ما لم يُروَ عن حياة الملكة والأمير.. هكذا تسببت وفاة ديانا في شرخ بين تشارلز وأمه

في محاولة لعرض وجهة نظرها لأحداث ما قبل وبعد وفاة الأميرة ديانا، أصدرت الدوقة كاميلا كتاباً يسرد حياتها، وأهم الأحداث المفصلية التي شهدتها العائلة المالكة البريطانية، وكيف أثرت على الولدين (ويليام وهاري) والأمير تشارلز. كما كشف الكتاب مدى شرخ العلاقة بين تشارلز ووالدته الملكة، التي ما زالت تقدّس الواجب الملكي وتقدّمه على واجب الأمومة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/02 الساعة 11:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/02 الساعة 11:49 بتوقيت غرينتش

في محاولة لعرض وجهة نظرها لأحداث ما قبل وبعد وفاة الأميرة ديانا، أصدرت الدوقة كاميلا كتاباً يسرد حياتها، وأهم الأحداث المفصلية التي شهدتها العائلة المالكة البريطانية، وكيف أثرت على الولدين (ويليام وهاري) والأمير تشارلز. كما كشف الكتاب مدى شرخ العلاقة بين تشارلز ووالدته الملكة، التي ما زالت تقدّس الواجب الملكي وتقدّمه على واجب الأمومة.

وتحت عنوان "الدوقة – القصة غير المروية"، سردت الكاتبة بيني جونيور الأحداث التاريخية التي كادت تودي بالمؤسسة الملكية في أكثر الظروف حساسية.

فيما يلي جزءً يسير من الكتاب عن المرأة التي أحبها تشارلز وتحدى العالم وأمه لأجلها، نقلاً عن صحيفة Daily Mail البريطانية، التي تتابع منذ عقود وعن كثب كل شاردة وواردة تتعلق بالعائلة المالكة:

استقبل روبن جانفرين، نائب السكرتير الخاص للملكة، مكالمة هاتفية عند الواحدة صباحاً من السفير البريطاني بفرنسا: أُصِيبت الأميرة ديانا في حادث سير، لكنَّ أحداً لم يعرف مدى سوء حالتها. وعلى الفور هاتفَ جانفرين الملكة والأمير تشارلز، اللذين كانا في اسكتلندا نائمين في قلعة بالمورال.

وفي الوقت نفسه، استيقظ فريق الأمير في لندن على الأخبار من الصحافة . وكانت معلوماتهم، التي جاءت مباشرةً من خدمات الطوارئ، أكثر تحديثاً من معلومات السفير.

لذلك عَرِفَ تشارلز قبل الملكة أنَّ دودي الفايد، آخر صديق للأميرة ديانا، كان ميتاً، رُغم أنَّ ديانا كانت في ذلك الوقت لا تزال على قيد الحياة.

ولم تكن العلاقة بين الأمير ووالدته أكثر وضوحاً مما كانت عليه في تلك الليلة الرهيبة.

فقد كانا على بُعد أقدامٍ من بعضهما البعض في غرفتيهما المنفصلتين، لكنَّهما لم يذهبا إلى بعضها البعض، سواءً للمواساة أو لمناقشة الخطوات التالية.

تُركت التعزية لكاميلا- على بُعد 500 ميل في منزلها. ظنت في البداية أنَّ إصابات ديانا لا تزيد كثيراً عن ذراعٍ مكسور، وهو ما كان تشارلز قد أُخبِر به. ولذا، عندما هاتفها في 3:45 صباحاً يخبرها بوفاة ديانا في غرفة العمليات، كانت الصدمة. وعرف تشارلز على الفور ما سيكون عليه رد فعل العامة: إلقاء اللوم عليه.

واعتقد أنَّ العالم سيُصاب بالجنون، وأنَّ النظام الملكي قد ينتهي به المطاف مُدمَّراً. وحدَّث نائب سكرتيره الخاص مارك بولاند، بما كان يخشاه. وعرف بولاند -كما عرفت كاميلا- أنَّ مخاوفه كانت مُبرَّرة.

