من الأطفال حسب الطلب إلى احتلال الفضاء.. إليك 10 تحديات كبيرة ستواجهها البشرية في 2050

وبينما يصعب التنبؤ بما يحمله المستقبل، يُمكن قراءة المؤشرات والاتجاهات الحالية لتطور العلوم والتكنولوجيا. وفي ما يلي العناوين العريضة لأهم التحديات التي تختمر للمستقبل - بعد 30 عاماً على وجه التحديد

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/25 الساعة 01:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/25 الساعة 01:50 بتوقيت غرينتش

لكل قرار يتم اتخاذه اليوم تداعيات يحصدها الجيل التالي إما تقدماً أو تدهوراً، وكما أن لكل زمان رجاله فله تحدياته أيضاً، والبشرية على موعد مع قرارات مصيرية في ظل التطور السريع الذي يشهده زماننا، بل الأسرع في تاريخ البشرية.

وبينما يصعب التنبؤ بما يحمله المستقبل، يُمكن قراءة المؤشرات والاتجاهات الحالية لتطور العلوم والتكنولوجيا. وفي ما يلي العناوين العريضة لأهم التحديات التي تختمر للمستقبل – بعد 30 عاماً على وجه التحديد – وفق ما نقلت قناة BBC عن خبراء ومختصّين في شتى المجالات:

تعديل الجينات

بدأ الجدل يحتدم بين العلماء العام الماضي حول تكنولوجيا "كريسبر" الجديدة، التي تمكننا من تعديل الحمض النووي البشري. وبينما يبدو الهدف السامي منها بدايةً إزالة أمراض مثل السرطان، قد تأخذ الأمور منعطفاً أخلاقياً مظلماً، وتتحول لمشروع تحسين النسل ينتج "أطفالاً حسب الطلب"، عن طريق اختيار الأجنة التي تنتج الأطفال الأعلى ذكاء أو التي لها بعض الخصائص الشكلية.

يفرض مجرد هذا الاحتمال وجود الأخلاقيين على الطاولة في كل مختبر وجامعة وشركة تتوق بشدة لتغيير أحماضنا النووية.

بدوره قال نيكولاس أجار، أستاذ الأخلاقيات في جامعة فيكتوريا في نيوزيلندا لـ BBC "إن التفكير السليم حول ما قد نرغب في الحفاظ عليه يستغرق وقتا طويلاً، ومن الصعب أن نخصص كل هذا الوقت للتفكير الأخلاقي عندما تكون الإمكانيات التكنولوجية الجديدة قادمة سريعاً وبقوة".

مجتمع أكثر شيخوخة

لن نتصارع فقط مع الانفجار السكاني العالمي – ولكن أيضا مع واقع طول عمر الإنسان، أكثر أي وقت مضى، ويعني هذا الإنجاز الطبي الحاجة لرعاية المسنين. بل تشير توقعات إلى أن عدد المعمّرين الذين تتخطى أعمارهم المائة عام سيتضاعف أكثر من 50 مرة، أي من 500 ألف حالياً إلى أكثر من 26 مليون بحلول عام 2100. وتدرس اليابان إمكانية استخدام الروبوتات، واعتماد سياسة استقبال المزيد من المهاجرين، في محاولة للتعويض عن شيخوخة القوى العاملة، وانخفاض المواليد.

المدن الضائعة

تُعد ميامي أبرز مثال لرصد شكل تغير المدن في القرن الحادي والعشرين – فارتفاع مستوى البحر سيجعل بعض المدن تختفي تدريجياً. لم تصبح الفيضانات التي يسببها تغير المناخ أكثر شيوعاً فحسب، بل إن أنماط الطقس المتغيرة أثّرت أيضاً على تصميم المباني. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد نضطر إلى التعايش مع فقدان مساحات كاملة من المدن والجزر والمناطق المنخفضة مثل بنغلاديش. وسيكون الأثر الاقتصادي على تلك المناطق كبيراً، وقد ينتشر "اللاجئون المناخيون" بصورة غير مسبوقة.

تطور وسائل التواصل الاجتماعي

أدت وسائل التواصل الاجتماعي إلى تعقيد الطريقة التي نتواصل بها على مدى ما يقرب من عقد من الزمان. وهي لن تختفي في المستقبل القريب، خاصة وأن معظم الناس الآن يحصلون على أخبارهم منها. فما هي بعض المخاطر التي قد تشكلها بعد 30 عاماً؟

يعد العالم بلا خصوصية إحدى المشكلات التي نراها بالفعل. وإلى جانب تجاوز إحساسنا ورغبتنا في الخصوصية وإخفاء الهوية، تجلب وسائل التواصل الاجتماعي معها العديد من المضايقات. وقامت العديد من الجمعيات والمنظمات بالتحرك لمكافحة مخترقي الإنترنت، ولكنه سؤال مفتوح عما إذا كان بإمكان المشرّعين وشركات التواصل الاجتماعي إصلاح هذا الأمر أو زيادته سوءاً.

كما تطرح قضية مصداقية مصادر المعلومات تحدياً أمام منظور الجمهور المستهدف للعالم. ولأن عمر فيسبوك 13 عاماً فقط، فمن المتوقع ظهور قضايا أخرى جديدة.

التوترات الجيوسياسية

شهد العام الماضي اضطراباً كاملاً في توازننا الجيوسياسي الهش. وهذا ما يجعل الاستقرار العالمي في العقدين المقبلين محط تساؤل.

