من الحروب إلى الكوارث الطبيعية وحتى تعرض الكوكب لاحتلال من مخلوقات فضائية أو الذكاء الاصطناعي، تختلف "سيناريوهات نهاية العالم" باختلاف المحللين والعلماء.
نستعرض في هذا التقرير رأي 50 شخصاً حازوا على جائزة نوبل في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد بشأن النهاية المتوقعة للعالم والتي يبدو أنها ابتعدت هذه المرة عن فرضية تدمير الأرض بـ"النيازك".
وتبين أن هناك 10 سيناريوهات لنهاية العالم حسب رأيهم الذي نقله موقع Indy100 التابع لصحيفة The Independent البريطانية.
1- الزيادة السكانية
رأى 18 عالماً أي نسبة 34% ممن شاركوا في الاستطلاع الذي أجرته مجلة TheTimes، أنَّ الزيادة السكانية أو الكوارث البيئية (الناتجة في الأغلب عن تغير المناخ) هي أكبر التهديدات التي تواجهها البشرية.
2- الحرب النووية
شكلت التوترات السياسية النووية الأخيرة بين كوريا الشمالية وإدارة دونالد ترامب خير تجسيد لمخاوف 12 رأياً مستفتىً (23%)، الذين اعتبروا أن "الديكتاتوريين الداعين للحرب" و"الأنظمة الشعبوية التي تمتلك أسلحة نووية" ستكون أسباباً محتملة لنهاية البشرية.
3- الأمراض المعدية المقاومة للعقاقير
بينما أشار 4 علماء، يمثلون 8% ممن شملهم استطلاع الرأي، إلى أن مرضاً جديداً أو سلالة جديدة من أمراض موجودة مقاومة للعقاقير تهدد البشرية على نطاق واسع.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية تمثل المضادات الحيوية إحدى أكبر التهديدات على "الصحة العالمية والأمن الغذائي".
4- الأنانية وفقدان المصداقية
ورأى 4 أشخاص، أي 8%، أنَّ الأنانية وفقدان المصداقية لدى الأشخاص تمثلان تهديداً على البشرية جمعاء، وأعرب هؤلاء عن تخوفهم من فقدان "المنظور الإنساني بينما نندفع بسرعة إلى عصر الإنترنت وإغراءاته".
5- القادة الجهلاء
وعطفاً على توقع انتهاء العالم باندلاع حرب نووية، اعتبر 3 أشخاص (6%) أنَّ القادة الجهلاء يمثلون أيضاً تهديداً على البشرية.
ووفقاً لمجلة The Times فقد ذكر اثنان اسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن قائمة التهديدات.
6- الإرهاب
في حين اعتبر 3 علماء حائزين على نوبل أيضاً الأصولية والإرهاب من المخاطر التي تهدد الجنس البشري، خصوصاً في حال حصول هذه المنظمات على أسلحة دمار شامل.
7- الجهل وتحريف الحقيقة
كما اعتبر 3 من الحائزين على جائزة نوبل أنَّ الجهل وتحريف الحقيقة من أكبر التهديدات التي تواجه البشر.
8- الذكاء الاصطناعي
وصنّف رأيان، يمثلان نسبة 4%، الذكاء الاصطناعي من أكبر المخاطر.
ربما تكون هذه اللازمة المفضلة للمخترع الأميركي إيلون ماسك، لكنَّ الخوف من أن تتفوق الحواسيب على الذكاء البشري موجود منذ ظهور أول حاسوب آلي.
9- عدم المساواة
واعتبر عالمان حائزان على جائزة نوبل (4%) أنَّ الظلم سبب إضافي، لارتباطه إلى حدٍ كبير بصعود الشعبوية والاستقطاب السياسي.
ومن شأن تصاعد التشكيك في التغير المناخي وحرب الخطابات السياسية بشأن الأسلحة النووية أن يفسرا خطر التهديدات التي جاءت بالمراكز الأولى.
10- المخدرات
وأخيراً، مثَّل الخوف من ظهور مخدر قوي جديد قد يدمر المجتمع، التهديد الرئيسي على البشرية في رأي عالم واحد من الآراء المستفتاة (2%).
نيزك أو زلزال أو عاصفة شمسية
أما مخاوف علماء الجيولوجيا والفضاء مثلاً، فتتخذ شكلاً أكثر دراماتيكيةً وتدميراً، مثل تعرض الكوكب لعواصف شمسية أو ارتطام نيزك بالأرض، أو حتى حصول زلازل ضخمة يعجز البشر عن التعامل معها.
ورغم التشاؤم البادي على العلماء خلال الاستطلاع، إلا أنَّ كثيراً منهم كانوا متفائلين بشأن مستقبل البشرية، ورأوا نهاية العالم غير مرجحة.
لا أساس علمياً لذلك!
وقد سبق لعالم الفلك والفيزياء الألماني أولريخ فالتر التأكيد على أن كافة التكهنات الخاصة بعدم صلاحية الأرض كمكان للعيش لا تستند إلى أي أساس علمي، عقب حديث عالم الفضاء البريطاني ستيفن هوكينغ، في مايو/أيار 2017، بأن كوكب الأرض لن يكون صالحاً للعيش بعد مرور مائة سنة، ويتوجب علينا نحن البشر البحث عن مكان بديل في هذا الكون الفسيح حتى نستقر فيه.
وذكر هوكينغ أربعة أسباب ممكنة من شأنها أن تؤدي لهذه الكارثة الكبرى، التي تتمثل في الاحتباس الحراري وتغير المناخ، فضلاً عن انتشار الأوبئة، والارتفاع السريع في عدد السكان، بالإضافة إلى اصطدام نيزك عملاق بالأرض.
فيما رأى فالتر، الذي نشر مؤخراً كتاباً جديداً تحت عنوان "في الثقب الأسود يوجد الشيطان"، أن النيازك العملاقة التي بإمكانها القضاء على الجنس البشري، تضرب الأرض مرة كل 10 أو 100 مليون سنة، ويعد احتمال حدوث ذلك في المائة سنة القادمة ضئيلاً للغاية.
أما فيما يتعلق بمسألة انتشار الأوبئة، فأكد العالم الألماني أن احتمال ظهور فيروسات وأمراض جديدة قادرة على الانتشار بشكل أسرع في العالم الحديث، قد تزايد أكثر من أي وقت مضى، إلا أنه لا يتوقع أن تتنامى حركة السياح ونقل البضائع بشكل قد يغذي انتشار هذه الأوبئة.
وأكد فالتر بأن الإنسان يستطيع التعامل مع هذه الأزمات بشكل فعال، وأفضل مما كان عليه الحال قبل عقود، بفضل التقدم الكبير الذي تم إحرازه في مجال الطب والتكنولوجيا البيولوجية.