بدا اليوم التالي سريالياً تماماً. فقد خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع، وعاد الأمير، الذي كان قد اصطحب شقيقتي ديانا معه إلى باريس، مباشرةً إلى اسكتلندا ليكون مع أبنائه. وكان ذلك الأسبوع هو الأكثر استثنائية وخطورة بالنسبة للأسرة الملكية، التي بقيت في المرتفعات الاسكتلندية، بينما جُنَّ جنون البلاد.

كان مُبرِّرهم في ذلك منطقياً للغاية، فقد رأوا أنَّ الأميرين المفجوعين، اللذين كانا يبلغان آنذاك 15 و12 عاماً فحسب، هما الأولوية، وأنَّهما يحتاجان إلى بعض الوقت للتكيُّف مع الوضع قبل مواجهة عاطفة الجمهور.

وفي الوقت نفسه، تعالت الأصوات في البلاد، مطالبةً الملكة بالتواجد في لندن وتنكيس العلم الأساسي في قصر باكنغهام الملكي، ولكنها رفضت لأن هذا العلم لا يُرفع إلا حينما يكون الملك/الملكة في مقر الإقامة، ولا يُنكَّس أبداً.

ومع ذلك، فإنَّ غياب العلم بدا رمزياً لكل شيءٍ خاطئ في النظام الملكي (قاس، وضيق الأفق، وغير متماشٍ مع الواقع) مقارنةً بكل شيءٍ كان مثالياً للغاية بشأن ديانا (الدافئة والعطوفة والمحبة).

وفي الوقت نفسه، لم يخرج من قلعة بالمورال أي كلمة، ولا إشادة، بل مجرد أخبار بأنَّ الأولاد ذهبوا إلى الكنيسة مع العائلة في الصباح الذي توفيت فيه والدتهم. وكما توقَّع تشارلز، وُجّه معظم اللوم إليه وليس لدودي الفايد، ولا حتى والد دودي محمد، مالك سلسلة متاجر هارودز البريطانية، الذي قدَّم السيارة والسائق.

لكن بالنسبة للكثير من الناس، تشارلز هو الشرير الحقيقي. فإذا كان يُحب ديانا كما كان ينبغي عليه ولم يخنها مع كاميلا، ما كانت الأميرة قط لتشارك في سباقٍ في شوارع باريس.

وفي الأيام التي تلت وفاة ديانا، ذهب تشارلز في رحلة مشي لمسافةٍ طويلة بين شجيرات الخلنج الاسكتلندية، وبكى. فهو رجلٌ عاطفي للغاية ويبكي بسهولة جداً. ولكن هذه المرة لم تكن دموع الذنب.

ففي نواحٍ كثيرة، كانت ديانا رفيقته السابقة المجنونة وأم ابنيه، فانتحَب بمرارةٍ نهاية حياتهما على هذا النحو. وانتحب أسفاً على الأميرين، وعلى فشله في مساعدة الأميرة.

كما كان قلقاً للغاية بشأن كاميلا. ففي غضون ساعاتٍ من وفاة ديانا، كانت الصحافة تحاصر منزلها، في توقٍ شديد لاقتناص تصريحاتٍ من المرأة التي كانت على ما يبدو سبب البؤس لحياة ديانا القصيرة.

حتى تشارلز نفسه لم يتمكن من مساعدة المرأة التي أحب. فكما كانت تعلم جيداً، كان يحتاج إلى تكريس طاقته لأبنائه ثم إعادة تأهيل نفسه، وهو ما عدته بمثابة إيذان لها لتختفي.

ومن منطلق كونهما مطلقين، حرص الاثنان في الفترة التي سبقت وفاة ديانا على السرية في مقابلة بعضهما. إلا أنَّ الوفاة أعادتهما مجدداً للسلوكيات التآمرية والأسرار، والمحادثات الهاتفية الطويلة.

تطلب الأمر بضعة أسابيع من تشارلز، قبل أن يتمكَّن من استحضار الشجاعة لمواجهة العامة، إذ علم أنَّ الأمر سيطول قبل أن يصبح اقتران اسميهما معاً مرة أخرى أمراً مقبولاً. ومع ذلك، حرص على أن يكون واقع وجود كاميلا في حياته غير قابل للتفاوض.