ومن العناوين التي واجهتها البشرية إطلاق المزيد من الصواريخ الكورية الشمالية وأزمة اللاجئين السوريين وتدخل القراصنة في انتخابات الأمم الأخرى، إلى جانب ارتفاع النعرات القومية. كما هيمنت الدراما السياسية التي لا تنتهي أبداً على العناوين الرئيسية في عام 2016 و2017، والتي تغذي "حقل الألغام الجيوسياسية" وتتنبأ "بتحول جيوسياسي لم يسبق له مثيل"، ما يفرض ضرورة إصلاح المبادئ الأساسية للدبلوماسية.

السفر الآمن بالسيارة

على الرغم من كل التحضر السريع والحديث عن القطارات فائقة السرعة والتكنولوجيا الخيالية مثل هايبرلوب – "نظام مواصلات فائق السرعة أطلقه رجل الأعمال والمخترع الأميركي إيلون ماسك"، إلا أن السيارات لن تختفي، بل ستزيد.

ويسير التوجه العام نحو سيارات ذاتية القيادة فائقة السرعة تطرح أسئلة كبيرة مثل: كيف يمكننا ضمان سلامة الطرق، ومكافحة التلوث، والتأكد من أنها لا تشكّل تهديدا على سلامة مستخدمي الطريق؟

تضاؤل الموارد

تتطلب التكنولوجيا الجديدة والأجهزة التي تميز القرن الحادي والعشرين معادن أرضية نادرة لإمكانية صُنعها، فالهاتف الذكي يحتوي على أكثر من 60 مادة مختلفة، الأمر الذي يهدد الموارد الطبيعية للكوكب.

استيطان عوالم أخرى

قد يبدو ميدان السفر الفضائي اليوم أشبه بميدان وكالات الفضاء وحقل المليارديرات، ولأنه سيصبح أكثر سهولة وفي متناول الجميع، ستظهر سلسلة عامة من التحديات الجديدة. وبات فكرة تنفيذه قريبة جداً وسهلة في ظل إنفاق المزيد من المال أكثرمن ذي قبل من أجل انتشال البشر من الفناء.

تعزيز قدرات الدماغ

من الشائع فعلياً استخدام العقاقير لتحفيز قدرة الدماغ (سواء كانت هذه العقاقير هي القهوة أو شيء ذو تأثير أقوى مثل عقار مودافينيل)، ويستخدم غالبية العالم المتقدم هواتفهم الذكية كذاكرة "خارجية" اليوم. لكن دعونا نقرأ نتائج ذلك بعد عقود قليلة. تخيل لو أن المستحضرات الدوائية التي ستجعلنا نفكر بصورة أسرع من الآن أصبحت متاحة، وكذلك توافرت التعزيزات التكنولوجية التي تساعدنا على التركيز بشكل يتجاوز القدرة البشرية لساعات أو أيام.

هذه الوسائل المتقدمة قيد التطوير في المختبرات بالفعل، والسؤال المُثار حالياً: ماذا سيحدث لهؤلاء الذين لا يستطيعون تحمل هذه التطورات؟ هل يمكن أن يوسع الأمر من عدم المساواة ويزيد الأغنياء ثراء. أما أخلاقياً وقانونياً: من المقبول أن تحتسي قهوة قبل دخول الاختبار، لكن هل من المقبول استخدام أحد هذه العقاقير الذكية؟

في هذا السياق، قدم راي كورزويل- أحد المتنبئين بالمستقبل- مجموعة من التصورات، بعضها ملهم والبعض الآخر مثير للقلق. وتُعد إحدى هذه التنبؤات مستوحاة من الخيال العلمي الذي رجح أن يُصبح الذكاء الاصطناعي في يوم ما أقوى من الذكاء الإنساني وقادر على أن يُحسن نفسه وفق منطق "التفرد".

لا يوافق الأغلبية وجهة نظر كورزيل، لكن قلة فقط تستطيع إنكار تعاظم قوة الذكاء الاصطناعي. لذا في قضية مثل التعديل الجيني، يجب على المجتمع المَعني بالتكنولوجيا والذكاء الأصطناعي النظر في الآثار الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بعملهم. ذلك لأن نشأة الذكاء الاصطناعي كانت من أجل تشكيل المزيد من الحقول في حياتنا بدءً من الرعاية الصحية إلى الأسواق المالية.

أما فيما يتعلق بسيناريوهات انقراض العالم، من المتوقع أن يُغيّر الذكاء الاصطناعي سبل حياتنا وعملنا. ولكن قد يتعطل هذا الذكاء أو يفقد مخترعيه السيطرة عليه، عندها تكون الخسارة في الأرواح والأموال، فكيف سيتصرف البشر عندها؟

ليست هذه التوقعات هي الوحيدة التي يظن العلماء وقوعها، من المحتمل أيضاً زيادة عدد الهجمات الإلكترونية، حيث يُتوقع زيادة تلك الهجمات بنسبة 61%، كما تقول الأبحاث الأخيرة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، أن الجنس البشري يمكن أن يتلاشى بالفعل خلال حياة البشر الموجودين حالياً على ظهر الأرض.

فقد بحث جيف نيسبيت من مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية، ومؤلف 24 كتاباً حول قدرات الذكاء الاصطناعي الأمرَ، وخلص إلى أن الجنس البشري يمكن أن يتوقف عن الوجود بحلول عام 2050، أو يمكن في المقابل أن يأخذ مساراً بديلاً ويصبح خالداً وغير قابل للموت!

ويشرح نيسبت فكرته فيقول إن الذكاء الاصطناعي الفائق الذي سيتطور عن الذكاء الاصطناعي الحالي، يمكن أن يتطور لحاسبات هائلة عملاقة تتعلم بسرعة بحيث تتجاوز الذكاء البشري، وتحل جميع المشكلات، لكنها قد تقضي على البشر إذا اعتبرتهم مصدر تهديد!

علامات:
تحميل المزيد