في صيف 2016، كتب صحفيٌّ يعمل بإحدى صحف الإثارة عن اعتراضه على صحفيةٍ مسلمة كانت تُغطي الهجوم الإرهابي الأخير في مدينة نيس الفرنسية.
ورداً عليه كتبت سيدة على تويتر تغريدةً قالت فيها، "قدم المسلمون في المملكة المتحدة 100 مليون جنيه إسترليني (128 مليون دولار) للجمعيات الخيرية خلال شهر رمضان 2016. ما يعني 38 جنيهاً إسترلينياً (49 دولاراً) في الثانية. حسبما جاء في تقريرٍ بالنسخة البريطانية لموقع هاف بوست.
وفي حين حُذفت التغريدة، فإنَّ الأرقام التي ذُكرت فيها كانت صحيحة. ووفقاً للأرقام التي تلقتها اللجنة الحكومية البريطانية المسؤولة عن تنظيم عمل المؤسسات الخيرية، قُدِّرَ في الواقع ما قدمه المسلمون البريطانيون للجمعيات الخيرية خلال شهر رمضان 2016 بحوالي 100 مليون جنيه إسترليني (128 مليون دولار).
UK Muslims gave £100 million to charity during Ramadan this year. That's £38 a second. The media won't report it so here it is. Thank you.
— AJM ?? (@YouMustBeAnna) July 18, 2016
وتُمثل الأرقام جانباً من جوانب شهر رمضان، غالباً ما يُتغاضى عنه. إذ يربط معظم الناس من غير المسلمين شهر رمضان بالصيام فحسب، ولكنَّ الأعمال الخيرية هي جانبٌ يحتل القدر نفسه من الأهمية في شهر رمضان. وفي العام الماضي، تحدثت اللجنة إلى منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية عن طبيعة العطاء في عام 2016.
وقدَّرت إحدى الجمعيات الخيرية التي يقوم عليها مسلمون خلال شهر رمضان 2016، أنَّها قامت بمساعدة ما لا يقل عن مليون شخص.
وساعدت جهودٌ أخرى أولئك الذين يُعانون من الجفاف في جمهورية أرض الصومال، منطقة الحكم الذاتي التي تقع في القرن الإفريقي، وفي الصراع في سوريا.
وكانت هناك أيضاً أعمال محلية تُركز على المجتمع المحلي، بما في ذلك المطابخ التي تُقدم الطعام للمشردين، وتقديم المعونة للمتضررين من الفيضانات التي وقعت في العام الماضي في مدينة كارلايل في مقاطعة كمبريا بإنكلترا.
وأوضح نيك دونالدسون، مدير التوعية في لجنة المنظمات الخيرية، تنوع المشروعات التي تبرع لها المسلمون. وشملت تلك المشروعات مزارع نحل العسل في فلسطين، ومستلزمات النظافة الصحية والغذاء لشعب هايتي، إحدى بلدان البحر الكاريبي، ومؤسسة خيرية في مالي تُحول مياه الفيضانات إلى مياه صالحة للشرب.
وقال دونالدسون: "بالإضافة إلى أنَّ المشروعات كانت من أفضل الأعمال الخيرية، كان التركيز على الاستدامة، ليس على مساعدة المحتاجين مباشرةً فحسب، ولكن تزويدهم أيضاً بالمعارف والمهارات والوسائل لمواصلة دعم أنفسهم".
ومع تلقي مثل هذه المشروعات الدعم العام الماضي، فإنَّ أثر تلك التبرعات سوف يكون طويل المدى، وسيمتد لأعوام قادمة. وبالنظر إلى السنوات القليلة الماضية، فإنَّ التبرعات المُقدمة خلال شهر رمضان هذا العام ستكون بالقدر نفسه، أو ربما ستتجاوز تبرعات الأعوام الماضية.
وكما كان الحال في شهر رمضان عام 2016، شهد شهر رمضان في أعوام 2013 و2014 تبرعاتٍ تُقدر بحوالي 100 مليون جنيه إسترليني (128 مليون دولار).
وبحسب موقع Third Sector، المعني بأخبار ووظائف قطاع العمل التطوعي في المملكة المتحدة، فإنَّ هذه الأرقام لا تشمل الأموال الممنوحة للمساجد المحلية أو الجمعيات الخيرية غير الإسلامية.
لذلك حتى لو كانت وسائل الإعلام تتحدث عن حجم التبرعات التي يقدمها المسلمون للجمعيات الخيرية في بريطانيا في شهر رمضان، فإنَّ المبالغ التي تذكرها هي على الأرجح أقل من حجم التبرعات الحقيقي.