوع أحد أقدم الاحتفالات بالمواليد في مصر، وفيه تجتمع الأسرة في اليوم السابع من ولادة الطفل، سواء كان ذكراً أم أنثى، مسلماً كان أو قبطياً في جميع المناطق الريفية والحضرية. وفيه تُعبر الأسرة المصرية عن فرحتها بقدوم طفل جديد في العائلة، من خلال التبرع بالصدقات للفقراء والمحتاجين تعبيراً عن شكرهم وامتنانهم لله عزوجل، وزيارة أضرحة أولياء الله الصالحين، ثم ذبح العقيقة بحلول اليوم السابع من ميلاد الطفل.

في البداية يكون يوم الشّمعة في اليوم السادس من ميلاد الرضيع، وهو يوم له طقوس مختلفة عن يوم السبوع، إذ تضع الأسرة تحت رأس الطفل أو بالقرب منه وعاء كبيراً يحتوي على سبعة أنواع مختلفة من الحبوب، التي منها على سبيل المثال لا الحصر (الفول، العدس الأصفر، الفاصوليا، اللوبيا، الحلبة، حمص الشام، وغيرها)، بالإضافة إلى وضع الذهب أو الفضة على ملابس الطفل لحمايته من العين، والأرواح الشريرة، والأمراض.

يبدأ يوم السبوع برشّ الملح على الأم وفي المنزل وحوله، ثم يُوضع الطفل في حاوية مزينة، حيث يأخذونه في جولة بمنزل العائلة، يتبعه الأطفال يحملون الشموع، ثم بعد ذلك يوضع الطفل أرضاً في غربال، وتخطو الأم من فوقه سبع مرات دون لمسه، ويهز الأجداد الطفل أفقياً ويعِظونه بطاعة العائلة.

تعريض الرضيع للبرد القارس

تسود هذه العادة في الدنمارك والسويد، حيث يقوم الآباء والأمهات بوضع الطفل نائماً في الخارج في الشرفة أو على الرصيف، ثم يتوجهون بعدها إلى المتاجر أو المقاهي للاستمتاع ببعض وقت الفراغ.

تقوم بذلك أيضاً معظم مراكز رعاية الأطفال في السويد، على الرغم من انخفاض درجات الحرارة، التي تصل إلى سالب خمس درجات سيليزية.

يرجع السبب وراء تلك القيلولة في الهواء الطلق، لاعتقادهم أن تعرض الأطفال للهواء النقي، سواء في فصلي الصيف أو الشتاء، يجعله أقل عرضة للإصابة بنزلات البرد.

ويُوصي المجلس الوطني الدنماركي للصحة بهذه الممارسة، فضلاً عن قيام بعض الشركات بتصنيع أجهزة إنذار في عربات الأطفال، تُنبه الآباء والأمهات عندما يستيقظ أطفالهم.

حلق شعر الرأس

يتبع الهندوس العديد من التقاليد الغريبة منذ نشأة أظافر الطفل وحتى موته، ومن أهم التقاليد التي يبدأ بها الطفل حياته "الموندان-mundan"، الذي يُحلق فيه رأس الطفل فور ولادته، سواء كان ذكراً أم أنثى.

يجلس الطفل في حضن والدته، ثم يبدأ الكاهن في الحلاقة، ويترك جزءاً من شعر الطفل يحلقه له والده بنفسه، في حين يُردد الأهل بعض التعويذات المقدسة.

يُغسل رأس الطفل بعد ذلك بالماء المقدس، وتُوضع عليه عجينة مكونة من الكركم وخشب الصندل لفترة، ويُقدم الشعر المحلوق إلى إله الأسرة أو يُحرق ويُرمى رماده في النهر.

علامات:
تحميل المزيد