في ذكرى هجمات 11 سبتمبر.. أشهر نظريات المؤامرة التي لم يستطع الزمن أن يمحوها

يقول المدرس المساعد في علم الاجتماع والنفس بجامعة أمستردام جان ويلم فان بروجين، إن نظريات المؤامرة دائماً ما تظهر عقب العمليات الإرهابية، والأزمات الاقتصادية، وحالات الوفيات الكثيرة والكوارث الطبيعية.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/11 الساعة 08:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/11 الساعة 08:31 بتوقيت غرينتش

دائماً ما يحاول الناس تفسير الكوارث والمصائب بأنها صنيعة عمل تآمري، فيما يعرفه البعض بـ "نظرية المؤامرة".

يقول المدرس المساعد في علم الاجتماع والنفس بجامعة أمستردام جان ويلم فان بروجين، إن نظريات المؤامرة دائماً ما تظهر عقب العمليات الإرهابية، والأزمات الاقتصادية، وحالات الوفيات الكثيرة والكوارث الطبيعية.

ويضيف بروجين أن "الدراسات السابقة كشفت أن الناس سيحاولون تخمين ما حدث إذا كانوا لا يشعرون بالتحكم في حياتهم، وقد يقودهم التخمين إلى ربط النقاط ببعضها، مع أنها غير متصلة واقعياً ببعض".

فيما يلي نتعرف على بعض أشهر الحوادث التي حاول البعض ربطها بنظرية المؤامرة:

سبتمبر الأسود


في يوم الثلاثاء الموافق الحادي عشر من سبتمبر/أيلول لعام 2001 شهدت الولايات المتحدة الأميركية عدة هجمات، استُخدمت في تلك الهجمات أربع طائرات مدنية أميركية تم اختطافها، استهدفت الهجمات برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأميركي (البنتاغون) وفشل الهجوم الرابع، قتل إثر تلك العمليات 2973 ضحية.

مثلما كان هجوم بيرل هاربر الحدث الأهم في القرن السابق، فإن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001م، التي مر عليها إلى الآن 16 عاماً، لا تزال الأكثر تأثيراً في هذا القرن الساخن منذ بدايته، وحتى يومنا هذا لم تنتهِ تبعات انهيار برجي التجارة، ذلك الحدث الذي قامت إثره حروب، ولا تزال دول تعاني من عقوبات وتتهدد بقوانين وتعويضات.

نظرية المؤامره الكبرى


لكن تلك الأحداث يحيط بها الشك من كل جانب، إذ لا يدري العالم بالضبط من الذين قاموا بها، فهناك تيار قوي من الكتاب والسياسيين والمحللين والصحفيين يتبنى نظريات مختلفة تُعارض الرواية الرسمية للحكومة الأميركية، ويتهم آخرون الحكومة الأميركية بأنها كانت على علم مسبق بالهجمات، لكنها تغاضت عن التصدي لها أو ساعدت على حدوثها بإضعاف الدفاع الأميركي.

ويتجه آخرون لتصور آخر يرى أن الأحداث كان قد خطط لها من قبل الحكومة الأميركية نفسها ونسقت مع أو مهدت للقاعدة للقيام بها، وبنيت تلك النظريات على الأحداث التي تلتها، مثل شن بوش الحرب على الإرهاب، وغزو العراق، وانتخاب جورج بوش الابن لفترة ثانية.

رفضت الحكومة الأميركية أي حديث عن نظرية المؤامرة، وأعدتها محاولات من أعداء أميركا لإبعاد المسؤولية عن المتورطين، وصرح بوش في الأمم المتحدة "نظريات المؤامرة مهينة وتحاول إبعاد اللائمة عن الإرهابيين بعينهم، وإبعادهم عن الذنب".

يقول البروفيسور ديفيد راي غريفين، مؤلف كتاب بوش وتشيني: كيف تدمر أميركا والعالم: "هناك إجماع متزايد على أن 9/11 سمح للولايات المتحدة باعتماد سياسات متطرفة غير المبررة. وهي تشمل الحرب على الإرهاب والهجمات على أفغانستان والعراق كخطوات أولى للسيطرة على الشرق الأوسط".

نظريات لا تنتهي


وكشف استطلاع للرأي نشرته مجلة "لايف ساينس" الأميركية في العام الماضي أن معظم الأميركيين (53%) يعتقدون أن الحكومة الأميركية قد أخفت -ولا تزال تخفي- معلومات حيوية عن هجمات 11 أيلول/سبتمبر.

