المؤرخ ومؤلّف كتاب “ثورة الابتسامة” يحذر أصحاب السيلفي: التقاط الصور بهذه الطريقة يدمّر ضحكتكم

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/03 الساعة 08:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/03 الساعة 08:40 بتوقيت غرينتش

قال مؤلف كتاب "The Smile Revolution – ثورة الابتسامة"، كولين جونز، إن صور السيلفي دمَّرت مفهوم الابتسام، لأنَّها استبدلت الابتسامة العريضة بالعبوس أو بضم الشفاه المكتنزة للأمام.

واعتبر المؤرخ جونز أنَّ التقنية أحدثت تغييراً ثقافياً في الطريقة التي يبتسم بها الناس، وأنَّ وضعية "وجه البطة" قد حلَّت محل ابتسامة "القط شيشاير".

وأضاف بحسب ما ذكرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، الجمعة 2 يونيو/حزيران 2017: "لقد أحدثت التقنية تغييراتٍ مثيرة للاهتمام في ثقافة الابتسام. عالم صور السيلفي، وعجائب النرجسية، وعصا السيلفي، والطريقة التي تبدو بها الابتسامة متواجدة في كل مكان. إنَّها الطريقة التي نؤسس بها أصالتنا في العالم".

وأوضح أنه عندما بدأ الناس يستخدمون عصا السيلفي كانوا يضحكون وكانت وجوههم تشبه القط شيشاير، وكانت ابتساماتهم تتسع أكثر فأكثر". مضيفاً: "بعدها جاءت مرحلة وجه البطة"، ووصفها بأنَّها "مظهرٌ لوجهٍ مُتعب، ووجنتين منحوتتين للداخل قليلاً".

وأصبحت هذه الوضعية في التصوير "شائعةً بشكلٍ غير معقولٍ في العالم الحديث"، وفقاً لـ"التغراف".

وفي كتابه الذي يفحص تاريخ الابتسامة، يتوقع جونز، أن يكون المؤرخون القادمون "مهتمين للغاية بالعودة ودراسة هذا العصر". وقال: "أعتقد أنَّ هناك أمراً ما يحدث في الوقت المعاصر وسيؤثر على الطريقة التي نُقيّم بها الابتسامة ومعناها. ويمكننا إدراك عجائب النرجسية إذا ما عُدنا لرؤية كيف أنَّ الشبكات الاجتماعية قد غيّرت الطريقة التي نتبعها".

وفي دراسة نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية مؤخراً، كشفت عن ارتفاعٍ مذهلٍ في عدد صور السيلفي التي يلتقطها الأشخاص لأنفسهم، وأظهرت الدراسة ذاتها نوعاً من العلاقة المزدوجة، التي تجمع بين الحب والكراهية، في علاقة الإنسان بهذه الصور.

وبحسب ما نشرته الصحيفة أظهرت أعمال الباحثين أن الكثير من الناس يلتقطون لأنفسهم بانتظام صور سيلفي، لكن معظمهم لا يرغب في مشاهدتها، وهي ظاهرة غريبة أطلق عليها فريق البحث اسم "معضلة السيلفي".

ومن بين 77% من الناس الذين يلتقطون هذه الصور، كشف الباحثون أن 82% منهم يفضلون مشاهدة صور طبيعية لهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وظهر مصطلح "معضلة السيلفي" على يد البروفيسورة سارة ديفمباخ، من جامعة لودفيغ ماكسيميليان، بميونيخ، بعد إجرائها استطلاعاً للرأي على الإنترنت، بهدف تقييم دوافع الناس وآرائهم عند التقاط وعرض صور سيلفي.

وشملت الدراسة مجموعة تتألف من 238 شخصاً في النمسا وألمانيا وسويسرا، وكشفت أن 77% من المشاركين يلتقطون بانتظام صور سيلفي.

وحول الدوافع وراء التقاط مثل هذه الصور، تقول سارة -بحسب ديلي ميل-: "قد يكون أحد أسباب ذلك، التناغم الذي يشعر به ملتقط السيلفي مع استراتيجيات تقديم النفس، التي أصبحت وسيلة منتشرة على نطاق واسع، مثل الترويج للنفس والكشف عن الذات".

وتضيف: "يبدو أنه من المحفزات الرئيسية وراء صور السيلفي، أنها تُستخدم كوسيلة من وسائل الإشهار الذاتي، تغذّي الجمهور بالخصال الإيجابية لصاحب الصورة، أو كشف عن النفس، من خلال تقاسم لحظة خاصة مع بقية العالم، على أمل كسب تعاطفهم أو إعجابهم".

ويعتبر البعض صور السيلفي تمثل وسائل إبداعية وطريقة ناجعة للتواصل مع الآخرين، ويعتبرها البعض الآخر نزعة نرجسية، زائفة وترويجاً للذات ليس إلا.