كانت الملكة ترغب برحيل ديانا قبل وفاتها، لذا لم يُحدِث غيابها فارقاً لديها. ورغم أن الملكة كانت معجبة بكاميلا على مدار سنوات زواجها من أندرو باركر بولز، لكنَّ هذا لا ينفي أنَّ كاميلا كانت هي المسؤولة، عن عمدٍ أو دون، عن كافة الكوارث التي حلَّت بتشارلز منذ زواجه.

جاء موقف الملكة من منطلقٍ ملكي، وليس أمومياً، وهنا تكمن المشكلة. فقد كان ابنها بحاجةٍ ماسة إلى الدعم، وكانت كاميلا المرأة التي قدمته له.

ووسط مشوراتٍ متضاربة، قرر الأمير، في نهاية سبتمبر/أيلول، العودة لدربه السياسي، وزار مشروعاتٍ مختلفة في مدينة مانشستر. وقد شجَّعته بصفةٍ خاصة على ذلك جوليا كليفردون، مستشارته السابقة للأعمال الخيرية.

كانت جوليا واحدةً من أوائل الأشخاص الذين قدَّمهم إلى كاميلا في عام 1996، وهو عام طلاقه.

ما أثار سعادتها هو أنَّها وجدت أنَّ كاميلا كانت مُحِبَّةً كبيرة للمزاح والضحك. فكانت قادرة على حمل تشارلز على الحديث والمزاح بشأن ما حدث خلال يومه، وفي الوقت ذاته كانت حريصة على إيضاح أنَّ من واجباته فعل أشياء قد لا يستمتع دوماً بممارستها.

كان الأمر جلياً لجوليا أيضاً أنَّ كاميلا كانت مهتمة به كمدافعةٍ عنه، وأنَّها تهتم بما يهتم به. وقبل كل شيء كانت مضحكة، وسارِدة جيدة، كما حسَّنت المزاج العام للمكتب. ولذلك كان غيابها ضربةٍ، ليس فقط للأمير، ولكن أيضاً لأصدقائه وموظفيه.

عاد وليام وهاري إلى منزل هايغروف (منزل ديانا الرسمي سابقاً) بعد جنازة أمهما، حيث كانت المعلمة والمربية ألكسندرا ليغ بورك، المعروفة باسم تيغي، تنتظرهم.

شكَّل تعلق الأولاد بها مصدر قلق لديانا، خوفاً من أن يحبوها أكثر من والدتهم، ولكن لم ينتبها هذا القلق تجاه كاميلا. فمنذ انفصالها، حرص تشارلز على ألا تتواجد كاميلا في المنزل أبداً بحضور الولدين.

وبمرور الوقت، كان توق الأمير يتزايد لجعل كاميلا جزءاً لا يتجزأ من حياته. وكان يعرف جيداً أنَّ أمراً كهذا لن يتم بين ليلة وضحاها، حتى بعد مرور أكثر من عامٍ على وفاة ديانا.

وبعد فترة طويلة، التقى وليام وهاري بطفلي كاميلا، توم الذي كان ابناً للأمير تشارلز بالمعمودية، ولورا، وتحديداً في عيد الفصح في قصر إقامة والدة الملكة السابق في بالمورال. وبالرغم من الفارق في أعمارهم، استطاع الأطفال الأربعة الانسجام معاً.

تقبل الأميرين لكاميلا

وللاحتفال بمرور نصف قرن على ميلاد والدهما، في نوفمبر/تشرين الثاني 1998، فاجأ كل من ويليام وهاري والدهما بحفلةٍ سرية في منزل هايغروف في 31 يوليو/حزيران. وكان هناك ضيفٌ مميز للغاية: كاميلا.

وسواء كان ذلك بسبب معرفتهما بأنَّها ستكون موجودة أم لا، لم يحضر والدا تشارلز الحفل. ومع ذلك، حضر جميع إخوة الأمير، بما في ذلك آن التي تشتهر بـ"الوقاحة".