وسبب ذلك الغموض المحيط بالحدث وتبعاته بل وكيفية حدوثه علامات استفهام كثيرة وأصبح الحدث حقلاً خصباً للخيال ونظريات المؤامرة في دولة هوليوود، وفي العالم بأكمله.

وبنيت نظريات متعددة حول ذلك الحدث، ومن الممكن القول أن تلك النظريات اعتمدت على ربط الأحداث ببعضها البعض، بعض تلك النظريات تم إثبات خطئها والبعض الآخر لا يزال محيراً إلى يومنا هذا.


أشهر الادعاءات التي بنيت عليها نظرية المؤامرة هو مشروع القرن الأميركي الجديد، التقرير أعدته مجموعة فكرية تابعة للحزب الجمهوري، كان أبرز المساهمين بها هم ديك تشيني، دونالد رامسفيلد، جيب بوش، سمي هذا التقرير إعادة بناء دفاعات أميركا، ذكر به أن عملية التغيير المطلوبة ستكون بطيئة جداً بغياب أحداث كارثية جوهرية بحجم كارثة بيرل هاربر.

أحد أكثر الأمور المحيرة غير المكتشفة إلى يومنا هذا هو كيفية اختطاف الطائرات وتعامل الحكومة الأميركية معها، فدُعاة نظرية المؤامرة يشيرون إلى اختطاف الطائرات في دولة تعد الأقوى في نظام الرقابة الجوية وعبورها تلك المسافات وفي تلك المدة الطويلة بدون أي ملاحقة أو متابعة من طائرات مقاتلة.

الارتطام أم التفجير


يعد ذلك السؤال الأشهر عند الحديث عن برجي التجارة وانهيارهما، فيما ترى الحكومة الأميركية أن السبب الرئيس لانهيار البرجين هو ارتطام الطائرات، يدحض كثير من المحللين تلك النظرية ويرون أنها غير المنطقية.

ويقول المتشككون في الرواية الحكومية إن الصلب لا يبدأ في الذوبان حتى يصل إلى حوالي 2800f، والحرائق الناتجة عن انفجار وقود الطائرات أنتجت حرارة تقترب من 1700f، وهي غير كافية لصهر الصلب، ويتجهون إلى ادعاء أن البرج لم ينهار نتيجة ارتطام الطائرة بل نتيجة متفجرات زُرعت بداخله.

أشار موقع Prisonplanet.com إلى أن من المستحيل أن يكون البرج قد انهار بسبب الاصطدام، اعتمد الموقع على قراءات مركز ميلا للأبحاث الواقع شمال مركز التجارة العالمي الذي سجل قراءات اهتزازية لا يمكن حدوثها بسبب الاصطدام.

وأضاف الموقع أن الاصطدام الحادث في طوابق بين 98 و94 في البرج الأول وبين الطوابق 78 و84 في البرج الثاني لا تُحدث ذلك الانهيار السريع، المشككون في تلك الرواية يرون أن تلك القراءات الاهتزازية لا تعد دليلاً فعالاً بل هي مجرد نظرية.

وكان سقوط برج التجارة رقم 7 أكثر غرابة من البرجين السابقين؛ فبرج التجارة رقم 7 الذي يحوي مقر السي آي إيه والخدمات السرية، انهار بعد عدة ساعات، بدون تفسير منطقي، وجميع البنايات المحيطة بالبرج السابع لم تتأثر، بل حتى لم يسقط زجاجها.

في حين أن التفسير الرسمي هو أن شظايا نارية وصلت إلى البرج وأدت لإصابته بأضرار مدمرة واشتعال النار في داخله وبالتالي انهياره على شكل قد يخطئه بعضهم على أنه تفجير متحكم به. إذا صحت هذه النظرية يكون هذا البرج هو الثالث في تاريخ البشرية الذي يسقط بسبب الحريق، أول برجين سقطا هما برجا التجارة.

صورة تشير إلى برج التجارة السابع

لم تنتهِ إلى هذا اليوم نظريات المؤامرة، ولاتزال تبعات 11 سبتمبر مستمرة سواء الحرب على أفغانستان إلى غزو العراق، وتصاعد الإسلاموفوبيا وانتهاء بقانون جيستا، ولا يبدو في الأفق أن القضية ستغلق قريباً.

تحميل المزيد