أخيراً تمكّن موظفو قناة العرب من الحصول على مستحقاتهم المالية لدى القناة بعد انتظار دام طويلاً، بعد إصدار إدارة القناة قرارها المفاجئ أوائل شهر فبراير/شباط الماضي بالإغلاق بعد عامين من توقف البث الذي استمر بضع ساعات فقط.
وقال مصدر خاص لعربي بوست إن هناك حالة من السعادة تسيطر على العاملين السابقين بالقناة لحصولهم أخيراً على مستحقاتهم المتأخرة، بالإضافة إلى مفاجأة لم يكونوا يتوقعونها، تمثلت – كما سمّاها البعض – في "ترضية" مالية من القناة، حيث كانت المبالغ المالية التي حصلوا عليها تزيد على مستحقاتهم لدى القناة بشكل كبير.
وأكد الكثير من العاملين السابقين بالقناة أنهم كانوا قد فقدوا الأمل في الحصول على مستحقاتهم السابقة؛ خاصة بعد تأخر الإدارة في الرد على استفساراتهم أحياناً بل وتجاهلهم في أحيان أخرى وقيام إدارة القناة بإغلاق إيميلاتهم لعدم التواصل معها، إلا أن هذه الخطوة التي جاءت قبل أيام من عيد الفطر المبارك أشعرتهم بالامتنان لإدارة القناة.
وفي جروب لهم على واتساب وجه موظفو قناة العرب السابقون الشكر لإدارة القناة على تنفيذ وعدها بتحويل مستحقاتهم المالية ووصولها إلى حساباتهم في البنوك، وأثنى الكثيرون على ما حدث واعتبروه إنجاز كبير لم يتوقعوه.
وكانت قناة العرب الإخبارية التي يملكها الأمير السعودي الوليد بن طلال قد انطلقت في البحرين في الأول من فبراير/شباط 2015 لكنها توقفت عن البث بعد عدة ساعات فقط لاعتراض السلطات البحرينية على سياسة القناة، كما قالت وقتها وزارة الإعلام.
ومنذ توقف القناة قبل أكثر من عامين استمرت الإدارة المالية بإرسال رواتب العاملين بشكل شهري إلى حساباتهم البنكية في بلدانهم؛ نظراً لإغلاق مكتب القناة الرسمي في البحرين.
وإثر توقف البث في فبراير/شباط 2015، قرر إدارة القناة نقل مقرها إلى قبرص للانطلاق من هناك، وتم بالفعل نقل بعض الصحفيين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بلدانهم بسبب الاضطرابات الأمنية مثل السوريين والعراقيين، وتم توقيع عقود جديدة معهم.
في #الجزيرة20 قدمني سمو الشيخ تميم للأمير الوالد قائلا انني سأدير من الدوحة قناة العرب لتنافس الجزيرة . رد سموه بثقة : نرحب بالمنافسة ?
— جمال خاشقجي (@JKhashoggi) ١ نوفمبر، ٢٠١٦
إلى أن الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال أصدر تعليماته بوقف وتجميد جميع الإجراءات في قبرص والتوجّه مرة أخرى إلى الخليج، واختار هذه المرة الدوحة كوجهة أخيرة للقناة، وبعد نحو عام من الانتظار أصدر الأمير قراره النهائي بإغلاق القناة بشكل رسمي في فبراير/شباط الماضي.
ولجأت إدارة القناة إلى تسوية سريعة لأوضاع العاملين في قبرص كون هناك عقود قانونية جديدة بينهم وبين إدارة المحطة، فيما بقي الجزء الأكبر من العاملين دون تسوية مستحقاتهم.
فيما شرع عدد من العاملين الآخرين قبل أسابيع في رفع قضية في المنامة على الأمير الوليد بن طلال، لعدم حصولهم على مستحقاتهم، حيث كشف مصدر أن نحو 80 شخصاً من العاملين في القناة بين صحفيين وفنيين، بدأوا في رفع قضية على إدارة قناة العرب، بحسب تقرير سابق لعربي بوست.
ويأتي قرار إدارة قناة العرب بدفع مستحقات العاملين السابقين لديها كحلقة أخيرة في سلسلة من الشائعات التي رات منذ الإعلان عن إنشائها، ولينهي الجدل الذي استمر نحو 6 سنوات حول قناة العرب الإخبارية التي لم يكتب لها أن ترى النور سوى بضع ساعات فقط.