مثَّل الحفل نجاحاً كبيراً، وتأثر تشارلز عاطفياً بشكلٍ كبير بالمتاعب التي ورَّط ابناه نفسيهما فيها. وبعد ذلك، عندما نظَّمت الملكة حفلة عيد الميلاد الـ50 لتشارلز في قصر باكنغهام في الـ13 من نوفمبر/تشرين الثاني، والتي حضرها 1000 شخص، للاحتفال بعمله العام، لم تُدع كاميلا.

وكانت تلك واحدة من المناسبات النادرة التي أثنت فيها والدة تشارلز عليه علناً – لـ"اجتهاده وصفاته الطيبة والقيادية"- وفي أثناء شكره لوالدته، أبهج الجميع بوصفه إياها "مامي – Mummy".

لكنَّ هذا العرض العلني للدفء بينهما في تلك الليلة أعطى صورةً مختلفة عن الوضع الحقيقي. فقد كان الأمير غاضباً من استمرار عداء والدته تجاه المرأة التي يحب.

وفي المساء التالي، كان هناك حفلٌ كبير آخر في منزل هايغروف بالتزامن مع عيد ميلاده الحقيقي، نظَّمته له كاميلا وصديقاهما إيرل وكونتيسة شيلبورن. وكان حدثاً مترفاً بحضور 350 مدعواً، من بينهم أمراء أجانب، وسياسيون، وممثلون، وفنانون كوميديون، وحتى زوج كاميلا السابق أندرو باركر بولز، وطفلاهما. وغاب الأشخاص الذين رغب تشارلز حقاً في حضورهم، والداه وإخوته.

وفي الواقع، لم تكن العلاقة بين قصر باكنغهام وقصر سانت جيمس، أي العلاقة بين الأم والابن، والجهات الفاعلة التي يتواصلان من خلالها، لتكون أسوأ من ذلك.

حفل عيد الميلاد الذي جعل دماء ديانا تغلي

وقبل شهر فقط من وفاة ديانا، شعرت كاميلا أنَّها في طريقها لتصبح جزءاً مُعترفاً به من حياة الأمير.

ففي هذا الصيف، صبَّت الصحافة اهتمامها على الألغام في حياة ديانا وحياتها العاطفية، ما كان يعني أنَّ كاميلا يمكنها أخيراً الاستمتاع بحرية مغادرة منزلها دون أن يجري تعقُّبها تلقائياً.

وفي الشهر التالي، يوليو/تموز، قرَّر تشارلز تنظيم حفلٍ فخم للاحتفال بعيد ميلاد كاميلا الخمسين في منزل هايغروف. وعندما علم السكرتير الخاص للملكة إليزابيث، بخطط الحفل، كان غاضباً.

حتى ديانا انزعجت بشدة، ولكن بسبب تقرير صحيفة "ديلي ميل" تحت عنوان: "كانت أول من يصل لتقتحم منزل هايغروف الليلة الماضية بثقة الملكات".

عادةً، كان يمكن لكاميلا أن تأتي إلى المنزل سراً بسيارةٍ مجهولة لا يمكن تعقُّبها ومن خلال طريقٍ مختلف تماماً. لكنها وصلت إلى بوابة المنزل وسارت ببطءٍ لتسمح للمصورين بالتقاط صورةٍ جيدة لها.

في الحقيقة، كانت ديانا هادئة تماماً في هذا الوقت بشأن علاقة تشارلز وكاميلا. وكانت تُشكِّل حياةً جديدة لنفسها، ليس فقط بالتركيز في حملتها لمنع الألغام، ولكن أيضاً ببدء قصة حبٍّ جديدة مع جراح القلب حسنات خان.

ما أغضب ديانا من هذا الحفل الفخم كان ببساطة هو إمكانية أن تصبح كاميلا شخصية عامة. لكن كاميلا لم يكن لديها مثل هذه الطموحات؛ إذ كانت سعيدة أكثر لبقائها خلف الكواليس.

لكنَّ موت الأميرة ديانا غيَّر كل شيءٍ بالطبع.

تحميل المزيد