بعد أن رُفض طلب حصول فتاة تركية على الجنسية السويسرية رغم أنها ولدت هناك وعاشت طوال عمرها البالغ 25 عاماً وإتقانها اللهجة المحلية بطلاقة، بدت الحكومة السويسرية في حيرة بشأن "اختبار الحصول على الجنسية".
صحيفة الغارديان تساءلت في تقرير لها حول إجراءات الحصول على الجنسية السويسرية قائلة: هل يجب على المقيمين الأجانب أن يعرفوا كيف يتم إعادة تدوير زيت النفايات قبل التقدّم للحصول على الجنسية؟ وهل يعتبر أولئك الذين يتسوّقون بمحلات النواصي المحلّية مواطنين أكثر استحقاقاً ممن يترددون على متاجر السوبر ماركت؟ وما هو ذلك النوع من الرياضات المُسمّى بـ"الهورنسينغ"؟
هذه فحسب بعض من الأسئلة التي تحتار سويسرا بشأنها، بعدما أخفقت الشابة التركية في إيفاء المتطلّبات السويسرية الصعبة للحصول على الجنسية رغم اجتازت الجزء المكتوب من الاختبار مع إحراز الدرجات كاملة، بحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية، 18 يوليو/تموز.
وفق الغارديان تقدّمت فوندا يلماز، التي ولدت في سويسرا لأبوين تركيين وتعمل بمجال الرسوم التقنية في بلدة أراو، للحصول على الجنسية، بعدما اقترح عليها خطيبها السويسري أنه ينبغي عليها المشاركة على نحو أكثر نشاطاً في الاستفتاءات التي تشكّل المزيج غير العادي للبلد من الديمقراطية المباشرة والتمثيلية.
قالت فوندا للجنة تحكيم مكوّنة من 6 ممتحِنين في مقابلة شخصية أعقبت الاختبار المكتوب "ولدت هنا، ولا أعرف أي حياة أخرى"، مُضيفةً: "ليس لدّي أيضاً خططٌ للهجرة".
لكن؛ بعد جولتين من المقابلات، وأكثر من 100 سؤال، رفضت هيئة التحكيم المكوّنة من أعضاء مجالس محلّية من بلدة بوخس طلب يلماز بأغلبية 20 صوتاُ مقابل 12 صوتاً، وأرجعوا السبب في ذلك إلى أنها "تعيش في عالم ضيّق ولم تبدِ اهتماماً بالدخول في حوار مع سويسرا وشعبها"، وهو قرار شكك فيه الكثيرون بعدما نشرت مجلّة Schweizer Illustrierte الإخبارية الأسبوعية نصّاً مكتوباً للمقابلة.
وقد انتقدت لجنة التحكيم فوندا لإظهار "فجوات" في معرفتها بنظام إعادة التدوير المحلّي، وعدم قدرتها على ذكر أسماء أي متاجر محلّية أخرى سوى سلسلة متاجر ألدي.
فيما تمحورت شكوى أخرى حول عدم معرفتها بـ "الرياضات السويسرية النموذجية"، مثل رياضة "الهورنوسن"، وهي رياضة محلّية بين البيسبول والغولف، أو رياضة الشوينن الألمانية "الترنّح". وكتبت في خطاب تشكو فيه من رفضها أن "المرء قد يكون في جدل مديد جداً بشأن ما هو نموذجي وما هو تقليدي".
مسلمة لكني لم أزر مسجدا وزرت كنائس
وأضافت وفق الغارديان في خطابها قائلة: "سُئِلت ما إذا كان والدي وجدوا مشقة في قبول شريكي، وهو ليس تركيّا. عائلتي مُنفتحة، وما هو أكثر من ذلك أنني مسلمة لا أمارس الشعائر الدينية. ولم يسبق لي أبداً زيارة مسجد في حياتي، ولكنّي ذهبت عدّة مرّات إلى الكنيسة".
وقد تضمنت الأسئلة الأخرى التي اختارتها لجنة التحكيم "هل تحبّين التسلّق؟"، و"هل تفضلين زيارة جنيف أو المنطقة المحيطة ببحيرة جنيف؟"، و"ما هو نوع تمرين اللياقة البدنية الذي تقومين به؟".
أصلحوا إجراءات الحصول على الجنسية
ومنذ ظهور القضية، كانت ثمة العديد من النداءات بإصلاح عملية الحصول على الجنسية، والتي تقررها هيئات محلّفين المحلّية بدلاً من وكالة مركزية. وكتبت صحيفة Tagesanzeiger "إن الطابع التعسفي للعملية الرسمية قد تجلّى بوضوح للغاية على نحو نادر".
فى فبراير/شباط الماضي؛ صوتت سويسرا وفق الغارديان على تسهيل حصول الجيل الثالث من المهاجرين على الجنسية، ورفضت شكاوى الساسة اليمينيين بأن الإجراءات المقترحة ستشكّل خطراً أمنيّاً. وحتّى الآن، يعد الطريق السريع للحصول على الجنسية مفتوحاً فقط للأجانب الذين تزوّجوا من مواطنين سويسريين لأكثر من ست سنوات، بما فيهم أولئك الذين لم يسبق لهم أبداً العيش في البلد.
رفضت لأنها قادة حملة ضد أجراس البقر
ويشار إلى أن عدداً من القضايا قد جذبت الانتباه إلى الطابع التعسفي لعملية التجنيس السويسرية في الأشهر الأخيرة الماضية. ففي يناير/كانون الثاني من العام الجاري؛ رُفِض طلب سيدة هولندية للمرّة الثانية لأن سكاناً محلّيين رفضوا حملتها المناهضة لأجراس الأبقار (المُستخدمة في الرعي)، وفي مايو/أيار 2016.
رفضوا بسبب السروايل
من أولئك الذين رفض طلبهم أيضا عائلة من كوسوفو أقامت فترة طويلة بكانتون بازل كانتري رفضاً من قِبل الجنة المحلّية، ويرجع السبب في ذلك جزئياً إلى ارتدائهم سراويل مخصصة للهرولة.